بأدوات بسيطة وبمجهود شخصي بادرت الشابة شرين البزم بعلاج تبعات حرب الإبادة (الإسرائيلية)، التي ظهرت على الأطفال شمال قطاع غزة، خاصة أولئك الذين تعرضوا لصدمات نفسية عنيفة.
انطلقت البزم من مدرسة الإيواء التي تقطن بها واستغلت تخصصها الجامعي وعقدت جلسات للأطفال لعلاج التأتأة ومشاكل الكلام التي أصابتهم بسبب ويلات الحرب.
تقول البزم البالغة من العمر 35 عاما والمتخصصة في علاج النطق ومشاكل الكلام إن مبادرتها جاءت بعد أن لمست المشاكل التي يعانيها الأطفال حولها بسبب الحرب التي أثرت على نفسياتهم وعلى مهارات التواصل واللغة والنطق لديهم.
وترى أن الكثير من الأطفال أصيبوا بالتأتأة وعدم القدرة على التحدث بطلاقة نتيجة الصدمات الشديدة التي تعرضوا لها وما زالوا.
من مدرسة خليفة بمشروع بيت لاهيا ومنذ شهرين تحديدا كانت البداية، حيث لاقى إعلان شرين ترحيبا وإقبالا كبيرا من المتواجدين داخل المركز، فبدأوا يتوافدون بأطفالهم طلبا للعون والمساعدة بعد أن انقطعت بهم السبل.
ووفق البزم التي تقدم العلاج مجانا للأطفال فإنها اعتمدت العلاج الفردي لتحقيق نتائج أفضل رغم أن تلك الطريقة تحتاج لوقت أطول، موضحة أن العمل وحدها وبإمكانيات محدودة جعل قائمة الانتظار تطول لديها.
وتعتمد على معدات بسيطة متوفر لتنظيم التنفس للأطفال كالبلالين والشمع والصافرات لاستعادة القدرة على الكلام، فيما توفر لهم ألعابا تساعدهم على التفريغ النفسي.
وتبدأ المختصة علاجها بجلسات تفريغ نفسي مستعينة بدورات حصلت عليها في المجال، ثم تبدأ بعلاج التأتأة ومشاكل الكلام لدى الأطفال.
ولمست البزم آثارا شديدة على الأطفال وصلت حد احتباس الكلام وفقدان القدرة على الحديث، مشيرة إلى أن أحد الأطفال لجأت أمه لعلاجه بعد أن فقد القدرة على الكلام بعد استشهاد والده وأعمامه وعماته وخروجه من تحت الأنقاض.
وتقول: يعاني الطفل البالغ من العمر 4 سنوات من خوف شديد من كل ما هو حوله، لذا فإن علاجه احتاج لجلسات نفسية بداية ومن ثم البدء بعلاج مشاكل الكلام والتي تحتاج لعدد كبير من الجلسات.
وتؤكد أنها لمست تعافي الكثير من الحالات وتقدم أخرى وهو ما شجعها على إكمال طريقها، خاصة مع غياب البدائل وتدمير غالبية مراكز العلاج في قطاع غزة.
وتشتكي البزم من أن المجاعة تساهم في زيادة صعوبة الحالات وتأخر تعافي الأطفال، مبينة أن تنوع الغذاء مهم للتعافي البدني والنفسي.
وتطمح الشابة البزم لتكوين فريق كامل مختص للعلاج النفسي وعلاج النطق لتتمكن من زيارة غالبية مراكز الإيواء وعلاج أكبر عدد من الأطفال، معتبرة أن وجود مختص علاج نفسي وآخر لعلاج النطق في كل مركز للإيواء أمر مهم جدا.
وكانت تيس إنغرام المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد قالت إن أطفال غزة عالقون في الصراع والصدمات المتتالية والمتواصلة دون أن يوجد أمامهم أي مكان آمن
وحذرت من تداعيات ذلك على صحتهم الجسدية ونموهم وأيضا صحتهم النفسية على المدى البعيد.