قائد الطوفان قائد الطوفان

حماس الانطلاقة .. بين ذكرى وانتصار

غزة - رامي خريس                              

تحتفل حركة حماس اليوم بانطلاقتها الثانية والعشرين وقبل أيام قليلة من الذكرى الأولى للحرب على غزة والتي أطلق عليها الإسرائيليون عملية الرصاص المسكوب ووصفتها حماس بأنها "حرب الفرقان" ، ووضعت الحرب أوزارها ونهضت حماس من تحت الأنقاض أكثر قوة ، وطبقت المقولة التي رددها قادتها مراراً "الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة".

** ضربات ومحن

فالحركة اعتادت منذ نشأتها مطلع الانتفاضة الأولى التي حلت ذكراها قبل أيام على تلقى الضربات ومواجهة المحن كل عام تقريباً ، لاسيما في غزة ذلك المكان الذي شهد انطلاقتها وكان قادتها يطلقون على كل ضربة يتلقونها من الاحتلال  تاريخ وقوعها فيقولون  :" ضربة عام 88،وضربة عام 89 ، وضربة عام 1990 ، وهي حملة الاعتقالات التي بدأت بتاريخ ذكرى انطلاقتها في 14/12 من ذلك العام.

 

وتوالت الضربات فتلقت الحركة ضربات عديدة من الاحتلال وبعده من أجهزة أمن السلطة كان أشدها محنة عام 1996م حيث تعرض قادة الحركة وعناصرها جميعهم تقريباً للاعتقال من وقائي ومخابرات واستخبارات السلطة في حينه التي استطاعت التأثير بشكل كبير على نشاط الحركة , لكن سرعان ما لبثت أن عادت وسرت الحياة في عروقها بعد تحرر الشيخ احمد ياسين من سجون الاحتلال ود.عبد العزيز الرنتيسي اللذان عملا مع قادة آخرين في الحركة على إعادة بناء الحركة من جديد .

 

وما إن اندلعت شرارة الانتفاضة الثانية حتى كان للحركة دوراً كبيراً فيها تصاعد وتيرتها التي بدأت جماهيرية ثم تحولت إلى عسكرية وتعاظمت وصولاً إلى العمليات الاستشهادية والنوعية وتعرضت الحركة للعديد من الضربات الأخرى من الاحتلال تمثلت باغتيال قادتها المؤسسين وغيرهم من القادة العسكريين والميدانيين وهو ما لم يفت في عضدها واستمرت في المواجهة وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة الذي كان إحدى ثمرات المقاومة التي كانت حماس رأس حربتها.

**معترك العملية السياسية

وانتقلت الحركة لمرحلة جديدة بدخولها معترك العملية السياسية وخوضها للانتخابات التشريعية التي فازت بها وسريعاً شكلت حكومتها التي واجهت "الخمسة بلدي" والحصار المالي ، ومحاولات الانقلاب التي أجهضتها الحركة وصولاً إلى عملية الحسم ، وقبل ذلك استطاعت أن تثبت أن دخولها العملية السياسية لم يحول دون استمرار تمسكها بالبندقية فنفذ مجاهدوها عملية "الوهم المبدد" وأسروا الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط  ، لتعلن عن وفائها للأسرى وتطالب بإطلاق سراحهم في عملية تبادل ، وتعرضت على اثر ذلك لتشديد الحصار على غزة وصولاً إلى قيام جيش الاحتلال بالعدوان الكبير على غزة العام الماضي بعد احتفالها بذكرى انطلاقتها الحادية والعشرين بأيام.

 ومن هنا يرى المراقبون أهمية كبرى لاحتفالات انطلاقة حماس هذه الأيام فمن خلالها ستثبت الحركة أنها تعافت بسرعة من الضربات القاسية التي تعرضت لها أثناء الحرب واستشهاد اثنين من قادتها الكبار الدكتور نزار ريان والشيخ سعيد صيام وزير داخلية الحكومة الفلسطينية.

ويتوقع المراقبون تطورات جديدة قد تواجه حماس خلال المرحلة القادمة ، فإما أن تتعرض لضربات جديدة قوية من الاحتلال أو استجابة لشروطها وإطلاق سراح الأسرى في إطار صفقة التبادل وهو ما سيعزز مكانتها بين الفلسطينيين ، ويبدو أن أمامها العمل على تفكيك الحصار واثبات قدرة الحركات الإسلامية على الحكم كما أثبتت نجاعة خيار المقاومة.

 

البث المباشر