قائد الطوفان قائد الطوفان

أنفاق رفح تستعد لاستقبال رمضان

رفح-لميس الهمص- الرسالة نت

يتصبب جبين الشاب سعيد عرقاً، لقضائه جل وقته تحت الأرض، ويعمل بكد ونشاط، تحضيراً لإدخال البضائع اللازمة للأسواق الغزية في شهر رمضان.

وبلغ العمل في الأنفاق ذروته، خاصة أن مالكي الأنفاق يستعدون لضخ مواد تموينية، وكذلك الملابس، لاستقبال عدة مواسم (رمضان، العام الدراسي، الأعياد) .

ومع الإغلاق المتكرر لمعابر قطاع غزة، وإدخال الحد الأدنى من حاجيات المواطنين، تبقى أنفاق رفح هي الملاذ الوحيد للتجار والمواطنين.

وينصب جهد عامل الأنفاق على إدخال متطلبات رمضانية المستوردة، كالأجبان والمعلبات والعصائر وحتى "الفوانيس".

ويعكس التجول داخل أسواق القطاع مدى الحاجة لمتطلبات الشهر الفضيل، وتكاد تخلو هذه الأسواق من الحركة، على عكس ما جرت العادة في هذا الأوقات من كل عام.

ويتزامن موسمي رمضان وبدء العام الدراسي، الأمر الذي دفع البعض لتلبية كسوة أطفاله وتحضير "القرطاسية"، على أن يشتري حاجيات رمضان.

ويذكر التاجر أبو أيمن المقيد أن غالبية بضائع رمضان تمر عبر الأنفاق، نظراً لإغلاق المعابر، مما يدفع بكبار التجار للتعامل مع مالكي الأنفاق لطلب إحضار السلع الرمضانية المفقودة من الأسواق .."فالكثيـر من الأصناف والبضائع غابت.. والحركة الشرائية تكاد تكـون معدومة" كما قال.

ويصف أحد أصحاب المحال-ويدعى نائل-الحركة التجارية بـ"البطيئة"، لافتا إلى أن المواطنين الذين قصدوا الشراء يركزون على ما هو ضروري، تاركين خلفهم الكثيـر من الأطعمة التي كانت تزين موائدهم كما أن موسم المدارس أثر بشكل كبير على الحركة الشرائية فالبعض فضل أن يكسو أولاده للعام الدراسي على أن يشتري حاجيات رمضان.

وأضاف البائع: "في مثل هذا التوقيت من الأعوام التي سبقت الحصار، لم يكن هناك فرص لأخذ قسط من الراحة، من شدة إقبال الزبائن، في حين أن الحال تبدل اليوم وأصبح معظم الوقت بلا عمل".

وعن شكاوى المواطنين بشأن الغلاء الفاحش في الأسعار لفت إلى أن السبب وراء ذلك هو إغلاق المعابر، واستخدام الأنفاق كبديل فالبضائع التي تأتي عن طريق الأنفاق يطلب من يوصلها على الجانب المصري نصيباً منها كما أن صاحب النفق أيضا يحتاج لمبلغ كبير لإحضارها فحتى تصل التاجر يتكلف بإحضارها مبالغ طائلة تقع على عاتق تجار القطعة والمستهلك.

في ذات السياق قال م. حاتم عويضة مدير مكتب وزير الاقتصاد :" حتى اللحظة لم يطأ أي تغير على السلع التي تسمح دولة الاحتلال بإدخالها عبر المعابر بالرغم من مطالبتنا بالسماح بالعديد من السلع لشهر رمضان وللعام الدراسي الجديد لكن حتى اللحظة لم يسمح بإدخال أي سلع رمضانية "

وأوضح أن قوات الاحتلال سمحت فقط بإدخال عدد من العجول على مدار خمسة أيام ابتداء من أمس بواقع 300 رأس يوميا على أن تكرر نفس العملية في أول خمسة أيام من الشهر المقبل.

وذكر عويضة أن حجم بعض السلع الرمضانية في السوق قليلة ومحدودة فلا يدخل عن طريق المعابر سوى الألبان والاجبان، بينما تفقد العصائر والمشروبات الغازية، مبينا أن ما يدخل لا يكفي لحاجة كل سكان القطاع، إلا أنه أشار إلى إمكانية استغناء المواطنين عن بعض السلع المفقودة من الأسواق كون بعضها لا تدخل ضمن الأساسيات.

وأشار إلى أن دائرة حماية المستهلك تقوم بجولات داخل الأسواق لمتابعة الأسعار ومحاربة الغلاء، خصوصا في الزي المدرسي والمنتجات الرمضانية ومنع الاحتكار ولإشعار المواطنين بالتكافل معهم في أزمتهم الحالية .

ويقول العاملون في الأنفاق أن ما يطلبه التجار يعملون على إدخاله حسب المواسم كون معابر القطاع لا تدخل سوى بعض المنتجات كالمجمدات والألبان فلا غنى لما يأتي عبر الأنفاق.

ويذكر أن الأنفاق تعمل منذ الآن على جلب ملابس للعيد ليستطيع التجار تجهيزها للبدء في عرضها مع منتصف شهر رمضان.

 

 

البث المباشر