قائد الطوفان قائد الطوفان

تفاصيل الخطة الاسرائيلية "بذور الصيف"

 

القدس المحتلة-الرسالة نت

مع بدء العد التنازلي لموعد إعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، تتكثف الاستعدادات على الأرض، تحسباً لإنفجار يشعل الأراضي المحتلة عام 67 ويمتد إلى أراضي الـ48 كما حدث في الانتفاضة الثانية.

(إسرائيل) من جهتها، تتوقع الأسوأ في هذا السياق وهي تستعد لسيناريوهات مختلفة، بما فيها زحف جماهيري غاضب لا توقفه النيران باتجاه المستوطنات في الضفة الغربية، على غرار ما حدث على الحدود السورية واللبنانية في ذكرى النكبة والنكسة أو "نموذج" اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة.

 

"بذور الصيف"،  هو اسم الخطة التي أعدها الجيش الإسرائيلي، لمواجهة تداعيات أيلول على الأرض، بينما يعد المستوطنون بالتنسيق أو من دون تنسيق مع الجيش، فرق الرماية التابعة لهم، كما يقول يحيئيل غروسبرغ عضو فريق الرماية المذكور، الذي كشف في تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت، اليوم، أنه تم اجراء تدريبات على عملية اقتحام مستوطنة من قبل فلسطينيين، وعندما سئل إذا كانوا سيطلقون النار باتجاه المقتحمين، قال إن تعليمات الجيش الإسرائيلي تقضي بإطلاق الغاز المسيل للدموع في حال كان المتظاهرون على بعد 400 – 300 متراً عن المستوطنة والإنتقال إلى إطلاق الرصاص المطاطي، عندما يقتربون إلى مسافة 200 – 150 متراً، وإذا لم يساعد ذلك على ردعهم، يتم الإنتقال إلى إطلاق الرصاص الحي باتجاه الأرجل.

 

من جهته، يقول العاد شيلي ضابط أمن مستوطنة بيت ايل، أتمنى أن يستطيع الجيش وقف الزحف باتجاه المستوطنة، إذا ما تم،  لأن دخول فلسطينيين غاضبين إلى المستوطنة سيكون كارثة.

خطة الجيش الإسرائيلي، كما يكشف المحلل العسكري لـ"يديعوت احرونوت" في تقرير نشرته الصحيفة اليوم الجمعة،  تعطي دورا مركزيا للمستوطنين في توفير الحماية لمستوطناتهم وللمحاور المركزية في الضفة الغربية، إلى جانب تعزيز الوحدات العسكرية في المستوطنات ذات الاحتمالية العالية للتماس مع الفلسطينيين، وفي مطلع الأسبوع المقبل/ يقول فيشمان، يدخل الجيش الإسرائيلي كله مرحلة انتشار خاصة يكون فيها الجيش النظامي خاضعا للتقاريرالمتعلقة بتطورات الأحداث اليومية على الأرض.

الاستعدادات هي في مستوى قيادة الأركان وتشمل ثلاث جبهات، هي الجولان ولبنان في الشمال، الضفة الغربية في الوسط والحدود مع مصر ومع غزة، بالإضافة إلى انتشار الشرطة داخل مناطق 48 وعلى امتداد الخط الأخضر.

الخطة تشمل، استدعاء الاحتياط في حالة تدهور الأوضاع ونشات ضرورة لتعزيز الحدات النظامية العاملة في هذه القطاعات، مثل الضفة الغربية التي تم فيها مؤخراً، تعزيز وحدات بجنود احتياط، بالاضافة إلى إجراء تدريبات على مواجهة حالات الإخلال بالنظام العام، وجرت تدريبات مشتركة بين الجيش والشرطة في القدس لوقف زحف متظاهرين من داخل الخط الأخضر والضفة الغربية.

وعودة إلى المستوطنات، فإن خطة "بذور الصيف"، تتحدث عن انتهاء الاستعدادات في 20 من الشهر الجاري، لسيناريو اقتحام المستوطنات من قبل متظاهرين فلسطينيين، وتشمل خطة المواجهة دوائر حماية، تتألف من وحدات حرس الحدود، "الياسام" وجنود جرى تدريبهم على تقنيات وآليات تفريق المظاهرات، والمقصود هو التصادم مع المتظاهرين، بعيداً عن جدران وبيوت المستوطنات،كما تكشف الخطة، لانه كلما اقترب المتظاهرون من المستوطنات تزداد احتمالات مواجهتهم بنيران حية، أما في الدائرة الثانية، أي عندما يفاجئ جمهور متظاهرين الجيش الإسرائيلي ويصل إلى إحدى المستوطنات، أو إحدى القواعد العسكرية دون أن يتم وقفه في الطريق، فإن الجيش سيكون جاهزاً لاستخدام المدرعات وحتى الدبابات لتفريق المتظاهرين.

إلى جانب ذلك، تجري الاستعدادات في مجال جمع المعلومات، عبر الوسائل الإلكترونية وأبراج المراقبة الميدانية والمراقبة عبر الجو، بواسطة طائرات استطلاع وبالونات وطائرات، بإفتراض أن تعزيز القوة بالاضافة إلى معلومات بالتوقيت الصحيح يوفر وقوع ضحايا.

وفي مجال تقنيات تفريق المظاهرات تكشف "يديعوت" أن الجيش الاسرائيلي تزود بـ 50 طنًا من المياه الملوثة، لاستخدامها لهذا الغرض وأنه في الأماكن المخزنة فيها، لا يطيقون الروائح الكريهة المنبعثة منها، وأنه سيتم استخدامها بواسطة 20 سيارة معدة لهذا الغرض، فمؤخرا ـجريت اختبارات لإلقاء أكياس مياه ملوثة من الجو، بالاضافة، إلى "الصرخة" وهي أجهزة تعمل على موجات صوتية لا تستطيع الأذن الإنسانية تحملها، ناهيك عن رصاص الرمل والمطاطي وقنابل الصوت والدخان والغاز المسيل للدموع وغيره.

خطة "بذور الصيف" مرتبة جداً، كما يقول اليكس فيشمان" المحلل العسكري في "صحيفة يديعوت احرونوت" والتسونامي يتدحرج حسب الخطة ولكنها لا تستطيع معرفة كيف سيتصرف الجمهور في الميدان، الاستخبارات يمكنها قراءة نوايا السلطة وقدرات الاجهزة الامنية ولكنها غير قادرة على معرفة نبض الشارع وماذا ستفعل الجماهير عندما تيأس من المظاهرات المنظمة.

ويشير فيشمان،  إلى أن الجيش الإسرائيلي يتخوف من اللا مبالاة النابعة من نجاح معالجة أحداث النكبة والنكسة في الضفة الغربية، إلا أن قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي الجنرال مزراحي، يحذر من احتمالين، الأول تتحول المظاهرات إلى نضال شعبي ضد الاحتلال والثاني، أن يقود إعلان الإستقلال إلى احتجاج عنيف ضد السلطة الفلسطينية وأجهزة أمنها ويؤدي إلى فوضى.

البث المباشر