قائد الطوفان قائد الطوفان

خاص| عملية (تل أبيب) وتطور عمليات المقاومة في الضفة 

الضفة الغربية المحتلة- خاص الرسالة نت 

يرى محللون سياسيون أن عملية التفجير الفدائية المشتركة لكتائب القسام وسرايا القدس التي وقعت في قلب مستوطنة (تل أبيب) مؤخرا، وطكانت بمثابة اختراق أمني كبير للاحتلال وصفعة قوية في وجهه، بالتزامن مع استمرار معركة طوفان الأقصى للشهر العاشر على التوالي.

وفي النصف الأول من الشهر الحالي نفذت المقاومة 100 عملية في الضفة الغربية المحتلة، سواء من خلال زرعها ل34 عبوة ناسفة أو من خلال 78 عملية إطلاق نار، ورصد ثلاث عمليات طعن، وذلك وفقا لمركز معطى للدراسات الفلسطينية.

ويقول عبد الرحمن عادل الباحث بمركز الحضارة للدراسات والبحوث إن التهجير المستمر للفلسطينيين وضم (إسرائيل) للأراضي وتشريدهم وتكثيف السيطرة الاسرائيلية على مناطق ج وملاحقة الفلسطينين في مناطق السلطة الفلسطينية كانت أول أسباب ازدياد عمليات المقاومة.

ويلفت الكاتب أيضا إلى أن التطرف الملحوظ للمستوطنين وهجماتهم المستمرة على ممتلكات وبيوت الفلسطينيين يعد من أهم الأسباب الرئيسية التي قادت إلى ازدياد عمليات المقاومة، كما أن ما يجري من أحداث في القدس واعتداءات على الأقصى ودور العبادة والسعي إلى تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا هو أحد الأسباب المهمة التي تزيد من عمليات المقاومة في االضفة .

كما يذكر الكاتب استياء أهالي الضفة من موقف السلطة الفلسطينية التي باتت تشكل بوضعها الحالي عبئا على الشعب الفلسطيني بل ويراه البعض عونا وأداة من أدوات الاحتلال حسب رأيه.

ويؤكد الكاتب أننا يمكننا في قراءة المشهد الفلسطيني أن نقول إن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية في حالة تطور واستمرار، وتشهد خطوات من التصاعد تتماشى مع تنامي الاستيطان، معتبرا أن هذا التطور في المقاومات والأدوات يعكس وجود آليات جديدة للعمل وابتكارات لأدوات الهجوم.

ويؤكد مختصون تطور المقاومة في الضفة منذ عام 2021 من استخدام الاسلحة النارية إلى تفجير العبوات الأمر الذي أثار قلق الاحتلال المتواصل في تدمير البنى التحتية وعقاب المواطنين الذين يشكلون حاضنة شعبية ما يزيد انضمام الشباب الفلسطيني إلى المقاومة، خاصة بعد طوفان الأقصى الذي فجر الضفة أيضا وحرك جبهاتها المقاومة بشكل لافت ومقلق للاحتلال.

فايز عباس خبير بالشأن الاسرائيلي يقول إن المقاومة في الضفة ازدادت خلال السنوات الثلاث الأخيرة و(إسرائيل) تستعمل حتى الطائرات المسيرة لقمعها في جنين، ولم تبدأ بعد السابع من أكتوبر بل بدأت قبلها.

عدد الشهداء الفلسطينين في الضفة الغربية كان متزايدا ولكن ما حدث بعد السابع من أكتوبر هو أن الجيش الإسرائيلي بدأ يكون أكثر إجراما وتكثيفا للقصف، ما جعل المقاومة تتطور وتكون لافتة بعد السابع من أكتوبر، حتى أن الاحتلال عثر على أنفاق في جنين، وكانت هناك مقاومة مسلحة شمال الضفة الغربية مكثفة.

ويلفت فايز إلى أن التطور الآن ملحوظ بسبب ما يحدث في غزة من مجازر، وتصاعد الإرهاب الاستيطاني في الضفة، وجهوزية الجيش والمستوطنين دائما لقتل الفلسطيني.

نقلة نوعية

وبالعودة إلى تفجير تل أبيب، فيعتبر تطورا لافتا، خاصة أن المقاومة متمثلة بكتائب القسام وسرايا القدس أعلنت أن العمليات الفدائية ستعود طالما يستمر الاحتلال بارتكاب مجازره ضد شعبنا الفلسطيني.

كما يشير إعلان الكتائب عن إدخال تقنيات جديدة في عملياتها بالضفة ما يجعل العمليات أكثر دقة وتطورا، وهذا ما أكده سليمان بشارات الكاتب والمحلل السياسي، حيث قال في مقابلة مع الرسالة إن عملية تل أبيب هي نقطة تحول وتمثل ضربة قوية للمنظومة الأمنية والاستخباراتيه الإسرائيلية، خاصة أن الاحتلال منذ السابع من أكتوبر فرض إجراءات صارمة على التحرك تحسبا لأي عملية.

ويضيف: أن تأتي هذه العملية بعد كل هذا الاعتقال والهدم والتوسعة الاستيطانية والقتل فإن هذا يعري قوى المنظومة الإسرائيلية واستحضار هذه الاستراتيجية بعد ثمانية عشر عاما ومنذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وهذا يدلل على حجم وطبيعة الإجرام الذي يقوم به الاحتلال في غزة والضفة، لأن الاحتلال لم يترك مجالا لأي خيار آخر سوى هذا الخيار.

انعكاسات هذه العملية في الداخل الإسرائيلي خاصة حينما تأتي في قلب تل أبيب، وحسب بشارات فهو ضرب لمعادلة الأمن الشخصي للمجتمع الإسرائيلي والذي يدخل ضمن حالة الاستهداف المباشرة، والتي تخلق الكثير من النقاشات والتداعيات الأمنية الإسرائيلية، وستكون واحدة من القضايا التي ستثير الكثير من النقاش تجاه المنهجيات الإسرائيلية.

الأمر الآخر أن (إسرائيل) أمام مفترق طرق مهم، إما أن تجر المنطقة كلها إلى مرحلة تصعيد واضحة لا تبقي أي خطوط حمراء، أو تذهب وتسارع تجاه عملية إنهاء الحرب، وهذه العملية ربما تدفع تجاه نقاش في المستوى السياسي نحو منهجيتها.

حينما يكون هناك تبني واضح من قبل حماس والجهاد يمثل رسالة قوية جدا، فأي حديث عن إنهاء المقاومة لم يعد حديثا واقعيا ولا مجديا، كما يؤكد بشارات.

البث المباشر