قائد الطوفان قائد الطوفان

الطبيعة وحدها تشفي

النباتيون وآكلو اللحوم.. فلينظر الإنسان إلى طعامه!

غزة - صابرين العابد

الإنسان جزء من الطبيعة الكونية، ولعل الكلمة التي قالها أبو قراط –أبو الطب- منذ مئات السنين "إن الطبيعة وحدها تشفي"، شجعت أناس على الامتناع عن تناول اللحوم ومشتقاتها، والركون إلى كل ما هو نباتي الأصل, والمنبت.

وفي بعض المجتمعات كان يُنظر سابقاً إلى وجود اللحم في وجبات الطعام كدليل على حياة الرخاء، وكان الإنسان النباتي يعد شخصا غريب الأطوار، إلا أن دوام الحال من المحال، وتبدلت النظرة المجتمعية تجاهه من "شخص متقشف" إلى "أبو الحضارة والإتيكيت".

الشاب أحمد سعيد "23 عاما" امتنع عن أكل اللحوم ومشتقاتها منذ ما يُقارب الـ 10 سنوات, عدا الأسماك بأنواعها، إلى جانب المأكولات النباتية في مجملها, ويُرجع سبب امتناعه عن أكل اللحوم إلى تخوّفه من الأمراض الناتجة عنها، "كون الحيوانات والطيور تُحقن بالأدوية". على حد قوله.

ويتابع سعيد :"أصبح الإنسان في عصرنا الحاضر يعاني من مشاكل صحية كثيرة, إما نتيجة  تغذية غير سليمة, أو نتيجة تلوث الغذاء وخلافه، في حين عاش أجدادنا أصحاء يوم أن كان معظم طعامهم طبيعيا, دون تدخل الصناعة فيه, ولم تكن الزراعة تعتمد على المبيدات والأدوية, وحتى الأسمدة المصنعة".

توافقه الرأي أم محمد "35 عاما" بالقول :"من صغري لا أحب اللحوم بمشتقاتها, وأفضل أكل الطعام بدونها مع المواظبة على تناول الفواكه, مشيرة إلي أنها عندما انتقلت للعيش مع زوجها امتعضت عائلته من طبيعة أكلها القائمة على تناول النباتات, وأُجبرت على تناول اللحوم حفاظاً على الجنين "كما تحب العائلة".

وتضيف: "استسلمت لقرار العائلة على مضضٍ مني، لكني لم أصمد لفترات طويلة، ومع مرور الوقت، بدأت شيئاً فشيئاً أبتعد قليلا عن تناول اللحوم، إلى أن تقبل زوجي وأهله الأمر".

وأوضح أم محمد, أنها عكفت بعد ذلك على تجهيز وإعداد الطعام النباتي الخالي من اللحوم, الخاص بها, في حين التزمت بإعداد الطعام المدعّم باللحوم ومشتقاتها لعائلة زوجها وقوفاً عند رغبتهم.

رأي أهل العلم

أخصائي التغذية ومشاكل الوزن الدكتور ماهر نصار صنّف "النباتيون" إلى نوعين, الأول من يمتنع بشكل مطلق عن تناول اللحوم والاكتفاء فقط بتناول الأطعمة النباتية، والثاني يعوّض النقص بأكل البيض وشرب الحليب ومشتقاته من الأجبان، وأسماه بـ "النباتي الجزئي", ويعزو نصار أسباب امتناع البعض عن أكل اللحوم ومشتقاتها إلى تخوفهم من احتمالية إصابتهم بالأمراض التي قد تنتج عنها، وهي "قليلاً ما تقع". حسب تأكيده.

في ذات السياق, يقول الدكتور سامي محمود في كتابه "الطريقة المُثلى للتغذية" : " الأمراض المرتبطة بالتغذية التي تصيبنا اليوم، ترجع لتغير نمط حياتنا مع البقاء على نفس النمط الغذائي", وأضاف: "إن الحياة اليوم تتصف بالسرعة وهيمنة الآلة وتراجع النشاط الجسدي للإنسان مما يتطلب حرصنا على تناول الغذاء الصحي الطبيعي".

وأفاد أخصائي التغذية بأن نسبة من يفضلون النبات على اللحوم قليلة, "وأقل عرضة للإصابة بالأمراض كالضغط والقلب والنقرص "داء الملوك" وأمراض الكلى. على حد قوله.

استشارات غذائية

ويجيب الدكتور طارق الشاذلى، استشاري التغذية العلاجية على أسئلة البعض المتعلقة بمدى تأثر صحة الشخص النباتي قائلاً :" النظام الغذائي النباتي نمط لا يمكن تغييره عند كثير من الحالات، لذا يجب التعامل والتكيف معه، للحصول على بدائل العناصر الغذائية الموجودة في اللحوم لحماية الجسم".

ويوضح الشاذلى, أن هناك بعض العناصر الغذائية يجب على أصحاب النمط الغذائي النباتي تناولها، ومنها فيتامين "B12" الذى لا تحتوى عليه أغلب الأطعمة النباتية، لذا يجب عليهم تناول الألبان بشكل منتظم، بالإضافة إلى البروتين الذى يستمده الإنسان النباتي من البيض والبقوليات وبعض الخضروات والفواكه.

ويشير استشاري التغذية العلاجية إلى أهمية تناول الحديد، كون النباتيون يفتقرونه في أجسامهم، نظرا لأن امتصاصه "الحديد" من المصادر النباتية يكون أقل من اللحوم، لذا يجب تناول العديد من العناصر التي تحتوى على الحديد وفيتامين "C".

ويركّز الشاذلى على أهمية حصول النباتيون على "أوميجا 3" عن طريق تناول المكسرات أو الكبسولات التي تحتوى عليه.

وجملة القول؛ إن الأطعمة النباتية فقيرة بالمواد الغذائية الهامة ما قد ينعكس سلباً علي صحة النباتيين, وهذا دليل علي أن آكلي اللحوم إذا ما اعتادوا علي تناول اللحوم "بالشكل المعقول" ستكون صحتهم أحسن من "النباتيين"، مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم"، وهو ما يؤكده العلم في عصرنا.

البث المباشر