ما حكم بيتين من الشعر يرددهم الناس وهما: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، والثاني هو: لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ولا نجوم ولا شجر .. تعني محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام ؟ وشكراً.
قول الشاعر: إذا الشعب يوماً أراد الحياة . فهو ينافي عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي ركن من أركان الإيمان ، فإرادة البشر تابعة لإرادة الله تعالى وليس العكس ، قال الله تعالى ( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [التكوير:29], وقال تعالى ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ) [الفرقان:2].
وأخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة . ولكن هذا لا ينافي الأخذ بالأسباب والعمل بجد واجتهاد ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له )متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم ( اعقلها وتوكل ) رواه الترمذي وحسنه الألباني ، فالعمل من تمام التوكل على الله."
أما البيت الثاني: لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ولا نجوم ولا شجر . فهو من الغلو المنهي عنه في النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد ثبت عن البخاري عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله . قال ابن القيم: فهو أعظم الخلق عند الله وأرفعهم منزلة، وذكره سبحانه بصفة العبودية في أشرف مقام مقام الدعوة والإسراء."