قائد الطوفان قائد الطوفان

مدير قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء

الطبيب السحباني يسرق الوقت للإفطار مع عائلته

غزة- مها شهوان

من المعروف أن عمل ملائكة الرحمة شاق؛ فهم طوال الوقت مشغولون بمتابعة مرضاهم، ودائما ما يقطع انسجامهم في أجوائهم العائلية صوت رنين الهاتف ـوقرع جرس البيت لوجود حالة عاجلة بحاجة إلى علاج..

هذا ما اعتاد عليه أطباء غزة لكن مع بداية شهر رمضان فإنهم يحاولون اقتناص الفرصة لزيارة أرحامهم والتفرغ للعبادة تحسبا من وقوع أية هجمة صهيونية كالتي تشن على القطاع..

"الرسالة" استمعت للطبيب أيمن السحباني -مدير قسم الإسعاف والطوارئ بمستشفى الشفاء- للتعرف على طبيعة يومه الرمضاني.

دوام مفتوح

وبعد الانتهاء من معالجة بعض الحالات الصعبة والحرجة استقبل د. السحباني "الرسالة" في مكتبه، حيث بدأ حديثه بالقول: "رمضان هذا العام يختلف كثيرا، فقد فقدنا زميلين من الأطباء: د. ماهر دلول ود. منذر قريقع؛ فراقهما كان له وقع كبير على جميع الزملاء".

وعادة يبدأ الطبيب أيمن يومه الرمضاني في عمله بالمستشفى من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة، ولكن وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع حاليا يبقى دوام الأطباء مفتوحا؛ "لأن واجبهم الديني والوطني يحتم عليهم ذلك"، وفق قول السحباني.

حالات كثيرة يتأثر بها الأطباء رغم الكم الكبير الذي مر بهم، وعن ذلك ذكر الطبيب أنه تأثر كثيرا بمشهد الأطفال الذين شوهتهم قذائف الاحتلال، فهو كذلك لديه أطفال يخشى عليهم ويشعر أحيانا أن من يأتيه من أطفال كأطفاله، "وهذا حال باقي الأطباء".

رمضان وأطباء غزة

الجميع ينتظرون شهر رمضان لتلتقي العائلة حول مائدة الإفطار حيث الأجواء الرمضانية، وفي هذا يحاول الدكتور السحباني قدر الامكان أن يلتزم وجبة الإفطار مع عائلته؛ فهو يغيب عن المستشفى مدة نصف ساعة ثم يعود, "وهو وقت غير كاف للجلوس مع عائلتي وأداء الواجبات الأسرية اتجاههم لكن هذا ما تفرضه حالة الطوارئ، وحتى في الأوضاع الطبيعية تمر علينا أيام طارئة بالكيفية نفسها".

وأوضح أنه لا يجد وقتا كافيا يقضيه مع أطفاله في المناسبات والأعياد، "التي غالبا ما تشهد أحداثا تستدعي وجودي في المستشفى لوقت طويل", وأضاف: "يتذمر أطفالي من طبيعة عملي التي تشغلني عنهم، فأنا لا أراهم إلا ساعة أو نصف ساعة يوميا".

واعتبر أن ضغط العمل يعود للنقص الحاد في الأطباء والخدمات الطبية وكثرة حالات الطوارئ، حيث كان يستقبل في عمله يوميا 300 حالة يوميا وأصبح يستقبل حاليا 700 حالة خلال 24 ساعة.

وأما عن الإفطار والسحور فقال د. أيمن: "في أوقات الطوارئ يمكن أن نقضي عدة أيام متواصلة في المستشفى ونأكل بعض المعلبات أو الموجودات, ولكن في أوقات الهدوء نحرص على الجلوس على مائدة الإفطار والسحور مع عائلاتنا حتى نعوضهم الغياب الطويل".

ويتابع: "زوجي تحرص على إعداد كل الأصناف الطيبة التي أحبها أنا وأبنائي وبخاصة الأسماك والمقلوبة والسلطات".

البث المباشر