غزة - رامي خريس
المعلومات الرسمية حول مفاوضات صفقة التبادل لا تزال شحيحة إن لم تكن شبه معدومة ، ولكن الأمر الذي أكدته تصريحات بعض المسؤولين من حركة حماس أو الإسرائيليين تشير إلى أن هناك تقدماً كبيراً في سير المفاوضات ولكن طالما لم يجر إعلان عن إتمامها فإن خروجها إلى حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة ليس مضموناً فقد تتعرقل لأي سبب كان ، وقد قاربت الأطراف في عهد حكومة ايهود اولمرت على الاتفاق النهائي ، ولكن تراجعاً إسرائيليا في اللحظات الأخيرة أحبط في حينه إتمام الصفقة.
ومع ذلك فإن الأمر هذه المرة يبدو مختلفاً لاسيما بعد دخول الوسيط الألماني بقوة على الخط ، ومحاولته وضع تصور كامل للصفقة وطريقة إخراجها لتشجيع الطرفين على المضي قدماً إلى النهاية .
مفاوضات جادة
وبحسب التحليلات المبنية على بعض المعلومات التي يجري تسريبها يبدو أن هناك مفاوضات حقيقية وصعبة بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي ، وذلك بخلاف ما كان يجري سابقاً حيث كانت تنقل البنود والشروط فقط من طرف لآخر ليبدي رأيه بعد ذلك ، وفي الوضع الذي يدور الآن هناك نشاط محموم من قبل الوسيط الألماني الذي يحاول تجاوز العقبات التي تواجه المفاوضات بطرح حلول سريعة لكل نقطة عالقة ، وقد أبرز دور الوسيط الحرفية العالية لإدارة هذا النوع من المفاوضات وذلك بخلاف ما كان يحدث قبل ذلك ، حيث حاول بعض الوسطاء السابقين العمل على الضغط على حركة حماس للقبول بأدنى العروض التي كان يتلقاها من الحكومة الإسرائيلية من خلال عوفر ديكل المكلف منها بملف المفاوضات حول جنديها الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط ، وذلك قبل نقل الملف إلى حجاي هداس المفاوض الإسرائيلي الحالي الذي كلفته حكومة بنيامين نتنياهو.
من أسير لأسير
وإذا كان الحديث يجري عن مدى مهنية الوسيط الألماني الذي أخرج إلى النور صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله و(إسرائيل) ، فإن المعلومات المتوفرة وإن كانت غير رسمية فإنها تشير إلى أن المفاوضات تدور الآن حول بعض أسماء الأسرى ، فينتقل التفاوض من أسير لأسير آخر ، أي أنها دخلت الآن إلى عمق التفاصيل ، ومع أنه لا يجرى الحديث من الأطراف عن ما يدور في الغرف المغلقة سواء في لقاءات المفاوضين من حركة حماس بالوسيط الألماني أو بلقاءات الأخير بالإسرائيليين إلا أن المفاوضات مستمرة ويبدو أنها تتقدم وإلا لأعلنوا عن الفشل أو عن إخفاقهم في التوصل إلى اتفاق نهائي .
ويضع كل طرف من المفاوضين ضوابط خاصة أمام عينه لحظة رفضه أو قبوله أحد البنود ، ويرون أن الصورة النهائية للصفقة يجب أن تكون وفق حسابات دقيقة ، فحكومة الاحتلال لديها الوضع السياسي الداخلي ، والزمن الذي قضاه جنديها في الأسر ، وحجم التأييد والمعارضة للصفقة ، وهناك أيضاً دور للمؤسسة العسكرية التي طالب قادتها بدفع ثمن الجندي وإخراجه من قبضة المقاومة الفلسطينية.
وفي المقابل هناك لحركة حماس حساباتها أيضاً ومنها الحصار المفروض على القطاع منذ عدة سنوات ، وحاجتها في المرحلة الراهنة لتحقيق انجاز سياسي وخصوصاً في ظل انغلاق وضع التسوية ، وقد تكون ثمرة شاليط قد نضجت وحان قطافها.