يجمع مراقبون عسكريون، على أهمية الأثر النوعي للرشقة الصاروخية؛ التي وجهتها كتائب القسام صباح اليوم الإثنين، نحو تل أبيب بخمسة صواريخ؛ في ذورة استنفار دولة الاحتلال الأمنية والعسكرية؛ مع الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى.
النفير الإسرائيلي، شمل استهدافات واسعة لمناطق مختلفة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم؛ بما يشبه اليوم الأول للحرب على غزة؛ تبعا لوصف الوسائل الإعلامية العبرية لما يجري.
وفور وصول الصواريخ لتل أبيب، تعالت الأصوات السياسية والإعلامية التي تلصق الفشل الذريع لرئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو في تحقيق أهدافه بالحرب، إذ دعاه زعيم المعارضة يائير لابيد للرحيل فورا.
وظهرت الصدمة واضحة في تعليقات المراقبين والمحللين الإسرائيليين؛ الذين اعتبروا الاستهداف، بمنزلة تعبير عن فشل استهداف منظومة السيطرة والتوجيه في حركة حماس، أو تدمير مقدرات القسام كما تتحدث القيادة السياسية؛ التي أظهرت وكأنها انتهت من ملف غزة بعد حربها على لبنان.
المراقبون في الشأن الإسرائيلي، اعتبروا أن هذه الصدمة، تمثل التعبير الأوضح في معركة كي الوعي؛ التي تسجل فيها المقاومة هدفًا مركزيا مع مرور العام الأول للعدوان.
ووصف المختص والخبير العسكري اللواء واصف عريقات، الضربة الصاروخية، رسالة مهمة من المقاومة للجمهور الإسرائيلي في كي الوعي، الهدف منه ترك الأثر المعنوي الكبير في المجتمع الإسرائيلي.
وأوضح عريقات لـ"الرسالة نت"، أن العملية هي الرسالة الأهم؛ التي تثبت بأن الحرب لم تحقق أهدافها، وتشكك في الرواية الرسمية والعسكرية الإسرائيلية للجمهور، بتحقيق الأهداف والانجاز في المعركة.
وتعبر أيضا عن حالة عدم اليقين وتظهر التناقض أمام الجمهور الإسرائيلي من المؤسسة الإسرائيلية الرسمية، التي تعلن بشكل متكرر العودة لشنّ عمليات في مناطق بغزة؛ رغم إعلانها القضاء على المقاومة، تبعا لعريقات.
أزمة ثقة
من جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، إنّ هذه الصواريخ، وجهت صفعة للرواية الرسمية الإسرائيلية المتعلقة بإدارة المعركة في غزة؛ بعدما أعلنت كرارا ومرارا تفكيك الكتائب، وتظهر ضعف وانهيار الكيان في تحقيق أهدافه بالقطاع.
وأكدّ جعارة لـ"الرسالة نت" أنّ خطورة الصواريخ بالنسبة للمؤسسة الإسرائيلية، قطع الطريق على الإعلان عن مكتسبات وانجازات طيلة عام من القتال الضاري؛ الذي دفعت فيه ولا تزال تدفع ثمنا باهظا؛ مع محاولتها التغطية على ذلك بالتوجه لحرب لبنان.
وأوضح جعارة أنّ استمرار احتفاظ المقاومة بهذه الصواريخ، يؤكد بأنها لا تزال أيضا تحتفظ ببنيتها العسكرية والحربية، خاصة وأنها اطلقت من مواقع في منطقة احتلتها إسرائيل شبرا شبرا، ولم تترك مكانا الا ودخلته في الاجتياح الأول لخانيونس.
وبين أنّ الجمهور الإسرائيلي، تبعا لاستطلاعات الرأي، يظهر وجود تشكيك غير مسبوق بالجيش وروايته وأدائه، كما أنه أساسا لا يثق بالقيادة السياسية، وهذا ما يعكس النتائج الكبيرة؛ لرفض الجمهور من المستوطنين العودة لمنازلهم، وعدم وثوقهم بأداء الجيش في القطاع.
انهيار معنوي
من جانبه، يعبر القيادي بحركة أبناء البلد لؤي الخطيب، عما يسميه بـ"الانهيار المعنوي" الذي يعيشه الجمهور الإسرائيلي، مما يتحدث عنه الاعلام العسكري والرسمي الإسرائيلي تجاه صيرورة المعركة في القطاع.
وأوضح الخطيب لـ"الرسالة نت"، أنّ نتنياهو يعبر بشكل دائم عن نظرية الانتصار المطلق، بعدما جعله كفخ، وقد أوقع نفسه به، فهو لا يزال يدفع ثمن كل طلقة تخرج من غزة، وتشعره بالهزيمة المعنوية لدى الجمهور.
وبين الخطيب أنّ خطورة العملية تأتي في سياق الحرب الإسرائيلية في لبنان، وهذا سيعطي انطباع لدى الجمهور الإسرائيلي؛ بأن الجيش سيكون اعجز من تحقيق أهدافه هناك، طالما أنّه لم يفعل ذلك في غزة طيلة عام من الحرب الدامية.
وتعبر أيضا عن نجاح الفصائل في غزة، بخوض حرب استنزاف متواصلة؛ في ظل الاعتراف الإسرائيلي بعدم القدرة على تحقيق الأهداف.