الرسالة نت- نادر الصفدي
كشف مصدر رفيع المستوى يعمل في الاستخبارات الفلسطينية التابعة لحكومة رام الله، أن رئيس السلطة محمود عباس يتعرض لضغوطات أمريكية تمنعه من إطلاق سراح معتقلي حركة "حماس" السياسيين والمحجوزين في سجون السلطة بالضفة الغربية، بناءً على اتفاق القاهرة الأخير .
وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح خاص لـ"الرسالة نت " اليوم الخميس، أن هناك ضغوطات أمريكية وصفها بـ"القوية" على عباس لمنعه من إطلاق سراح أسرى "حماس"، والتماطل ببند المعتقلين السياسيين، وذلك خوفاً من تفاقم الأوضاع مع الجانب الإسرائيلي.
يذكر أن حركتي" فتح وحماس" اتفقتا خلال اجتماعهم الماضي في القاهرة على ضرورة إطلاق كافة سراح المعتقلين السياسيين قبل عيد الفطر المقبل، وأكد القيادي في حركة "فتح" دياب اللوح في حديث سابق لـ"الرسالة نت" أن اللجنة المختصة بملف المعتقلين السياسيين باشرت عملها في الضفة وغزة.
وأشار المصدر الاستخباراتي إلى أن رسالة الرفض الأمريكية لإطلاق سراح أسرى حماس السياسيين أبلغها المنسق بين الجانبين "الفلسطيني والإسرائيلي "مايكل مولر"، للرئيس عباس مؤخراً.
وأوضح أن مولر أبلغ عباس في رسالة ورقية، مفادها " في حالة إطلاق سراح أسرى حماس في الضفة فإنه لن يكون قادر على كبح جماح أجهزة الأمن الإسرائيلية، من عمليات مداهمات واعتقالات واغتيالات تنفذ بحق أسرى حماس المفرج عنهم".
وعزا المصدر، أسباب رفض إطلاق سراح أسرى حماس بالضفة بعد رسالة مولر، إلى أن الرئيس عباس لا يفضل في هذه الأوقات أي تصعيد ميداني بمدن الضفة المحتلة قد يكون أسرى حماس هم السبب فيه، مبينا أن القيادة الفلسطينية تسعى جاهدة إلى استقرار الأوضاع الميدانية وعدم جر إسرائيل لتصعيد بإمكانه أن يجهض مشروع التوجه للأمم المتحدة الشهر المقبل لنيل الاعتراف بالدولة المستقلة على الحدود1967.
وأكد المسؤول في الاستخبارات الفلسطينية، أنه حتى اللحظة لم يتم إصدار أي قرار نهائي من الرئاسة بالنظر في ملف المعتقلين السياسيين بالضفة، مشيراً إلى أن ملف إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ليس وارداً على أجندة الرئيس عباس في الوقت الراهن، وأن جل تفكير رئيس السلطة ينصب الآن في معركة أيلول القادمة فقط ولا غير.
جدير ذكره أن أمين مقبول عضو وفد فتح للحوار مع حماس لتنفيذ اتفاق المصالحة، قد قال في وقت سابق "فتح تطالب السلطة بإطلاق سراح المعتقلين وليست هي صاحبة القرار في هذا الموضوع وإنما القرار لرئيس السلطة محمود عباس، وبالتالي نحن تتابع من خلال السلطة هذا الموضوع"، مبديا أمله في تحقيق هذا الأمر قبل العيد.
من جانبها وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما جاء على لسان "مقبول" حول عدم قدرة حركته على الإفراج عن المعتقلين السياسيين من حماس، وأن هذا الأمر شأن الأجهزة الأمنية والرئيس محمود عباس "بالأمر الغير مقبول والمثير للاستغراب والمتناقض".
وقالت حماس في تصريحات سابقة: "حركة فتح هي من وقع اتفاق المصالحة معنا، وهي من تعهدت بالإفراج عن المعتقلين السياسيين قبل العيد".