أسطورة المقاومة أسطورة المقاومة

لقطات تعرض لأول مرة

السنوار دقّ باب الحرية الحمراء بعصاه المدرجة بالدماء

الرسالة نت - خاص

في مشهدٍ حافل بالرمزية، ظهر القائد الشهيد يحيى السنوار مرتديًا عباءته وجعبته العسكرية، متكئًا على عصاه، ينظر إلى الأفق بعيونٍ تفيض بالثبات، وهو يقود مقاتليه في ميدان المقاومة بقطاع غزة. 

مشاهد استثنائية عرضها برنامج ما خفي أعظم على قناة الجزيرة، أظهرت السنوار ليس فقط كقائد سياسي وعسكري، بل كأسطورة تجاوزت حدود القيادة التقليدية، لترسم ملامح رجلٍ صنع التاريخ وكتب بدمائه سيرة الحرية.

"لا أحب لبس البدلة"

"لا أحب لبس البدلة، أُفضل الجعبة العسكرية"، قال السنوار في إحدى تصريحاته التي عُرضت في البرنامج، مجسدًا ارتباطه بالميدان حيث كانت الجعبة عنوانًا لنهج المقاومة التي قادها بنفسه، بعيدًا عن المكاتب المغلقة. 

أظهرت المشاهد السنوار وهو يتنقل بين الكمائن، يراقب تجمعات قوات الاحتلال في رفح جنوب القطاع، ويخطط عملياتٍ نوعية مع مقاتلي كتائب القسام.

في إحدى اللقطات، ظهر وهو يرفع معنويات مقاتليه، كأنه يقول لهم إن الأرض تحرسها البنادق المخلصة، وإن فلسطين لا تنكسر ما دام فيها رجالٌ مثلهم.

اللحظة الأخيرة: شهادة تروي إرثًا خالدًا

السنوار الذي قضى شهيدًا في رفح، ترك خلفه إرثًا من الصمود. المشاهد الأخيرة أظهرته مضرجًا بدمائه، جعبته فارغة توحي بأنه لم يترك رصاصة إلا استخدمها. حتى في لحظات استشهاده، جسد القائد صورة الرجل الذي يحمل عبء أمته على كتفيه، ليرمي عصاه الأخيرة على طائرة مسيّرة تحوم في السماء، في مشهدٍ سيبقى محفورًا في ذاكرة الأجيال.

رمزٌ يتجاوز المكان والزمان

الكاتب إبراهيم المدهون وصفه بأنه القائد الذي تجاوز حدود القيادة إلى أسطورة خالدة، رجلٌ كان يقف وجهًا لوجه مع الدبابات، يزرع الثبات في قلوب من حوله. فيما كتب الصحفي يحيى اليعقوبي: "التاريخ يصنعه الرجال ويتناقله الأجيال"، مشيرًا إلى أن استشهاد السنوار كتب سيرة قائدٍ ألهم شعبه ونسف روايات الاحتلال.

أما الكاتب أدهم شرقاوي، فقال: "كان مشهد حياته مهيبًا تمامًا كما مشهد موته"، لتكتمل صورة السنوار كرمزٍ خالد، تجسدت فيه معاني الرجولة والشجاعة. بينما أكد الصحفي أحمد البطة أن الاحتلال الذي لاحقه عامًا كاملًا بعتاده وتقنياته لم يدرك أن السنوار كان أقرب إليهم مما يتصورون، لكنه ظل في الميدان يواجههم حتى آخر لحظة.

حكاية تُكتب في دفاتر الأجيال

من حي تل السلطان بمخيم بدر في رفح، تروي شهادة أحد سكان الحي: "سأُحفظ أطفالي أن يحيى السنوار استشهد هنا، على بُعد مئة متر من منزلنا، قادمًا من أقصى المدن الأخرى، يتكئ على عصا، بين أرتال الدبابات، يقاتل حتى النفس الأخير".

السنوار الذي مضى بشموخ، ترك خلفه صورة الرجل الذي لا يُقهر، قائدًا كان يتنقل بين المنازل المهدمة، يخطط ويقاتل، يرفع الراية الحمراء، تلك الراية التي ترمز للحرية التي تكتب بدماء الشهداء.

 

 

`
البث المباشر