حرب الإبادة بالضفة والقدس والداخل.. براءة 7 أكتوبر!

غزة - خاص الرسالة نت

ركزّت دولة الاحتلال روايتها في حرب الإبادة التي اطلقتها بعيد السابع من أكتوبر الماضي، على أنّها تقوم برد فعل طبيعي على هذه العملية التي استهدفت فيها المقاومة الفلسطينية قوة غزة العسكرية في جيش الاحتلال وحيّدتها من قدرتها على تنفيذ هجوم مباغت ضد القطاع.
وزعمت دولة الاحتلال أن العملية تستهدف حركة حماس وفصائل المقاومة لوحدهم، وأنها استهداف لمواقعها في قطاع غزة، والسبب السابع من أكتوبر!، بل وأكثر حملت للقائد يحيى السنوار الذي تولى رئاسة حماس لاحقا ، مسؤولية حرب الإبادة!
لكنّ الوقائع والمعطيات على الأرض، تشير لحجم الكذب والتضليل الكبير التي مارسته قوات الاحتلال طيلة الأشهر الماضية، وصولا لكشف القناع في اطلاقها لأكبر حملة عسكرية شمال الضفة، قال فيها وزير خارجيتها يسرائيل كاتس، إن الهدف تطبيق ما جرى في غزة هناك.
قيادات فلسطينية تقول إن ما فعلته إسرائيل وتفعله في الضفة والنقب والقدس والداخل المحتل، يشير إلى أنّ ما تقوم به لم يكن ردا على السابع من أكتوبر، وإنما كان ضمن مخطط فطنت له المقاومة بغزة مبكرًا، وأجهضته.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي رباح، أكدّ أن ما يحدث في الضفة والقدس معا، يأتي في سياق التأكيد الإسرائيلي على أنه ضمن مخطط الضم والإبادة التي تبنته حكومة بينامين نتنياهو منذ تشكيلها، "الأمر لا يرتبط بـالسابع من أكتوبر، وإنما في حكومة يمينية متطرفة لديها مخطط تهجير".
يؤيده د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة، الذي وصف مخطط حكومة الاحتلال أساسا بأنها حكومة التهجير والترانسفير، وهو الهدف الذي رافق سلوك هذه الحكومة في طيلة جرائمها ومجازرها المرتكبة في الضفة والقطاع.
فلسطينيا، يرصد التقرير مجموعة شواهد تؤكد أن الاحتلال رغم تجنبه في بدايات الحرب التصعيد في بعض المناطق الفلسطينية الأخرى؛ لكنه عاد بوتيرة أعنف وأوسع في تدمير الواقع فيها؛ ليثبت من جديد أن جرائمه لا ترتبط بالسابع من أكتوبر.
في النقب، يقول عطية الأعسم رئيس مجلس قرى النقب غير المعترف بها، إنّ الاحتلال دمر مئات القرى ومناطق كاملة مثل وادي الخليل وأم عثمان، كما دمر حي عرعرة بشكل كامل.
يصف الأعسم عملية التدمير بأنها الأوسع والأعنف والأشمل منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
في الداخل المحتل، صادر الاحتلال مناطق واسعة في مدن كحيفا ويافا واللد، وفقا لعضو المجلس البلدي في اللد محمد شريقي.
وذكر شريقي أن الاحتلال لم يستثن مدن الداخل في سلوكه، بل وينشر الآلاف من جنوده في الوسط العربي بالداخل المحتل.
كذلك الأمر طال مصادرة أراضي وهدم منازل ورفض منح تراخيص بناء لأبناء الطائفة الدرزية، والقول لرئيس المبادرة الدرزية غالب سيف، رغم أن الطائفة تسمح لأبنائها التجنيد في جيش الاحتلال!
أما في القدس، ورغم محاولات الاحتلال تصوير الوضع على هدوئه في شهر رمضان الماضي، إلّا أنّه أخفى من وراء هذه الصورة، جرائم تستهدف الشباب هناك من حيث كمية الاستدعاءات والاعتقالات والضرب والتنكيل.
لكنّ التطور الأخطر تمثل في اعلان وزير الأمن القومي لدى الاحتلال ايتمار بن غفير رغبته انشاء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى المبارك.
تقول شخصيات مقدسية، إن المكان محدد والهدف مرصود مسبقا، وهو انشاء كنيس بجوار باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى المبارك، في خطوة تهدف لحسم مسار السيطرة على الأقصى، والايذان ببدء مرحلة ذبح البقرات، التي تفتح الباب على مصراعيه أمام كل اليهود لاقتحام الأقصى واستباحته.
ما سبق يؤكد بجلاء أن الحرب (الإسرائيلية) لم ترتبط بكونها رد فعل على السابع من أكتوبر، وإنما ترجمة لمخطط إسرائيلي قديم جديد يهدف للسيطرة على الأرض الفلسطينية، وإعلان ما يسمى بـ"دولة إسرائيل الكبرى"، التي تعني الضم الكامل للأرض الفلسطينية، وهو توصيف يختصره الإسرائيليون بحرب "الاستقلال الثانية"، ترجمة لأطماعهم في المنطقة.

البث المباشر