قائد الطوفان قائد الطوفان

ترعرع في مخيم عين شمس

الشهيد طارق داوود.. الفتى البطل

خاص- الرسالة نت

 بعد مطاردة استمرت لأشهر، قتل جيش الاحتلال الشاب المقاوم صغير العمر كبير الفعل، طارق داوود، والذي تنسب إليه عدة عمليات إطلاق نار بالضفة الغربية المحتلة، ولم يكن الشهيد عاديا، فهو ابن كتائب القسام، وكان الجيش اقتحم منزله لعدة مرات، وتحويل حياة عائلته إلى جحيم، وأخيرا اغتالوه في سيارة ومنعوا الطواقم الطبية من الوصول اليه.
داوود هو أسير محرر أفرج عنه في الهدنة أول هذه الإبادة في نوفمبر الماضي، وقد يبدو هذا الأمر عاديا، ولكن من غير العادي أن يبدأ صبي سيره في طرقات المقاومة في مخيم عين شمس وهو لم يتجاوز الستة عشر عاما، ثم يصبح قائدا في كتائب القسام وهو ابن السبعة عشر. وكان الشاب الصغير قد اعتقل وبعد خروجه مباشرة عاد إلى عمله المقاوم، وقد حاولوا مطارته واغتياله عدة مرات، ويدعي الاحتلال أنه وقف وراء عدة عمليات من إطلاق النار على مدار الشهور السابقة في قلقيلة وطولكرم وأنه كان يتحصن هناك.

وفي 29 من الشهر الماضي اعتقلت والدة طارق، وداهم الاحتلال منزله للمرة الرابعة في عام واحد في محاولة للضغط على العائلة، حيث قال والده زياد داوود :" أول مرة اقتحموا البيت ولم أكن فيه، كسروا أثاث المنزل، وهاتفوني من جوال زوجتي وطلبوا مني العودة، ثم اعتقلوني للتحقيق، ولديهم نمت ليلة كاملة في البرد وأنا أردد بأنني لا أعرف مكانه، فضربوني.

وفي المرة الثانية اعتقلوني أنا وزوجتي وقد دخلت في غيبوبة سكر فسلموني للهلال الأحمر" ويصف والده المرات اللاحقة: كسروا مقاعد البيت، وأجهزة التلفزيونات في المنزل، ثم أخذونا مرة لمعسكر كيسوفيم، ثم في المرة التالية معسكر أرائيل، وقد سجنوا زوجتي أربعة أيام في مخزن صغير لمواد التنظيف، وهي جالسه على مقعد مكبلة لأربعة أيام متواصلة، دون نوم، ومحرومة من الذهاب إلى الحمام" وفي أحد المرات بتنا ليلة أنا ووالدته في (كونتنير) حديد وهي غرفة ساخنة جدا.

وهكذا وحتى الليلة الماضية، ظلت العائلة تعاني، وتدفع ثمن غياب طارق، وكانوا يطلبون من العائلة أن يذهبوا لإحضار طارق فهم متأكدون من وجوده في مخيم نور شمس، ولكنهم يعلمون أيضا ما هو الثمن الذي يدفعه الجنود في اقتحامهم للمخيم. يلفت والد الشهيد إلى أن الاحتلال يخاف من الدخول لنور شمس، ويعلم أن والده زاره هناك، وبأن ابنه يصر على عدم تسليم نفسه، وبأن الأطفال الداخلين إلى مخيم نور شمس يكبرون دفعة واحدة، ويصبحون رجالا.

ثم بالأمس شرق قلقيلية أطلق طارق النار على مستوطن في اللحظة الأخيرة، قبل دقائق من إطلاق النار عليه واغتياله، لقد ظل الشاب الصغير ممتشقا سلاحه ولا يمل من المحاولات حتى أخر أنفاسه، مقدما كل ما يمتلك من قوة.

وبعد استهاد داوود ومصادرة جثمانه، زفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس شهيدها طارق داوود الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، خلال انسحابه بعد تنفيذ عملية إطلاق نار.

وقالت القسام، في بيان عسكري : “بأسمى آيات الفخر والشموخ والثقة بنصر الله القريب، تزف كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى أبناء شعبنا وجماهير أمتنا العربية والإسلامية فارساً من فرسانها الميامين، القائد الميداني القسامي طارق زياد داوود (من مدينة قلقيلية)”.

 

البث المباشر