قائد الطوفان قائد الطوفان

تقتضي احتلال 6 كم من سيناء

بالتفاصيل.. خطة إسرائيل لفصل غزة عن مصر

الرسالة نت - وكالات
حاخام مستعمرة "يميت" التي جرى إخلاؤها من سيناء بعد عودة طابا، عقد اجتماعا مؤخراً للدعوة لإعادة احتلال سيناء باعتبارها تشكل خطراً على أمن تل أبيب، سكان هذه المستعمرة عند خروجهم خرّبوا كل شيء إلا الكنيس الذى كان موجوداً بالمستعمرة وكتبوا عليه "راجعين للأرض المقدسة".
وفى ظل حالة التوتر الذى تشهده علاقة مصر بإسرائيل الآن، فإن الحديث مثار الآن حول احتمالية أن تدخل مصر في حرب مع إسرائيل التي تسعى الآن لاحتلال سيناء كما يتصور البعض.
لكن الكاتب توحيد مجدى الباحث والمتخصص في الشئون العبرية أكد أن الأمور لا تسير بهذه البساطة وأن التغطية الإعلامية للأحداث تفتقر للمعلومات والخبرة بالشأن الإسرائيلي، قائلا: "مبدأياً إسرائيل ليس في نيتها الآن احتلال سيناء لأن الأوضاع تغيرت بالمنطقة عما كانت عليه قبل عام 1973، فالآن مساحة سيناء تبلغ ضعف مساحة إسرائيل جغرافياً".
وتساءل: "كيف تفكر إسرائيل في أن تفتح على نفسها النار إذا كانت داخل حدودها لا تستطيع أن تفرض سيطرتها على الأوضاع الأمنية المتفاقمة بها رغم وجود كافة الأجهزة الأمنية والجيش لتأمين الشوارع من عمليات المقاومة؟".
الآن سيناء اختلفت تماماً فقبل عام 1973 كانت عبارة عن صحراء بها تجمعان سكنيان فقط في العريش ورفح كامتداد لغزة، وكان هناك تجمع آخر ضعيف ومتواضع حول مطار شرم الشيخ العسكري، وكانت به قيادة القوات الجوية والمخابرات الحربية .. الآن هناك امتداد سكنى وعمراني وتطور هائل على امتداد القناة من السويس إلى العريش كما أن مدينة بورسعيد تضخمت وأصبحت مساحة العريش تعادل 20 مرة عما كانت عليه قبل حرب أكتوبر، كما تضاعفت شرم الشيخ 50 مرة كما ظهرت تجمعات ومدن في طور سيناء.
هذا إلى جانب تجمعات سياحية عديدة وتجمعات أمنية ومشروعات اقتصادية، فكل هذا جعل سيناء منطقة مختلفة تماماً عما مضى، بالتالي ليس سهلاً أن تفكر إسرائيل بهذه البساطة كما يدعى البعض.
ومع ذلك يؤكد الكاتب الصحفي مجدي، أن كل ما تسعى إليه إسرائيل هو احتلال شريط حدودي مساحته حوالى 6 كيلو متر كخط فاصل بين مصر وقطاع غزة، مشدداً على أن هذا المطلب ليس من السهل تحقيقه حالياً.
ليس هذا فحسب بل أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية الحصول على سلاح نوعى لتأمين حدودها بعد سقوط حليفهم الاستراتيجي حسنى مبارك، الذى كان يضمن لهم باستمرار تأمين هذه الحدود بل والدخول معهم في اتفاقات مصالح ذات طابع تجارى واستراتيجي.
وكانت إسرائيل مطمئنة حتى عام 2016 ووضعت خططها المستقبلية حتى هذا العام تحديداً وهو العام الذى يواكب نهاية حكم مبارك وتولى الوريث جمال ابنه الحكم وذلك حسب تصورهم، ولكن بعد ثورة يناير وسقوط النظام انهارت كل هذه الخطط وبدأوا يفكرون في خطة بديلة تضمن لهم تأمين حدودهم والحفاظ على مصالحهم الإستراتيجية مع مصر بعد أن تقلّبت كل الأوراق.
وتنبأت بعض المصادر بوجود مباحثات سرية بين مصر وإسرائيل لتعديل بنود اتفاقية كامب ديفيد، برعاية أمريكية لزيادة عدد الجنود المصريين في سيناء، الذين قد لا يتجاوز عددهم ألف جندي، وهو طبعا رقم هزيل جدا مقارنة بمساحة سيناء المهولة.
وحول ما يمكن أن تنتهى إليه هذه الأزمة يقول توحيد مجدى: ستدفع إسرائيل تعويضات لمصر عن هذه الحادث ثم اعتذار جاد ورسمي وليس مجرد أسف ثم يعقب ذلك إعادة التفكير في عدم تكرار مثل هذه العمليات الخبيثة، ولاشك أن إسرائيل "ندمانة" جداً على ما فعلته إزاء قتل الجنود المصريين لأنه ليس في وقت، خاصة وأن هناك قلق وارتباك وتفاقم في الأوضاع الداخلية الإسرائيلية.

البث المباشر