عمان - الرسالة نت
شارك المئات من الأردنيين اليوم الجمعة في مسيرات لإحياء ذكرى "النكسة" على وقع دعوات بالأردن للحكومة لوقف "التناقض" بين خطابها الرافض للوطن البديل والمؤيد لحق العودة ومنع القوى المختلفة من ممارسة فعلها المؤيد لهذه السياسة على الأرض.
ويشير مصطلح "نكسة يونيو/حزيران" لحرب الأيام الستة التي شهدها شهر يونيو/حزيران 1967 والتي انتهت بهزيمة الجيوش العربية أمام الجيش الإسرائيلي الذي تمكن من احتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء في مصر والجولان السوري.
وخرج المئات في اعتصام بمنطقة الرابية غرب العاصمة عمان قرب مبنى السفارة الإسرائيلية احتجاجا على الدعوات الإسرائيلية لإقامة الوطن البديل للفلسطينيين بالأردن وللدعوة لإغلاق السفارة وإلغاء معاهدة السلام التي وقعها الأردن وإسرائيل عام 1994.
ورفع الشبان المشاركون الأعلام الأردنية والفلسطينية، في وقت أحرقوا الأعلام الإسرائيلية التي داسها الشباب بينما كانت النيران تشتعل فيها.
وهتف الشبان في اعتصام الرابية "وصل صوتي للسفير اطلع برة يا حقير"، و"اسمعي اسمعي يا إسرائيل الأردن مش وطن بديل".
كما رددوا شعارات "الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"الشعب يريد إسقاط وادي عربة".
وجاء هذا التجمع بعد عام كامل من تنفيذ ما باتت تعرف بـ"جماعة الكالوتي" التي تضم قوى سياسية وشعبية ومستقلة، 63 اعتصاما منذ الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية نهاية مايو/أيار 2010.
وتشكلت "جماعة الكالوتي" -رمزا للمسجد الذي تقام أمامه الاعتصامات الذي يقع بالقرب من السفارة الإسرائيلية- للتعبير عن موقف يشير إلى أن المطالبة بإغلاق السفارة الإسرائيلية ليس موقفا موسميا وإنما موقف مستمر حيث تنظم منذ عام اعتصاما بدأ يوميا ثم تحول لاعتصام أسبوعي مساء كل خميس لم تمنعه الظروف الجوية المتقلبة
وقال الناشط السياسي الدكتور إبراهيم علوش في كلمة له إن الرسالة من وقفة اليوم هي "أننا ضد معاهدة وادي عربة وضد السفارة الإسرائيلية ومع حق الشعب العربي الفلسطيني في تحرير أرضه والعودة لفلسطين".
واعتبر أن "الإهانات التي يطلقها الساسة الصهاينة ضد الأردن عبر القول إنه الوطن البديل للفلسطينيين مرفوضة من كل القوى المشاركة بالاعتصام التي تقف دفاعا عن الأردن ومن أجل تحرير فلسطين".
تناقض الحكومة
ودعا مشاركون بالاعتصام الحكومة الأردنية لوقف "التناقض" بين موقفها الرسمي من الوطن البديل وحق العودة ومنع الفعاليات الشعبية بهذا الشأن على الأرض.
وقال الشاب عبد الله المحادين من حركة 15 آذار إن الشباب الأردني من مختلف الأصول والمنابت قرر الانخراط بالحراك الداعي لمنع إقامة الوطن البديل بالأردن وتأييد حق العودة بعد تصريحات النائب الصهيوني آرييه الداد الذي يسعى لتشريع قانون يعتبر الأردن هو فلسطين.
وأضاف للجزيرة نت "لو فرضنا أنه لا يوجد دم أي شهيد أردني أو من الجيش العربي على ثرى فلسطين وأنه لا تواصل بين الشعبين، فإن هناك مصلحة أردنية فلسطينية لمنع إقامة الوطن البديل لأن ذلك يلغي الوطن الفلسطيني والوطن الأردني".
وطالب المحادين الجهات الرسمية بوقف التناقض في خطابها، وتابع "يعلن الرسميون رفضهم للوطن البديل وتأييدهم لحق العودة في الوقت الذي أطلق فيه الرصاص على مظاهرة حق العودة في ذكرى النكبة ولا يزال الشاب جلال الأشقر يرقد بالمستشفى والرصاص في عموده الفقري".
وبحسب المحادين فإن المطلوب من الأردن الرسمي هو "حماية مواطنيه والوطن الأردني والتوقف عن حماية الكيان الصهيوني".
أما عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين كاظم عايش فقال إن مشروع الحركة الإسلامية في الأردن لإصلاح النظام السياسي والتوجه نحو موقف واضح من الكيان الصهيوني لا تناقض بينهما.
وقال للجزيرة نت "الخطاب الرسمي يقول شيئا ويفعل شيئا آخر، نسمع كلاما جيدا يتمسك بحق العودة ورفض الوطن البديل، وفي نفس الوقت تتم مواجهة أبناء الشعب الذين يقومون بفعاليات لترجمة هذه المواقف على الأرض".
وكانت الحكومة قد أكدت على لسان رئيسها مؤخرا رفضها لأي حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن، وحذرت من أي حل يلغي حق العودة للاجئين أو يمس بالقدس.كما خرجت مسيرة بوسط العاصمة عمان بدعوة من أحزاب المعارضة تطالب بالتأكيد على حق العودة واعتبار أن الإصلاح بالأردن هو طريق التحرير لفلسطين.
ودعا نشطاء سياسيون وفي حركات العودة للاعتصام بالقرب من ضريح الجندي المجهول في الغور الأردني قرب الحدود مع فلسطين يوم الأربعاء للتأكيد على حق العودة ورفض التوطين.