وزارة الاسرى: الأسيرات يتعرضن لأعنف حملة قمع منظمة

الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال
الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال

غزة- الرسالة نت

أكدت وزارة الأسري والمحررين في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء على أن الاحتلال الصهيوني لا زال يعتقل في سجونه 34 أسيرة، وهو العدد المتبقي من أكثر من 800 أسيرة تم اختطافهن خلال انتفاضة الأقصى لفترات مختلفة، منهن من اعتقلت لعدة ساعات أو أيام للتحقيق ثم أطلق سراحها ، وعدد أخر يتم ترحيله إلى السجون المخصصة للأسيرات بعد انتهاء التحقيق معهم .

وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة أنه في الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع الدولي عن حقوق المرأة ومحاربة العنف ضدها تلجأ سلطات الاحتلال إلى ممارسة كافة أساليب التعذيب والحرمان والتضييق ضد الأسيرات ، ويحرمهن من حقوقهن الأساسية ويمارس بحقهن الاحتلال كافة أشكال الانتهاك والتضييق تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بمؤسساته التي تنادى بحرية المرأة وتدعى الحفاظ على حقوق الإنسان.

أوضـاع قاسيـة

وتطرق الأشقر إلى بعض أشكال المعاناة التي تعيشها الأسيرات داخل سجون الاحتلال ومنها الإهمال الطبي للعديد من الحالات المرضية حيث تشتكى أكثر من 13 أسيرة من أمراض مختلفة دون أن يقدم لهن العلاج اللازم ، وفى مقدمتهن الأسيرة "أمل جمعه "من نابلس التي تعانى من مرض السرطان في الرحم، والأسيرة "لطيفة أبو ذراع" والتي تعانى من وجود ألياف على الرحم ، وتخثر في الدم .

هذا عدا عن غياب الطواقم الطبية المختصة بالأمراض النسائية وانتشار الالتهابات والطفيليات مجهولة المصدر ،مما يعرض العديد من الأسيرات لمخاطر جسيمة بسلامتهن الصحية، كما إن العلاجات التي تصرف للأسيرات ليست ذات فاعلية  وغالباً ما تكون مسكنات فقط ، وتعانى الأسيرات من عمليات تفتيش مفاجئ وليلي ومتكرر ، ويتم إخضاع الأسيرات للتفتيش الجسدي المهين وفي بعض الحالات التفتيش العاري، دون أدنى احترام لكرامتهن ،كذلك منعهن من الزيارة لفترات طويلة، وفرض الغرامات المالية عليهن كما حدث مع الأسيرة "أحلام التميمي" قبل عدة أيام ، وانعدام انتظام دخول مبالغ الكنتينة من الخارج ، وارتفاع الأسعار في كنتين السجن ، وحرمانهن من الكتب والتعليم ، ولا تزال تمنع عائلات الأسيرات من إدخال مواد للأشغال اليدوية .

بالإضافة إلي حرمانهن من الملابس والأغطية الشتوية، وتستخدم إدارة السجون أسلوب العزل الانفرادي كعقاب دائم للأسيرات بحجة مخالفة قوانين الاعتقال داخل السجن ، حيث لا تزال الأسيرة المريضة(وفاء البس ) رهن العزل الانفرادي ، وسط ظروف قاسية جدا ولا يسمح لها بالخروج إلى الفورة إلا وهى مقيدة من قدميها ،على الرغم أنها تعانى من حروق شديدة ووضعها الصحي سئ .

وتحتجز الأسيرات في غرف سيئة التهوية ومرتفعة الرطوبة، مليئة بالحشرات والقوارض ، ويتعمد الاحتلال الإكثار من التنقلات التعسفية دون أدنى مبرر وهو ما يؤثر في التواصل الإنساني بين الأسيرات فيما بينهن أو التأثير على مواعيد الزيارات العائلية وانتظامها .

حرمان من فرحة العيد

وبين الأشقر بأنه لفرض مزيد من الخناق و التضييق على الأسيرات حرمتهن إدارة سجن هشارون من بهجة الفرحة بعيد الأضحى المبارك ، وحظرت عليهم الاحتفالات والنشيد وترديد التكبيرات بصوت مرتفع ،كما منعت الزيارة بين الغرف، واقتصار مظاهر العيد على مبادلة التهاني بصوت منخفض بين بعضهم البعض ،وهددتهم في حال مخالفة هذه الأوامر سيتم فرض عقوبات قاسية عليهن ، بما فيها دفع غرامات مالية وعزل انفرادي وحرمان من الزيارة ، وتتعمد سلطات الاحتلال في مثل هذه الأيام المباركة كشهر رمضان والأعياد التنكيد على الأسيرات بفرض مزيد من الإجراءات التعسفية حتى تحرمهن من الفرحة وتجعلهن أسيرات الحزن والاكتئاب طوال الوقت ، إلا أن الأسيرات يحاولن الخروج من هذه الظروف وخاصة الأمهات منهن اللواتي يفتقدن أبنائهن في مثل هذه الأيام السعيدة ، فيقمن بإشغال أنفسهن بصناعة أصناف مختلفة من الحلويات بما تيسر من أغراض بسيطة تم شراؤها من الكنتين او دخلت عن طريق الأهل أثناء الزيارة، وتبادل الهدايا المتواضعة التي تم صناعتها بأدوات بسيطة داخل السجن .

