غزة – الرسالة نت
استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان مواصلة قوات الاحتلال أعمال القتل المتعمد وخاصة ضد الأطفال، الأمر الذي يعبر عن مضيها قدماً في سياسة التحلل من التزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ولاحظ المركز أن أكثر هذه الأعمال تقع في المنطقة القريبة من الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة، قرب ما تطلق عليه قوات الاحتلال "المنطقة العازلة، وهي عبارة عن شريط يمتد على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل، ولكنها تقع داخل قطاع غزة, وبينما تدعي قوات الاحتلال أن هذه المنطقة تقتصر على 300 – 500 متراً داخل قطاع غزة، إلا أن مركز الميزان رصد حالات إطلاق نار على المدنيين، بمن فيهم مزارعون وأطفال، على مسافة تزيد عن الكيلومتر داخل قطاع غزة، وفي أوقات لم تشهد فيها هذه المناطق أية اضطرابات.
ودعا مركز الميزان المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما الأطفال, مشددا على أن مواصلة قوات الاحتلال لجرائمها يعبر عن الضرورة الملحة لتفعيل أدوات المحاسبة، ووضع حد لإفلات مرتكبي مثل هذه الجرائم من العقاب واستمرار تمتعهم بالحصانة.
وكانت قوات الاحتلال امس قد قتلت طفلاً واعتقلت أربعة آخرين بعد أن فتحت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مجموعة من الأطفال والفتية تواجدوا بالقرب من مكب النفايات في قرية وادي غزة، جنوب شرق مدينة غزة.
وحسب تحقيقات مركز الميزان الميدانية، فقد فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة وقذائفها المدفعية تجاه مجموعة من الفتية والأطفال في محيط مكب النفايات الواقع شمال قرية وادي غزة (المعروفة أيضاً باسم قرية "جحر الديك") عند حوالي الساعة 9:30 صباح يوم الجمعة الموافق 13/11/2009م ، الأمر الذي تسبب في قتل الطفل مصطفى محمد صابر وادي، (16 عاماً). فيما توغلت قوة إسرائيلية راجلة في المنطقة واعتقلت أربعة من الأطفال والفتية، وهم أصدقاء وادي الذين تواجدوا معه في المكان.
ووفقا لإفادة مشفوعة بالقسم صرح بها الفتى أحمد جمال سلمان المقادمة، (18 عاماً)، فإن سبعة من الأطفال والفتية خرجوا من منازلهم في بلوك (9) من مخيم البريج، وكانوا يركبون عربة يجرها حصان، توجهوا بها إلى سوق الجمعة في مدينة غزة في الصباح الباكر. وفي طريق عودتهم مروا بمكب النفايات في قرية وادي غزة حيث لا حق خمسة منهم كلاب ضالة تواجدت بالقرب من المكب، ففتحت قوات الاحتلال النار عليهم فأصابت أحدهم قبل أن تتقدم قوة راجلة وتعتقل أربعة آخرين أحدهم، فيما تمكن الشقيقين أحمد والطفل سيف المقادمة (7 أعوام)، من الفرار من المنطقة.
وحسب تحقيقات الميزان فإن المعتقلين هم: محمد خضر سعدون (18 عاماً) وشقيقه أحمد (17 عاماً) - الذي أصيب بجراح حسب المعلومات التي توفرت للمركز - ونضال رجب أبو حجر، (18 عاماً)، وبكر سعيد المقادمة (18 عاماً). وقد قام أبلغ الطفل المقادمة طواقم الإسعاف بالحادثة.
ووفقا للمعلومات التي توفرت للمركز فقد وصلت سيارتا إسعاف تابعان لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلي مكان الحادث بعد إجراءها تنسيق عبر الصليب الأحمر الدولي بغزة، وعثروا علي جثة الطفل مصطفى ملقاة على الأرض على بعد حوالي كيلو متر واحد من السياج الفاصل.