الرسالة نت - وكالات
قال رئيس حكومة فتح في رام الله سلام فياض أمس الأحد، إنه لا يعتزم الترشح لخلافة رئيس السلطة محمود عباس، مجددا دعوته حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية بغض النظر عن من يتزعمها.
وقال فياض في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) جرت في مكتبه في رام الله بالضفة الغربية: " لا أسعى إلى موقع سياسي بعد الموقع الذي أشغله حاليا".
كما أكد فياض أنه لا يطرح نفسه مرشحا لحكومة الوحدة الوطنية التي دعا إلى تشكيلها وتضم حركة حماس التي تحكم قطاع غزة منذ ثلاثة أعوام ونصف.
وقال إنه يطرح فكرة تشكيل حكومة الوحدة وإطلاق مشاورات بين الفصائل والقوى بشأنها للوصول إلى صيغة متفق عليها "يصار بموجبها إلى تكليف جديد وتشكيل بناء على هذا التوافق الوطني".
وأضاف فياض أنه "مستعد لإنهاء مهمته فورا في حال الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية".
وكان فياض وهو شخصية اقتصادية مستقلة (59 عاما) قدم قبل نحو ثلاثة أسابيع استقالته إلى عباس الذي أعاد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة.
وأعلن فياض استعداده ضم حركة حماس إلى حكومته الجديدة مع إبقاء عمل أجهزتها الأمنية في قطاع غزة تحت شعار توحيد المؤسسات الرسمية قبل إتمام جهود تحقيق المصالحة المتعثرة منذ ثلاثة أعوام ونصف، الأمر الذي أثار غضب الكثير من قيادات حركة فتح ورفضته كذلك حركة حماس.
وتساءل فياض باستغراب عن سبب رفض حركة حماس تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأوضح أن مبادرته ترمى إلى "سد الثغرة الرئيسة" متمثلة بالمبدأ الأمني ابان تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حركتي فتح وحماس والتي كان يشغل فيها منصب وزير المالية وانهارت بعد ثلاثة أشهر فقط.
ذكر فياض أن المبادرة تقوم على الوضع الداخلي الفلسطيني القائم حاليا سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة وفق مبدأ "استبعاد العنف" في سعي الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية.
كما ذكر أن اقتراحه يتجاوز نقطة الخلاف الأكبر في الحوار الوطني الفلسطيني المتعثر منذ سنوات وهو التمييز ين مفهومي تحقيق المصالحة من جهة وإعادة الوحدة الوطنية من جهة أخرى.
وأوضح فياض أن اقتراحه سيتيح النظر إلى المصالحة الوطنية كنتيجة تتبلور بشكل تدريجي على خلفية بيئة أكثر مواتية لتحقيق المصالحة من خلال إعادة الوحدة للوطن ومؤسساته كخطوة أولى.
وقال إنه لا يرى أي سبب لعدم التعامل ايجابيا مع خطته " لأنه فيه كل خير بالقياس مع الوضع الراهن"، محذرا من وضع "مأساوي" قد يصل إليه الوضع الفلسطيني مع استمرار الانقسام والخلاف الداخلي.
كما شدد فياض على أهمية إنهاء الانقسام الداخلي لإنجاح مساعي الفلسطينيين في استغلال العام 2011 الجاري لإقامة دولتهم المستقلة وقبل ذلك تحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة عبر بناء مؤسساتها.
ودعا إلى التعامل بروح عملية للوصول إلى هدف إنهاء الانقسام بعيدا عن توجيه الانتقادات من قبل حركتي فتح وحماس التي لا تأتي على جوهر الطرح، مؤكدا أنه لا يعتبر نفسه طرفا في الحوار الوطني.
وبشأن مشاورات تشكيل حكومته الجديدة وفق تكليف عباس له، قال فياض إنه سيأخذ من الوقت ما يكفي لاستطلاع مواقف الفصائل وتبيان مدى إمكانية المضي باتجاه تشكيل حكومة وحدة وإلا فإنه سيشكل حكومة تختلف عن حكومته المستقيلة.