انتهاك للقوانين

وأشارت وزارة الأسرى إلى إن دولة الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل ما يتعلق بحقوق الأسيرات وفق القانون الدولي ، حيث أن ظروف اعتقال النساء تمثل انتهاكاً صارخاً لكل من القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. ، وتخالف دولة الاحتلال اتفاقية جنيف الرابعة من حيث احتجاز الأسيرات في سجون قائمة خارج الأراضي المحتلة مخالفة بذلك المواد(49، 76) من الاتفاقية ، وأثناء التحقيق تتعرض الأسيرات لصنوف متعددة من التعذيب وتساء معاملتهن، وبذلك فان الاحتلال لا يراعي الأعراف والمواثيق الدولية ولا يحترم القانون الدولي الانساني في معاملتهم ، حيث لا تزال الأسيرة " صمود ياسر كراحة " 21 عام " من رام الله  تخضع للتحقيق العنيف باستخدام كل وسائل التعذيب النفسية والجسدية منذ أسبوعين وتتنقل بين سجون السجينات الجنائيات الإسرائيليات في هشارون ومركز تحقيق المسكوبية التي تحتجز فيه منذ اعتقالها للتحقيق تهمه طعن جندي ، ولا يتورع الاحتلال فى مواصلة هذا التحقيق لفترات طويلة والضغط عليها لتقديم معلومات لجهة التحقيق .

 وحسب القانون الدولي فان اعتقال النساء يتطلب مراعاة خاصة لطبيعة احتياجاتهن النابعة من الخصوصية الجنسية، إلا أن الاحتلال يحتجزهن في سجون أعدت لاعتقال الرجال وهى لا تتوائم مع طبيعة حياة النساء التي تستوجب الخصوصية في المرافق والاحتياج وهو استمرار وإمعان في انتهاك الحقوق الخاصة بالأسيرات الفلسطينيات .

إحصائية بالأسيرات

وكشفت الوزارة ان الاحتلال لا يزال يختطف "34" اسيرة ،يتواجد "21" منهن في سجن الشارون ، و"11" في سجن الدامون " وأسيرة واحدة في عزل "نفيه ترتسا" بسجن الرملة وهى من قطاع غزة ، منهن (25) أسيرة من الضفة الغربية المحتلة ، و(4) أسيرات من القدس ،و(3) أسيرات من الاراضى المحتلة عام 48 ، وأسيرة واحدة من قطاع غزة وهى "وفاء سمير البس".

وحسب الوضع القانوني للأسيرات فهناك "20" أسيرة محكومة بأحكام مختلفة ،خمسة منهن محكومان بالسجن المؤبد مرة أو عدة مرات ، أعلاهن حكماً الأسيرة "أحلام التميمي" من رام الله وتقضى حكماً بالسجن المؤبد 16 مرة ،وهناك " 11" أسيرة موقوفات ينتظرن محاكمة ، بينما " 3 " أسيرات يخضعن للاعتقال الادارى دون تهمة أو محاكمة وهن الأسيرة "ماجدة أكرم فضة" من نابلس عضو مجلس بلدى نابلس، ومعتقلة منذ 6/8/2008، وجدد لها الادارى اربع مرات ، والأسيرة "رجاء قاسم الغول" من جنين وهى ناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى ومعتقلة منذ 31/3/2009 ، وتعاني من مرض في القلب ومن ضغط دم مرتفع، ولا تتلقى علاجا مناسبا لحالتها الصحية، وجدد لها الادارى مرتين ، والأسيرة "هناء يحيى شلبى" من جنين ومعتقلة منذ 14/9/2009.

من جانب أخر هناك 3 أسيرات معتقلات مع أزواجهن ، وهن الأسيرة "أحلام التميمي" وزوجها محكوم بالسجن المؤبد ، والأسيرة" ايرينا سراحنه" وزوجها محكوم بالمؤبد 6 مرات ، والأسيرة " إيمان غزاوى" وزوجها محكوم 20 سنة، وهناك أسيرتين لديهن أخوة معتقلين في سجون الاحتلال ، وهن" الأسيرة" فاتن السعدى" والأسيرة "عبير عوده " وهى أسيرة محررة تم إعادة اختطافها مرة أخرى، وهناك 6 أسيرات أمهات ،ويبلغ عدد أبنائهن"28"ابن .

وناشدت الوزارة المجتمع الدولي الذي يتفاخر بإبرام اتفاقيات للمحافظة على حقوق الإنسان ، ومواثيق لحماية الإنسان من العنف والاعتداء على حياته أن يتابع تنفيذ تلك المواثيق ويفرض العقوبات على  من يخالف ،وألا يكيل بمكيالين في هذا الجانب .

 

البث المباشر