إهداء: إلى شعلة الأمل الأخيــرة
بقلم: سمية محسن أبو عيطة
أرجــــــوكِ ..
يا روعتك!!
يا روعتك!!
تنسابُ كالنسمات وسط الليل ِ
تلثم فارسيك النائمَين وطفلتكْ ،
وتودِّع الأمَ الرؤومَ
تمازح القلب الرحيمَ
بإصبعيكَ تدغدغ الوجناتِ
تعريجاتـُها في وجه أمِّكَ
كالمروج الخُضر من خلف الحدودْ ،
كملامح الأطفال في الزمن السعيدْ ،
كالموج في الشطِّ البديع ببحر يافا
أمُّكَ العربية امتلأت جمالاً
مثل يافا
- يا بنيَّ كفى مزاحاً إنّني قد شختُ من زمن بعيدْ !
-بل أنتِ فاتنة الصبايا !!
ثم تضحك ضحكة الفردوس
في وجهٍ طفوليٍّ بريءٍ
بعد لحظاتٍ تراهُ مقاتلاً
بين الأسودْ
مقاتلاً شرساً عنيدْ !
اللهَ حين تراكَ مثلَ أبيك
مثل حنانهِ
وتراكَ مثلَ حماسهِ
فتفوحُ ريح المسكِ من ذكرى الشهيدْ
* * *
يا روعتك!!
لمّا ارتديتَ أمام زوجكَ جعبتكْ
وحملت رشاشاً فتيّاً
ثم فاخرتَ الحبيبة مازحاً :
-هلا رأيتِ وسامتي وأنا أصبُّ النار في وجه اليهودْ ؟!
تتلألأ العينان
فالعينان
ثم تجيبهُ في بسمة الصمتِ الودودْ
-يا روعتك!
يا روعتك!!
لمّا كتبت بمسك دمِّ الراحلين وصيَّتَك
وقرأتَها ،
وقرأتها ،
وضممتها في صدركَ الورديِّ
وارتعشت يداكَ إذا توقِّعُ في الختام :
"إني الشهيد الحيُّ إن شاء القدر"
يا روعتك!!
لما انطلقت مع الكتائبِ
والبرايا تستغيثُ بنخوة الحرّاس
والشظايا تحصد الأنفاس
والمنايا تحفر الأرماس
مَلَكاً كريماً خلتُ ظلَّكَ
لم أصدِّق حينها نفسي بأني
عشت في وطن ٍ تضمُّ رباه مثلكَ
علَّني أبصرتُ نور الشمسِ
حين لمحتُ فيها صورتك!
يا روعة الشمس التي عكست علينا صورتك
يا روعتك!!