اليمن – الرسالة نت
قال حمود الهتار وزير الأوقاف المستقيل من الحكومة اليمنية والمنضم إلى الثورة، إن الأزمة القائمة في البلاد ليست بين الرئيس علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرعة، أو بين أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض وحزب المؤتمر الحاكم، وإنما هي بين الشعب والنظام.
وأضاف الهتار السبت -في كلمة له في ساحة الحرية بمدينة تعز- أن السلطة كانت تعمل ليل نهار من أجل التوريث، لكن تفجير الشباب للثورة أحبط تلك الجهود.
و شهدت مدينة عدن السبت تواصل العصيان المدني للمرة الرابعة في غضون أسبوعين، في وقت شهدت فيه بلدة المعلا اشتباكات مسلحة لم تسفر عن سقوط ضحايا.
وأدى العصيان -الذي يأتي استجابة لدعوة فصائل حركة الشباب الاحتجاجية في المدينة- إلى شلل تام في مديريات المعلا والمنصورة وكريتر، في حين تفاوت أثره في بعض المناطق الأخرى.
وقال شهود عيان في بلدة المعلا إن اشتباكات بالأسلحة النارية اندلعت في أحد الأحياء بين مسلحين مجهولين ودورية تابعة للأمن لم تسفر عن وقوع أي إصابات بشرية.
وأشار شهود العيان إلى أن أعيرة نارية جراء الاشتباكات ألحقت أضرارا بإحدى السيارات الواقفة في الحي، وأن حالة من الرعب خلفتها تلك الاشتباكات في صفوف الأهالي.
وأفادت مصادر محلية في بلدة التواهي بأن مسلحين يحملون أسلحة خفيفة وقنابل يدوية قاموا بالتعرض لأصحاب بعض المتاجر، وتهديدهم بالقتل في حال عدم إغلاق محلاتهم التجارية.وقال ناشطون في حركة شباب التغيير بالمدينة إن المسلحين هم مجموعة من "بلاطجة" النظام يتم استئجارهم لبث حالة من الرعب في صفوف الأهالي وتشويه صورة الثورة السلمية.
وأوضح شباب الثورة أن ما يؤكد ذلك هو عدم قيام قوات الأمن بالتصدي لهم، في حين تقوم بالتصدي للمحتجين والمتظاهرين سلمياً. وأشاروا -في حديث للجزيرة نت- إلى أن "الاشتباكات التي تمت بينهم وبين قوات الأمن في بعض الأحيان لا تسفر عن سقوط أي جرحى، بينما يسقط العشرات من القتلى والجرحى في مظاهرات سلمية".
ومن جهة أخرى، أصيب ضباط في الجيش اليمني بمدينة لودر في أبين بعد إطلاق النار عليه من قبل مسلحين تتهمهم السلطات اليمنية بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة.
وقال شهود عيان إن مسلحين كانوا يستقلون دراجات نارية أوقفوا سيارة أجرة كان على متنها عقيد في اللواء 111 الذي يتمركز في ضواحي مدينة لودر، وفتحوا النار على السيارة مما أسفر عن إصابة العقيد الذي يدعى سعيد حمود بجراح بليغة. ووصفت مصادر طبية إصابة الضابط بأنها حرجة.
مقاضاة صالح
من جهة أخرى، رفعت ناشطات يمنيات دعوى قضائية ضد الرئيس صالح وعدد من المسؤولين الحكوميين والقنوات الرسمية، بتهمة الطعن والقدح في أعراض اليمنيات المشاركات في المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام.
وكان الرئيس اليمني قد دعا -في خطابه يوم الجمعة أمام مؤيديه من النساء والرجال- إلى ما أسماه "منع الاختلاط" الذي قال إنه يحدث بين المعتصمين والمعتصمات في شارع الجامعة بصنعاء، وأضاف أن ذلك "حرام ولا يقره الشرع" الإسلامي، وهو ما أثار استياء نساء اليمن وفُسر بأنه قدح في أعراضهن.
وانطلقت مسيرة نسائية حاشدة السبت من ساحة التغيير في صنعاء، وصولا إلى مكتب النائب العام اليمني عبد الله العلفي الذي استقبل وفدا من المتظاهرات، وأعلن تعاطفه معهن وتجاوبه باستلام الدعوى القضائية وتوجيهه لوكيل النيابة بشمال العاصمة لبدء التحقيق في الشكوى.
وقالت الناشطة اليمنية أمة السلام عبد الله الحاج للجزيرة نت إن رفع الدعوى القضائية ضد الرئيس وأعوانه ووسائل إعلامه تعبير عن الحق القانوني لليمنيات في مقاضاة من طعن في أعراضهن وأساء إليهن.
وأشارت إلى أن الشكوى كانت تفصيلية وتضمنت اتهام الرئيس ووزير الإعلام ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ورؤساء قنوات "اليمن" و"سبأ" و"عدن" و"الإيمان"، بالقدح والطعن في أعراض المتظاهرات في ساحات الحرية والتغيير.
ودعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية كافة اليمنيين إلى الخروج في مسيرات مليونية اليوم الأحد، للتنديد بخطاب الرئيس والمطالبة بتنحيه الفوري.
ولاقى خطاب الرئيس صالح بشأن "الاختلاط" في ساحة التغيير بجامعة صنعاء استهجانا واسعا في الأوساط الشعبية والقبلية والسياسية.
وعبر عدد من مشايخ ووجهاء اليمن -وفي مقدمتهم شيخ قبيلة حاشد صادق بن عبد الله الأحمر- عن تنديدهم بما ورد في الخطاب "من إساءات في حق نساء وبنات اليمن".