الضفة الغربية – الرسالة نت
أكد الأسير توفيق أبو نعيم أحد عمداء الأسرى من سجن هداريم لمركز الأسرى للدراسات، أن إدارة السجون اتخذت فى الآونة الأخيرة مجموعة من القرارات بحق الأسرى لمنعهم من التقدم الأكاديمي، وخصت في ذلك طلبة الجامعة المفتوحة فى إسرائيل من الأسرى، بهدف تقليص عددهم وإفشال مشروع التخرج للآخرين منهم وعرقلة تخرج المنتسبين.
وأضاف أبو نعيم وهو أحد قيادات الحركة الوطنية الأسيرة:"أن إدارة السجون تضع فى وجه الأسرى كل العراقيل على كل الصعد لمنعهم من التعليم الجامعي" كمنع الأسرى من مبدأ الانتساب للجامعات، وتحديد عدد الأسرى المسموح انتسابهم في كل سجن وفى حال تخرج أحدهم يدخل جديد مكانه، ومنع الطلبة الأسرى من التعليم فى تخصصات معينة كالعلوم، ومنع المرشد الجامعى من لقاء الطالب الأسير، وعقاب الأسير من مواصلة التعليم عند أي مبرر، وسحب الكتب ولمبة الضوء عند نقل الطالب الأسير من سجن لسجن حتى يحصل على موافقة جديدة من إدارة السجن الذي ينزل إليه، بالإضافة لمنعه من إخراج الكورسات التي انتهى منها عبر الزيارة للأهل.
وأشار أبو نعيم:"الأهم أن هنالك رقم حساب واحد يتم دفع كل الرسوم الجامعية لكل الطلبة الأمر الذي يوجد خلل فى توزيع الرسوم على الطلبة وفق الحاجة، وتستغله إدارة السجن سلباً ضد أسرى آخرين، ومنعهم من إدخال الكتب عامة والمساعدة فى التعليم الجامعى خاصة للسجون فى محاولة للتنغيص على الأسرى وعرقلة تخرجهم.
وأضاف:"أن من ضمن العراقيل فى وجه الأسرى على الصعيد التعليمي إلغاء تقديم امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي" فى السجون، وأن السماح للأسرى الأمنيين بالتقدم لامتحانات الثانوية العامة لم يكن امتيازاًُ منحته إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية للأسرى فى السجون، بل إنجازاً حققته الحركة الوطنية الأسيرة عبر خطوات نضالية دفع الأسرى مقابله الشهداء، اللذين خاضوا عبر مسيرتهم النضالية الطويلة الإضرابات المفتوحة عن الطعام للنهوض بواقع المعتقلات.
حق تم انتزاعه
من جانبه أكد رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات أن تجربة الانتساب إلى الجامعة المفتوحة فى إسرائيل جديرة بالاهتمام، حيث خاض الأسرى معركة بجوعهم وصبرهم، ومن ثم استطاعوا أن ينتزعوا حق التعليم الجامعى من إدارة السجون كحل وسط فى إضراب 27-9-1992، حيث أن الأسرى فى حينه طالبوا بالانتساب للجامعات العربية, الأمر الذي رفضه الجانب الإسرائيلي كنوع من التعجيز، فأتقن الأسرى اللغة العبرية بجهودهم الذاتية ومساعدة بعضهم البعض وانتسب للجامعة ما يعادل من 460 أسير منهم ما يقارب من 100 أسير أنهى دراسته الجامعية وحصل على البكالوريوس ومنهم من حصل على درجة الماجستير.
وأضاف حمدونة أن سياسة تفريغ الأسير من محتواه الثقافي من إدارة السجون قد فشلت والمراقب لتاريخ الحركة الوطنية الأسيرة يجد السجون مدارس وجامعات، فالأمي فيها سرعان ما يتعلم القراءة والكتابة ويتحول إلي مثقف يحب المطالعة، والمتعلم يتوسع في دراسته، فيدرس اللغات ويحفظ القرآن ويطالع في شتى العلوم والأبحاث، ويتخصص في مجالات يميل إليها.
مشيرا إلي أن الأسرى في السجون يعقدون الجلسات التنظيمية والحركية والفكرية والتاريخية والاهتمامات الأدبية والثقافية داخل الغرف وساحة السجن، وتدور بينهم الكثير من الحوارات والنقاشات والتحاليل السياسية والاهتمام بالقضية الفلسطينية والهموم العربية والإسلامية والتطورات الدولية.