غزة - ديانا طبيل
رغم مرور قرابة احدى عشر شهراً على انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلا أن آثارها لازالت بارزة فى تفاصيل الحياة اليومية, فمع أول منخفض جوى عم المنطقة طارت مئات من قطع النايلون التي تكسو نوافذ وشرفات منازل المواطنين التي فقدت زجاجها جراء القصف المتواصل فى كافة المناطق ابان الحرب ، لتعريهم أمام حصار امتد لقرابة ثلاثة سنوات منع خلاله دخول الزجاج والمواد الخام ، لتضاعف همومهم اليومية خاصة وأن الشتاء دق أبواب غزة هذا العام باكرا بعض الشيء .
مع أول زوبعة
فى شمال قطاع غزة وبالتحديد فى مدينة الشيخ زايد الإسكانية التقت الرسالة أم محمد قديح " 40 عاما " التي سقط جميع نوافذ منزلها أثناء الحرب مما اضطرها إلى كسوتها بالنايلون المقوى الذى وزعته آنذاك الحكومة الفلسطينية إلى جانب وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين فى محاولة اغاثية عاجلة ، إلى أن معاناتهم عادت إلى ارض الواقع مع أول نسمة هواء كما تسميها أم محمد .
وتقول قديح : " لا أدرى ماذا سنفعل الآن خاصة وان الشتاء بدأ باكرا هذا العام ، مضيفة: خلال الصيف لم نشعر بحجم الكارثة لكن مع أول يوم ماطر صحونا من النوم لنجد المنزل غارقاً بالمياه جراء طير النوافذ مع الهواء وهطول الأمطار ،
وتتابع : يبدو أن هذا الوضع المتردي سيعرضنا و أطفالنا إلى برد الشتاء القارص وان البحث عن حل بديل لنوافذ النايلون حل من أصعب المستحيلات فى غزة ، مطالبة أصحاب القرار بالضغط على (إسرائيل) من اجل إدخال كافة المواد الخام ليس للنوافذ فقط وإنما لإعادة الاعمار.
فى حين تعتبر مشكلة أبو ناجى المقيد أصعب من سابقته خاصة وان شرفات منزله الكبيرة المكسوة من الزجاج انهارت مع أول صواريخ هبطت فى منطقة التوام ، وكساها كغيره من السكان بالنايلون المقوى لكنه فوجىء بطيرانها مع الريح إلى حيث لا يدرى ، ليقضى ليلته وهو عائلته فى محاولة لإغلاق النوافذ والشرفات ببعض قطع القماش والشراشف والأغطية .
وناشد أبو ناجى مؤسسات حقوق الإنسان وبرامج الأمم المتحدة فى قطاع غزة بضرورة الضغط على الاحتلال من اجل السماح بدخول البضائع التي تؤمن للمواطنين العيش بحياة كريمة وتحميهم من العوز والفقر والبرد .
فى حين اعتبر المواطن أبو فؤاد حبيب أن النايلون هو الحل الأفضل والأمثل حتى وان كان الريح تأخذه معها فى كل شتاء فهو يبقى اقل تكلفة من الزجاج ،فقد أعاد تركيب زجاج منزله ثلاثة مرات وفى كل مرة كان يسقط بعد شهور قليلة من تركيبه جراء القصف لمناطق محاذية لبيته.
من جهته يقول الفني فى تركيب نوافذ الألمنيوم والزجاج أبو عاصم شامية: انه ومنذ بدأ الشتاء على غزة تلقيت عشرات الاتصالات من سكان المناطق المحاذية لإعادة تركيب نايلون لنوافذ منازلهم التي طارت مع الهواء ، مضيفاً أن الكثير من البيوت فى المناطق الحدودية فقدت نوافذها إلى جانب اطاراتها المعدنية والخشبية ، لذا تعتبر نوافذ النايلون رديئة جداً وقد تطير مع اى عاصفة وان كانت بسيطة .
ويتابع ابو عاصم: الغالبية العظمى من العائلات الغزية متضررة من نوافذها النايلون لكنهم غير قادرين على دفع تكاليف نوافذ من الزجاج خاصة وان تكلفة جلبها من الأنفاق مرتفعة جدا وأسعاره مرتفعة للغاية كما أن ضمانات عدم سقوطه مجدداً تكاد تكون معدومة خاصة وان كافة أفراد المجتمع يعيش هاجس حدوث حرب قريبة.