منذ 17 شهرًا، يواصل الشاب التونسي فارس خالد (21 عامًا) تضامنه اليومي مع أهالي غزة، متابعًا بقلق وألم مشاهد الإبادة الجماعية والجرائم المتكررة بحق المدنيين. هذا الغضب الإنساني العميق لما يشاهده من مجازر دفعه للمشاركة في جميع الفعاليات والمسيرات السلمية الداعمة لقطاع غزة في مختلف أنحاء تونس.
في آخر تظاهرة شارك بها، أصر فارس على رفع علم فلسطين داخل المدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم في الدندان (محافظة منوبة، غرب العاصمة تونس).
لكن القدر كان بانتظاره؛ فخلال رفعه العلم، اختل توازنه وسقط، ما أدى إلى وفاته، في حادثة هزّت مشاعر التونسيين والفلسطينيين على حد سواء، وأثارت موجة من الحزن والتعاطف عبر منصات التواصل الاجتماعي.
رغم ألم الفقد، بدا والد فارس مكلومًا لكنه فخورًا بابنه، موجّهًا رسالة مؤثرة إلى أهل غزة قال فيها: "لقد أرسلت لكم أخاكم".
وتحدث والد الشهيد للمقاومة في غزة:" أزف ابني شهيدا للمقاومة الفلسطينية، وشفيعا لنا بإذن الله يوم القيامة، أنا وعائلته فخورين به كل الفخر، هو الذي لطالما دعم القضية الفلسطينية، وربنا ينصر المقاومة".
أما والدته، فتمسكت بأن يُشيَّع ابنها مغطى بعلم فلسطين، تكريمًا لحبه الصادق للقضية الفلسطينية.
عرف الشاب فارس بخطاباته المؤثرة ونشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان يشارك باستمرار أخبار العدوان على غزة، ويتفاعل مع كل مقطع أو صورة من هناك.
وفي أعقاب وفاته، أطلق عليه نشطاء لقب "شهيد العلم الفلسطيني"، تقديرًا لما قدّمه من روح تضامن ونضال سلمي.
في أعقاب الحادث، تجمّع عدد كبير من النشطاء أمام منزل الفقيد لمواساة عائلته، بينما تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ظهر فيه والد فارس صابراً، محتسباً، ومفتخراً بابنه، وهو يوجه رسالته للمقاومة الفلسطينية قائلًا: "ها قد أتاكم أخوكم"
كما نعى مكتب العمل الشبابي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشاب فارس خالد في بيان رسمي، واصفًا وفاته بأنها" مشهد بطولي ضمن فعاليات التظاهرات الطلابية التي عمت عدة ولايات تونسية، نصرةً لفلسطين ودماء غزة، واستجابةً لنداء الحركة والواجب.
هذا الحادث حوّل فارس إلى رمز شبابي تونسي للتضامن مع فلسطين، وترك أثرًا واسعًا في قلوب كثيرين داخل تونس وخارجها.