تستمر حملة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة ضد جميع سكانه دون تمييز، وكان الصحفيون جزءًا من هذه الحملة الدموية.
قدّم الصحفيون الفلسطينيون في قطاع غزة العشرات من الشهداء والجرحى والمفقودين، حيث شهد الأسبوع الأخير استشهاد أربعة صحفيين باغتيالهم مباشرة.
ومنذ بدء حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023، استشهد 194 صحفيًا، معظمهم استُهدفوا عمدًا من قِبَل جيش الاحتلال (الإسرائيلي) أثناء تغطيتهم لجرائم الحرب.
قتل دون محاسبة
أكد الصحفي نور جبر، من شمال غزة، أن هناك حملة شرسة ضد الصحفيين في القطاع منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، أدت إلى مقتل وإصابة واعتقال العشرات منهم.
وقال نور في حديث لـ"الرسالة نت" إن (إسرائيل) تهدف من استهداف الصحفيين إلى حجب الحقيقة ومنع نقل المجازر اليومية بحق المدنيين.
وأشار إلى أن المؤسسات الإعلامية الدولية مقصرة في حماية الصحفي الفلسطيني الذي يتعرض لأفظع الجرائم.
وشدد على ضرورة وقف الانتهاكات المتكررة بحق الصحفيين وتقديم مرتكبي الجرائم للمحاكمة الدولية.
وأكد استمرار نقل الرسالة الإعلامية رغم استمرار قتل الصحفيين، قائلًا: "ما يحدث بحق الصحفيين لن يثنينا عن الاستمرار في فضح جرائم الاحتلال".
من جانبه، قال محمد ياسين، مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، إن وتيرة استهداف الصحفيين الفلسطينيين تزايدت مؤخرًا، خصوصًا في ظل استمرار التواطؤ الدولي في حمايتهم.
وأضاف ياسين في حديث لـ"الرسالة نت" أن الاحتلال (الإسرائيلي) يضرب بعرض الحائط جميع القوانين الدولية والمواثيق التي تكفل حماية الصحفيين، ولذلك يستمر في قتلهم حتى قبل الحرب على غزة، "ولعل قتل الزميلة شيرين أبو عاقلة خير دليل على ذلك، إذ لم تتم محاسبة الاحتلال على أي جريمة بحق الصحفيين".
وأكد ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وصادقة من المجتمع الدولي لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بحماية الصحفيين وفق الاتفاقيات الدولية.
وتابع: "نحن في منتدى الإعلاميين الفلسطينيين نعبّر عن فخرنا بعمل الصحفي الفلسطيني في نقل الأخبار وفضح جرائم الاحتلال، ونطالب المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالإعلاميين بحماية الصحفيين، الذين يقترب عدد شهدائهم من مائتي صحفي خلال الحرب الجارية على غزة".
تجدر الإشارة إلى أنه خلال الأسبوع الأخير، استشهد أربعة صحفيين وهم: أحمد اللوح، مصور قناة الجزيرة، ومحمد القريناوي، صحفي بوكالة سند للأنباء، ومحمد بعلوشة، مراسل قناة المشهد، وإيمان الشنطي، مذيعة في إذاعة الأقصى.
الأكثر دموية!
وفي سياق متصل، قدّم تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" لعام 2024 نظرة قاتمة حول واقع حرية الصحافة في العالم، كاشفًا عن تصاعد مقلق في أعداد الصحفيين الذين قُتلوا أو اعتُقلوا أو اختُطفوا أو فُقدوا.
وأبرز التقرير أن الصحفيين يواجهون أخطارًا متزايدة، خصوصًا في مناطق النزاع، مع تزايد استهدافهم بشكل مباشر من قِبَل السلطات والجماعات المسلحة، مما جعل ممارسة الصحافة مهنة محفوفة بالمخاطر أكثر من أي وقت مضى.
وقال التقرير: "في ظل تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، كانت المنطقة الأكثر دموية للصحفيين هذا العام هي قطاع غزة، حيث قُتل أكثر من 30% من الصحفيين. ونتيجة لهذا الاستهداف الإسرائيلي المقصود للعاملين في قطاع الإعلام، صنّفت المنظمة القطاع الفلسطيني بوصفه "أخطر مكان للصحفيين" في العالم".
وأوضح التقرير أن الاستهداف للصحفيين حدث رغم أن معظمهم كانوا يرتدون شارات تعريف واضحة تفيد بأنهم صحفيون، إلا أنهم قُتلوا في غارات جوية أو برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أظهرت تجاهلًا صارخًا للقانون الدولي.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 194 صحفيًا وصحفية قُتلوا على يد جيش الاحتلال (الإسرائيلي) منذ السابع من أكتوبر 2023.