غزة-كمال عليان
"طلقة الرحمة"، هذا ما يكن إطلاقه على قرار الاحتلال الصهيوني اغلاق معبر المنطار نهائيا ونقله إلى معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع الغير مهيأ لهذه المهمة حسبما يرى المتابعون للشأن الاقتصادي.
ويعتبر معبر المنطار شريان الحياة الاقتصادية لقطاع غزة، إلا أنه وبعد فرض الحصار أصبح يعمل بشكل جزئي ومحدود.
محللون اقتصاديون اعتبروا أن اغلاق المنطار نهائيا يمثل تقليص المقلص من المواد المدخلة لقطاع غزة وتشديدا للحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من اربعة أعوام.
ولفت المتابعون للشأن الاقتصادي في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" إلى أن طاقة العمل فى معبر كرم ابو سالم لا تستطيع تلبية احتياجات المواطنين بالكامل، موضحين أن أبو سالم أنشأ أساساً من اجل ادخال المساعدات الإنسانية والبضائع المستوردة من جمهورية مصر العربية.
تداعيات سياسية واقتصادية
المحلل الاقتصادي عمر شعبان يرى أن اغلاق المعبر له تداعياته السياسية والاقتصادية على المواطنين في قطاع غزة.
وقال شعبان:" هذا القرار يعني تقليص المقلص وتقليل السيادة الفلسطينية على المنطار بعد ان كانت السيادة مناصفة بين الاحتلال والسلطة على المعبر"، مبينا أن حركة البضائع ستصبح محدودة جدا.
وأضاف :" المنطار من أكبر المعابر في قطاع غزة حيث يستخدم لادخال 46% من المواد ويدخل إليه حوالي 800 شاحنة يوميا وبالتالي نقله إلى معبر أبو سالم يعني زيادة العبء على هذا المعبر وبالتالي قلة المواد المدخلة للقطاع".
وأكد المحلل الاقتصادي أن معبر كرم ابو سالم لن يستطيع تحمل العبء الجديد عليه الأمر الذي من شأنه تقليص وبطء في حركة دخول المواد وخروجها من القطاع, لافتا إلى أن أبو سالم في أقصى جنوب القطاع وبالتالي زيادة التكلفة على البضائع وزيادة الحوادث المرورية على شارع صلاح الدين المهترئ أصلا.
فك الارتباط
بدوره أكد المحلل الاقتصادي محمد مقداد أن اغلاق المنطار استكمالا لحلقات الحصار المفروض على غزة، وتصديقا لرغبة جامحة لدى الاحتلال بفك الارتباط مع قطاع غزة بشكل كامل.
وقال مقداد :" اغلاق المنطار سيترتب عليه خسارة مالية نظرا لأن نقله إلى معبر أبو سالم يحتاج إلى تجهيز أبو سالم بكل التجهيزات اللازمة لنقل البضائع وهذا كله على حساب الفلسطينيين.
وأضاف :"معبر المنطار تم انشاؤه بتمويل من الدول المانحة وهو مهيأ فعليا لاستيعاب عمليتي التصدير والاستيراد لذلك فأن إغلاقه سيتسبب ايضا في اغلاق عدة مصانع تم انشائها في المنطقة الصناعية بحكم الموقع الجغرافي للمعبر ما يعني انضمام مزيد من الايدي العاملة الى صفوف البطالة".
وأوضح مقداد أن التركيز على معبر كرم ابو سالم سيتسبب في ازدحامات مرورية على طريق صلاح الدين مما سيعرض حياة المواطنين في تلك المنطقة للخطر نتيجة ازدياد عدد حوادث الطرق حيث ان الطرق غير مؤهلة من حيث البنية التحتية.
امعان في الحصار
من جهتها قالت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ مخططه بإغلاق جميع معابر قطاع غزة مع قراره بإغلاق معبر المنطار "كارني" والإبقاء على معبر كرم أبو سالم.
وأشارت اللجنة الشعبية في تصريح صحفي وصل " الرسالة نت " إلى أن إغلاق المعبر مخالف للمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على ضرورة فتح كافة المعابر التجارية مع القطاع دون استثناء، معتبرة أنه إمعان في الحصار.
ولفتت اللجنة إلى أن معبر كرم أبو سالم وحده لن يكون كافيًا ولن يفي بحاجيات غزة لأنه لن يسد مكان أربعة معابر تجارية كان تعمل في وقت واحد، داعية إلى ضرورة رفع الحصار كلياً عن غزة والسماح بدخول مواد البناء اللازمة لإعادة الاعمار والمشاريع الحيوية والتطويرية اللازمة.
ويعتمد قطاع غزة على أربعة معابر تجارية وهي معبر المنطار "كارني" والشجاعية "ناحال عوز" وكرم أبو سالم والعودة "صوفا".