بدأت إسرائيل بدق طبول المعادة للسامية في وجه الحكومة المصرية الجديدة برئاسة الدكتور عصام شرف وضد وزير خارجيته الجديد الدكتور نبيل العربي ووصفهما الإعلام الإسرائيلي بأنهما أعداء لـ ( دولة إسرائيل ).
وحجة إسرائيل في توجيه التهمة للحكومة المصرية أن مواقف رئيس الوزراء المصري المعارضة لإسرائيل في طريقة تعاملها مع الشعب الفلسطيني وانه ليس صديق لإسرائيل وانه ضد التطبيع معها، كما أن شرف متهم من قبل إسرائيل أنه رجل ثوري وجاء إلى الحكم وفق رغبة الشعب المصري.
ومن التهم الموجة لشرف أنه اختار وزير خارجيته من الشخصيات الوطنية المصرية ، وان الدكتور العربي الذي كان احد أعضاء محكمة لاهاي التي نظرت في جار الفصل العنصري الذي أقامته سلطات الاحتلال في الضفة الغربية، ووصفه له بالجدار العنصري، كما كررت إسرائيل تهمة المعادة لإسرائيل وسياستها للدكتور العربي، ومطالبته المجتمع الدولي بمحاكمة القادة الإسرائيليين لارتكابهم جرائم حرب من خلال قتل الفلسطينيين.
ورغم أن إسرائيل تعلم أن حكومة شرف هي حكومة انتقالية وإن كتب لها الحياة فلت تستمر أكثر من عام حتى يتم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المصرية ومن ثم يتم تشكيل حكومة وفق القانون والدستور؛ ولكن إسرائيل تريد أن تستبق الأحداث وتريد أن تتدخل في الشأن المصري الداخلي بشكل سافر، وكأن لسان حالها يقول أنها تريد رئيس وزراء ووزير خارجية من أصدقاء إسرائيل أو بتعبير آخر عملاء لإسرائيل يعملون عن تسخير السياسة الخارجية والداخلية المصرية لخدمة مصالح إسرائيل على حساب مصالح الشعب المصري والشعوب العربية وقضياهم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
فزاعة معادة السامية التي تلوح بها إسرائيل في وجه الحكومة المصرية لا اعتقد أنها ستحقق شيئا لإسرائيل لأنها لن تخيف هذه الحكومة وإن كانت مؤقتة، لأنها تستند على شرعية شعبية جماهيرية لا على دعم أمريكا أو رضا صهيوني كما كان حادثا في السابق، لأنه من الواضح إن حكومة شرف تضع نصب عينيها المصالح المصرية سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل، وان المقدم لدى الحكومة المصرية هي المصالح القومية العليا وكذلك القضايا العربية وليس المصالح الإسرائيلية كما حدث في اتفاق الغاز المصري أو اتفاقية الكويكرز.
نتوقع أن تكون السياسة المصرية أفضل بكثير مما كانت عليه في الحكومة السابقة وأن السياسة الخارجية المصرية الجديدة بقيادة الدكتور نبيل العربي ستكون سياسة وطنية قومية تخدم التوجه للحكومة الجديدة لإعادة الدور الحيوي لمصر في المنطقة العربية والإقليمية، التي سلب منها أو أبعدت عنه نتيجة السياسة العقيمة التي انتهجها نظام مبارك.