قائد الطوفان قائد الطوفان

تحليل: غياب عباس سيعري الحكام العرب

غزة- مها شهوان-  الرسالة نت

تضاربت آراء المحللين السياسيين حول جدية رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس في الاستقالة، فبعضهم اعتبرها بالون اختبار كبير جاء نتيجة ردة فعل غير مدروسة من قبل المستوى السياسي المحيط به، بينما يرى آخرون بان الوضع السياسي لا يسمح له بالمغادرة سواء بضغوط خارجية أو داخلية.

وقال المحللون في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" إن غيابه عن المشهد الفلسطيني -في حال تم- سيضع الحكام العرب أمام علامة استفهام كبيرة, مما يؤثر عليهم سلبا أمام شعوبهم.

بالون اختبار

وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي طلال عوكل أن الوضع الفلسطيني لا يسمح بان يغادر عباس الساحة الفلسطينية سواء بضغوط خارجية أو داخلية، مشيرا إلى أن عباس من الممكن أن يغادر الرئاسة حينما تجرى انتخابات شرعية وينتهي الانقسام السياسي.

وأوضح عوكل أنه في حال تبدلت المرحلة السياسية سيصبح هناك ضغط على "إسرائيل" يجعلها تستجيب للضغوط.

وأضاف انه في حال بقيت طريق المفاوضات معلقة سيصبح هناك انتخابات وبالتالي لا يستجيب أبو مازن لتلك الضغوط. 

بينما خالفه الرأي المحلل السياسي نعيم بارود قائلا: "ما قام بفعله عباس مؤخرا حول عدم  تمديد ولايته هو بالون اختبار كبير، وهو غير جاد فيما قاله وصرح به لوسائل الإعلام لان في ذلك ردة فعل غير مدروسة لا من قبله ولا من قبل المستوى السياسي المحيط به".

وأضاف بارود أن عباس حينما أعلن انه لن يرشح نفسه لفترة الانتخابات القادمة لم يستشر من هم أعلى منه بالمستوى من الطرف العربي والإسرائيلي والأمريكي، واصفا تصريحاته بـ"الهزار" السياسي.

وفيما يتعلق بتضرر الدول العربية في حال غاب عباس عن الساحة الفلسطينية أكد عوكل أن الأمر سيلحق ضررا كبيرا بفكرة السلام والمفاوضات مع "إسرائيل"، مما يؤثر على الدول العربية وحكامها المعتدلين مع أمريكا ويجعلهم في حالة حرج شديد في علاقاتهم مع الأمريكان، معتبرا أن ذلك يضع الحكام العرب داخل علامة استفهام كبيرة ويصبحون أمام شعوبهم ضعفاء.

بينما يرى بارود أن غياب عباس سيضر بالمصالح الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية، والمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح بارود أن السلطة التي ينتزعها عباس قامت بحماية وإنقاذ الكثير من المستوطنين الذين دخلوا الضفة الغربية من أيدي المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن وجوده هو مصلحة إسرائيلية أمريكية في الدرجة الأولى.

وبحسب بارود فان أكثر من زعيم إسرائيلي صرح بان وجود عباس في السلطة يعتبر مصلحة إسرائيلية.

وحول ما إذا كانت هناك مصلحة لأبو مازن لتمديد فترة ولايته أكد على أنها ليست مصلحة شخصية لأبو مازن إنما هي مكتسبات أمريكية وإسرائيلية من بقائه في السلطة، معتبرا أن هذه المكتسبات هي بالقدر الذي يعطيه من تنازلات سياسية لهم، بالإضافة إلى أن عباس حسب وجهة نظر المجتمع الدولي و"إسرائيل" لم يكن يوما ما عقبه أمامهم لتحقيق مصالحهم على المستوى.

وذكر بارود أن "إسرائيل" شرعت في بناء الجدار الفاصل واستمرت في بناءه في عهد عباس، كما بنت في عهده أيضا المستوطنات وسارعت في عملية الاستيطان والاستيلاء على مدينة القدس، موضحا أن عباس كان يغض الطرف عن كافة الممارسات الصهيونية التي أرادت "إسرائيل" من خلالها تغيير الخارطة السياسية الفلسطينية.

المآزق السياسية

وحول الترضية والوعود التي من الممكن أن تقدمها الدول العربية وأمريكا و"إسرائيل" لأبو مازن مقابل بقاءه بالحكم أشار عوكل إلى أن الوعود كانت من قبل لكنها انتهت لعدم استطاعة الأمريكان فعل أي شيء لوقف الاستيطان، بالإضافة إلي ربط موضوع الاستقلال بموضوع الفشل السياسي، مضيفا أنه في حالة وجود حراك  للوضع السياسي يرضي الحقوق الفلسطينية سيكمل عباس في الحكم.

وقال عوكل: "الترضية السياسية التي يمكن أن تقدم لأبو مازن ليمدد فترة ولايته هي الضغط على "إسرائيل" لتغيير موقفها ويصبح هناك مفاوضات حقيقية".

في المقابل قال بارود: "لن تكون هناك عوامل ترضية للعودة عن قراره، إنما سيكون هناك أوامر سيتلقاها ليبقى في الحكم لان المرحلة القادمة مرحلة سياسية فلسطينية يريدون أن تكون ضعيفة جدا وهذا لن يكون إلا بوجود أبو مازن الذي يمثل المرحلة السياسية الضعيفة".

وكانت صحيفة هارتس العبرية ذكرت أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية المصنفة أمريكيا وإسرائيليا بالدول المعتدلة تمارس ضغوط جمّة على عبّاس من أجل أن يمدد فترة ولايته في رئاسة السلطة حتى لا يؤدي اعتزاله المشهد السياسي إلى فراغ دستوري يمكن حركة حماس من إحكام سيطرتها على قطاع غزة والاستيلاء على الضفة الغربية المحتلة.

 

البث المباشر