لا يزال سكان شمال غزة ينتظرون دخول الخيام إلى مناطق سكناهم المدمرة، وسط استهجان واستغراب من التأخير في تطبيق البروتوكول الإنساني والإغاثي.
ورغم مرور 16 يومًا على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا يزال التعنّت قائمًا في إدخال ما يلزم سكان القطاع، مما أوجد حالة من السخط، وسط مطالبات بسرعة تطبيق بروتوكول الإغاثة.
افتراش العراء
المواطن محمد العيلة، من مخيم جباليا في شمال غزة، يجلس منذ أكثر من أسبوعين أمام منزله المدمر في انتظار حصوله على خيمة.
وقال العيلة إنه يضطر للنوم في العراء انتظارًا للحصول على خيمة، في ظل البرد القارس.
وأبدى استغرابه من عدم توفر الخيام والمآوي لأصحاب المنازل المدمرة، في وقتٍ تعج فيه الأسواق بالكثير من السلع التي لا تُعتبر ذات أولوية في الوقت الحالي.
ودعا إلى الإسراع في إدخال الخيام للأسر المنكوبة التي لا مأوى لها، بينما تنتظر آلاف الأسر إيجاد مكان للسكن.
وفي بيانٍ صحفي صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي، أُعلن أن الاحتلال الإسرائيلي يماطل في تنفيذ البروتوكول الإنساني ويتهرب من التزاماته.
وقال المكتب الحكومي: "في ظل استمرار وتفاقم المعاناة والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ورغم الاتفاقيات الواضحة التي نص عليها البروتوكول الإنساني المُوقّع ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بتعهداته ولم يُنفّذ البنود التي وقّع عليها، حيث يواصل المماطلة وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والإيوائية التي يحتاجها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بصورة عاجلة".
وأضاف: "وفقًا للبروتوكول الإنساني، كان من المفترض إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة مؤقتة إلى قطاع غزة لاستيعاب النازحين من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين دمّر الاحتلال منازلهم ووحداتهم السكنية. كما كان من المفترض إدخال 600 شاحنة يوميًا محملة بالمساعدات والوقود، بما يشمل 50 شاحنة وقود وغاز، و4,200 شاحنة خلال 7 أيام، بالإضافة إلى إدخال معدات الخدمات الإنسانية والطبية والصحية والدفاع المدني، وإزالة الأنقاض، وصيانة البنية التحتية، وتشغيل محطة توليد الكهرباء، وتوفير المعدات اللازمة لإعادة تأهيل الخدمات الإنسانية في قطاع غزة".
وأكد المكتب الحكومي أن الاحتلال الإسرائيلي يضع العراقيل ويماطل في التنفيذ، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية ويضاعف معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة وغير مسبوقة.
خيام لم تصل!
ووفقًا لمصادر إعلامية تابعة لقناة الأقصى الفضائية، فإن مخازن الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في عمّان تضم 50 ألف خيمة، إلا أن إدارة الهيئة لم تقرر حتى الآن إرسال أي منها إلى غزة رغم الحاجة الماسة لها في القطاع.
في المقابل، أكدت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أن عمليات إرسال الخيام من الأردن إلى غزة مستمرة ضمن خطة إنسانية شاملة تهدف إلى تقديم أقصى قدر من الدعم للأهالي في القطاع.
وقالت الهيئة الخيرية، في بيان لها مساء الاثنين، إنها ستُرسل خلال الأسبوع المقبل 30 ألف خيمة، في إطار دعم الجهود الإغاثية والإنسانية المستمرة منذ بدء الحرب على القطاع.
وأوضحت الهيئة أنها ستتسلم خلال الأيام المقبلة عددًا كبيرًا من الخيام التي تبرعت بها عدة منظمات ودول، وستعمل على إيصالها إلى الأهالي في المناطق المتضررة لضمان توفير المأوى المناسب لهم في ظل الظروف الصعبة.
كما أشارت إلى أنها أرسلت حتى الآن 24,891 خيمة لتأمين احتياجات المتضررين، منها 11,000 خيمة تم إرسالها منذ بدء الهدنة الإنسانية الأخيرة.
