النائب د. سالم سلامة
قال الله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (البقرة 114)
تقوم عصابات الصهاينة من حين لآخر بالاعتداء على مزارع أهلنا في الضفة الغربية ، حرقاً لشجر الزيتون ، وقلعاً له ، ولا يقف هؤلاء المجرمون عند ذلك ، بل امتد خطرهم إلى أن يحرقوا مساجد الله سبحانه وتعالى ليلاً ، بعد أن يطوق الجيش الصهيوني البلدة ، ويسمح للمغتصبين وشذاذ الآفاق أن يعيثوا فيها فساداً ، ويحرقوا مسجد البلدة – كما حدث قبل يومين في بلدة طوبا من قرى نابلس بالضفة الغربية . وليس هذه المرة الأولى التي يقوم بها المغتصبون بإحراق مساجد الله سبحانه وتعالى ، فقد قاموا بإحراق العديد من المساجد ، ولا ننسى عندما أقدم أحد مجرميهم – الصهيوني الاسترالي – على حرق المسجد الأقصى المبارك بتآمر مع بلدية القدس رئاسة وعاملين ، وكذلك الشرطة الصهيونية ، فقد قطعت البلدية المياه عن المسجد الأقصى المبارك وعن الحي كله حتى لا يتمكن الناس من إطفاء النار في المسجد الأقصى ، كما قامت وزارة الداخلية عبر شرطتها بمنع سيارات الدفاع المدني من الوصول إلى المسجد الأقصى ، وأغلقت الطريق أمام سيارات الدفاع المدني القادمة للنجدة من الخليل وبيت لحم ، حتى تأتي النار على أكبر مساحة من المسجد الأقصى المبارك . ولا ننسى أن قطعان المغتصبين ، ومجرمي المتدينين منهم هم الذين علقوا رأس الخنزير على باب المسجد الأقصى المبارك إغاظة للمسلمين ، وهم الذين يصرون حتى هذه اللحظة على الدخول إلى ساحة المسجد الأقصى المبارك ، وإقامة بعض ترهاتهم وشعائرهم كما يزعمون ، من نفخ بالبوق ، وإصدار الأصوات المنكرة ، وإقامة الحفلات الماجنة ، ناهيك عن الدخول إلى ساحات المسجد باللباس الفاضح ، غير الساتر ، وممارسة الزنا والخنا في ساحات المسجد بحراسة من جيش الهجوم الصهيوني . ينضم إلى ذلك محاولات الصهاينة الحثيثة الحفر عن أساسات المسجد الأقصى المبارك بحجة البحث عن الآثار ، في محاولة لتقويض أركانه ، وهدمه عند أي زلزال أو نسف بالمتفجرات له أو لما حوله بحجة البناء وفتح الأنفاق . وكل ذلك يعتبر قليلاً أمام منع الناس من الوصول إلى مساجدهم وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه ، فيحرمون من لم يبلغ الخمسين من الرجال ، والخامسة والأربعين من النساء من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك ، فينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (البقرة 114) . إذن هي الحرب على بيوت الله ، كما هي الحرب على عباد الله في الأرض المقدسة ، ليخيفوا أهلها لعلهم يرحلوا ، فتخلوا لهم الأرض . ولذا إنه مخطط رهيب ، ومبرمج من دهاقنة الصهاينة ، ليخرجوا من الأرض المقدسة أهلها ، ومحمي ومحروس من عصابات جيش الهجوم الإسرائيلي ، وشرطته المجرمة التي أصبحت رأس الحربة في الاعتداء على أهلينا في القدس بوجه خاص ، والضفة الغربية بوجه عام . حيث تقوم العصابات باعتقال كل من يثبت أن له ميول إسلامية ، أو يدافع عن دينه ووطنه وأقصاه وشجره وبيته ، وزجه في السجن بتهمة الاعتداء على رجال الشرطة ، وإعاقتهم من القيام بأداء واجبهم من حراسة المغتصبين ، ومنع الناس من الدفاع عن المقدسات . بل امتد الأذى إلى دهس المواطنين في الطرقات عامداً ، مع تمكين المجرم من الفرار ، وعدم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة . ولا ننسى ما أقدمت عليه عصابات المخابرات الصهيونية من التحايل والخداع ، عن طريق لبس الزي العربي ، ودخول مقر الصليب الأحمر لاختطاف الأخ النائب أحمد عطون ، وتقديمه للمحاكمة مقدمة لإبعاده عن موطنه ومسقط رأسه ، إنها الحرب الضروس على مساجد الله وبيوته ، وعلى عباد الله ، الذين أخذوا على عاتقهم حماية البلاد والعباد من مكر يهود ، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال . ومادامت الحرب أصبحت جهاراً ونهاراً على عباد الله ومساجد الله ، فإن الحرب قد حسمت نتائجها ، فإن ظلم هؤلاء الصهاينة بمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ، والسعي في خرابها ، لا بد أن ينطبق عليهم شطر الآية الكريمة ، بأن يجعل الله سبحانه وتعالى من أهل هذه البلاد من يقفون لعصابات الصهاينة بالمرصاد ، فلا يسمحون لهم بالدخول إلى البلدات والقرى والمدن ليعيثوا فيها فساداً وحرقاً وتقتيلاً ودهساً إلا خائفين . قال تعالى : (أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) وخزيهم في الدنيا أن يفضحوا ولا يتمكنوا من مآربهم ، وخزيهم في الآخرة العذاب العظيم الذي توعدهم به .