في تونس .. يخطبون بناتهم ويطهرون أطفالهم ليلة القدر

غزة-مها شهوان-الرسالة نت

نطير بكم الى بلد البوعزيزي تونس الخضراء, لنتعرف على عاداتها في شهر رمضان الكريم حيث تكثر "موائد الرحمن" في مختلف انحاء البلاد التي تشكل نسبة مسلميها 98% من سكانها، وتضاء أحياؤها الشعبية في مدنها بأكاليل المصابيح.

تحدثت "الرسالة" عبر كاميرا الويب إلى الشابة التونسية نهى العيسوي لتروى تفاصيل جميلة عن عادات بلدها بلهجتها التونسية قائلة: "عادات التونسيين في رمضان بسيطة ولا تختلف كثيرا من شمال البلاد إلى جنوبها إلا في تفصيلات صغيرة، مضيفة: "في الماضي كانت العادات  أكثر وضوحا في الاستعداد لإحياء الشهر الكريم لكن العولمة أخفت بعضها خاصة في العاصمة والمدن الكبرى" .

الخطبة والطهور

وللشهر المبارك ميزة خاصة عند التونسيين كما تحدثت نهى "للرسالة" فإن في ليلة الخامس عشر من رمضان وليلة القدر فرصة لإعلان الخطوبة ويسمى ذلك "الموسم" فيحضر الخطيب لعروسه الهدايا من الحلي وما يلزمها حسب إمكانياته.

وفي ليلة القدر أيضا تحتفل بعض العائلات التونسية بختان أطفالها بتنظيم سهرات دينية تحييها فرق إسلامية حتى موعد السحور الذي يعلنه المسحراتي "بو طبيلة".

تبادل الزيارات وشق الفطر

ويبقى لشهر رمضان رونق خاص حيث يسارع التونسيون قبل أيام من حلوله لشراء مستلزماته من مواد غذائية، بالإضافة إلى أنهم يهيئون منازلهم بطلائها ابتهاجا بالشهر الكريم، فقد كانت النساء قديما يعدن طلاء أواني الطبخ النحاسية وذلك يسمى "تقزدير" فتلك العادة تلاشت إلا عند عائلات محدودة جدا.

وبحسب الشابة التونسية فإن النسوة في رمضان يجهزن المعجنات التقليدية "النواصر" و"الحلالم"، وهناك أيضا مأكولات مخصصة للسحور والإفطار مثل "البسيسة" و"المسفوف" الذي يشبه طبق "الكسكسي" الحار لكن مذاقه حلو وتضاف إليه الفواكه الجافة.

ويتبع التونسيون في الإفطار السنة النبوية ويتناولون التمر والحليب بجانب شوربة الشعير المصحوبة بـ"البريك"، الأكلة التونسية الأكثر شعبية، وكذلك تعكف المخابز على إعداد أنواع من الخبز الخاص بشهر رمضان ويكون مخبوزا بالزيت أو الزبد ويضاف له حب الشمر "بسباس بالتونسي".

وبالنسبة للتزاور في شهر رمضان تقول العيسوي :" تكثر الزيارات في شهر المبارك حيث يتبادل الأهالي الزيارات و"يشقوا الفطر مع بعضهم"  بمعنى يفطرون سويا "، ويكثر في سهراتهم الرمضانية احتساء الشاي الأخضر بالنعناع والشاي بالصنوبر والقهوة المطحونة.

ويهنئ التونسيون بعضهم في أول يوم من رمضان بالقول" إن شاء الله رمضانكم مبروك كل عام وانتو ما حيين بخير" ، إلى جانب محافظة بعض المدن والقرى التونسية على طريقة إعلان موعد الإفطار بالمدفع.

وبحسب العيسوي فإن  تونس كما العالم الإسلامي لا زالت تتمسك بدينها حيث يتردد مسلموها لأداء الصلوات على  المساجد و المدارس القرآنية نساء ورجالا واطفالا، موضحة أن الرجال يرتدون في المناسبات الدينية "الجُبّة التونسية" المصنوعة من القمراية أو الحرير ويضعون على رؤوسهم "الشاشية".

والى هنا يفل قطارنا الرمضاني من تونس الخضراء إلى دولة أخرى ليحط في  دولة إسلامية للتعرف على عاداتها في الشهر الكريم.

البث المباشر