مجزرة المصلين بغزة تفضح سادية (اسرائيل) المتعطشة للدماء

جثامين شهداء مدرسة التابعين في المستشفى المعمداني بمدينة غزة
جثامين شهداء مدرسة التابعين في المستشفى المعمداني بمدينة غزة

الرسالة نت - خاص الرسالة نت

استمرارا في جرائمها بحق الإنسانية، قتلت طائرات الاحتلال أكثر من 100 فلسطيني وأصابت العشرات بجروح، فجر اليوم، إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة  التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل: "إن ثلاثة صواريخ إسرائيلية أصابت المدرسة التي تؤوي النازحين الفلسطينيين"، مضيفاً أنه يصعب على طواقم الدفاع تجميع جثة كاملة، مع تناثر الأشلاء.

ومن جهته، أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان له بأن الاحتلال الإسرائيلي كثف من سياسة قصف المدارس المستخدمة كمراكز إيواء للنازحين في مدينة غزة وقتل وإصابة المئات فيها، بالتزامن مع إصدار أوامر إخلاء قسري غير قانونية من شمال غزة إلى جنوبها، ضمن سياسة ممنهجة لطرد السكان من منازلهم وأماكن نزوحهم، وحرمانهم من أي استقرار، لأسباب انتقامية.

وأضاف البيان أنه وثق قصف الطائرات الإسرائيلية المباشر لـ 9 مدارس تستخدم مراكز إيواء لآلاف النازحين في مدينة غزة خلال ثمانية أيام، وتدميرها على رؤوس من فيها، والتسبب باستشهاد 79 فلسطينيًّا وإصابة 143 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، عدا عن المفقودين تحت الأنقاض والذي يتعذر انتشالهم لعدم وجود معدات كافية.

حسن أيوب المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح يعلق على المجزرة التي تعتبر امتدادا لسياسة القتل الإسرائيلية قائلا: "المشكلة ليست في هذه الحرب، بل هي في المجتمع السياسي الإسرائيلي و انجرافه التام نحو الفاشية والتطرف والرغبة في الانتقام، عودة الى طور الحركة الصهيونية إلى ما قبل قيام دولته والتي يستخدمها اليمين المتطرف الذي يقول إن الطريقة الوحيدة هي استخدام القتل".

الدليل من وجهة نظر أيوب هو محاولة عشرات الإسرائيليين اقتحام سجن سدي تيمان للمطالبة بإعطاء الحق للمغتصبين بأن يكملوا اغتصابهم للمعتقلين، وهذا يعني أن المشكلة الأخلاقية في هذا المجتمع هي الأساس، وأن هذا المجتمع الذي يؤيد 90% منه أعمال القتل ممنهج على هذه السياسة.

وعن المجتمع الدولي يضيف: أما المجتمع الدولي الأصل أن الموقف يبدأ من الإقليم العربي، إن لم يكن هناك تحرك يهدد مصالح أمريكا بريطانيا وفرنسا من خلال الاستهداف الدبلوماسي والسياسي لن يتحرك شيء، هناك قرارات من محكمة العدل الدولية لا يمكن أن تنفذ، إن لم يكن هناك تحرك ضاغط على العالم الدولي ليضغط على إسرائيل".

ويستدل أيوب بما حدث بالأمس حينما أفرجت الولايات المتحدة عن ثلاثة مليارات ونصف لـ(سرائيل) بحجة تأييدها في مواجهتها لإيران وفي الوقت الذي يعلن الاحتلال عن إرساله وفدا للتفاوض، بينما يرتكب هذه المجازر، لأن بنيامين نتنياهو يشعر أن لديه إمكانية أن يستمر بالحرب، حتى يصل للنقطة التي يفرض فيها شروطه، طالما أن لا أحد يضغط عليه أو يطالبه بالتوقف، حسب قول أيوب.

المحلل السياسي والكاتب محمد جردات يلفت إلى أن الاحتلال يحافظ كل يوم على مسار مجازره لكنه يعطي يوم السبت وحشية مضاعفة أكثر من ذي قبل، وهو يكشف بذلك عقلية اليهودي المتطرف الذي يريد أن يشبع نهمه ويملأ شهوته بالدماء، وهذا هو الوجه الحقيقي  الذي ظهر بدون أقنعة وبكل أنواع التزوير.

ويضيف جردات:" هذه الدماء التي تنزف في المدارس تؤلم العالم ولكنه لا يعبأ منذ السابع من أكتوبر ولا يفعل شيئا، وهذا ما أدركه الإسرائيلي الذي لم يعد يعبأ للعزلة السياسية ولا الإدانات ولا كلام المؤسسات الحقوقية فيمضي في القضاء على الشعب ولا زال يراهن على القضاء على حاضنة المقاومة وهي الشعب الضعيف المظلوم".

الاحتلال ضمن مخططه الجديد خاصة بعد الحديث عن لقاء الخامس عشر من آب فهو يواصل نظرية الضغط العسكري لأجل تحقيق مكاسب سياسية ومواصلة استراتيجية التدمير لأجل ذلك وهي طريقته الوحيدة التي لم تتغير منذ قيامه، كما يشير جردات.

ويرى جردات أنه لإيقاف هذا الشلال وجب على أحرار العالم وكل محبي غزة استخدام استراتيجيات أخرى لكسر فريق نتنياهو وعنجهيته، ولكن طالما الموقف العربي والفلسطيني كذلك فإن الحرب ستستمر أكثر ونتنياهو لا يلتفت لأي خسارة، وهو يعلم أن العالم كله يقف أمام وحشيته ويرفضها لكنه لا يهتم.

البث المباشر