قائد الطوفان قائد الطوفان

من خلال جولة هنية

هل تعيد حماس تقديم أوراق اعتمادها للعرب؟

الرسالة نت- شيماء مرزوق 

حمل رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية حقيبته الدبلوماسية وانطلق في جولة هي الاولى منذ خمسة أعوام للعالم العربي والاسلامي بعد التغييرات والعواصف التي اجتاحت العالم العربي وافرزت في معظمها قوى سياسية اسلامية, الامر الذي يزيد الامل لدى حماس برفع الحصار الذي فرض بعد فوزها في انتخابات العام 2006.

رفع الحصار

وفي هذا السياق، يرى مراقبون فلسطينيون أن جولة هنية والتي جاءت في ظل "ربيع الثورات العربية" تصب في إطار دعم حركته معنويا وماديا من قبل العديد من الدول.

المحلل السياسي خليل شاهين، أكد ان جولة رئيس الوزراء الفلسطيني وان جاءت متأخرة الا انها تخدم الكثير من القضايا خاصة رفع الحصار عن قطاع غزة واعادة اعمار ما دمرته الحرب (الإسرائيلية) قبل ثلاثة سنوات، لا سيما في ظل الجهود المبذولة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي ستشرف على اعداد الانتخابات المقررة في مايو المقبل.  

بدوره، يرى هاني البسوس المحلل السياسي ان جولة هنية هامة جداً خاصة بعد نجاح المصالحة والثورات العربية التي اتت بالإسلاميين للحكم، قائلا:" الجولة تفتح الباب من اجل التعاون على المستوى الاقتصادي والسياسي بين غزة والاسلاميين الذين يعترفون بشرعية حكومة هنية".

وأضاف البسوس:" على المستوى السياسي ستكون هناك انجازات عديدة اهمها تعزيز المصالحة الفلسطينية خاصة وانها تحقق مصلحة مشتركة إذا ما نفذت, وعلى المستوى الاقتصادي سيجري رفع الحصار عن غزة بالتنسيق مع حكومة مصر, بالإضافة الى العمل على اقامة بعض المشاريع الاقتصادية في القطاع خاصة مع الحركة النشطة للبنيان والعمران في غزة.

وأما عن الطريقة التي استقبل بها هنية في الدول التي زارها خلال جولته، أشار شاهين إلى ان بعض الدول رفضت استقباله بشكل رسمي كبير مثل مصر التي استقبلته بتمثيل دبلوماسي منخفض لأنها ترعى المصالحة ولا تريد اي ظهور يعكر اجواء المصالحة, ولكنه أوضح أنه استقبل في كل البلدان الاخرى بحفاوة تليق بمكانته وبكونه شخصية فلسطينية هامة.

وأشار إلى ان الانقسام الفلسطيني هو الذي اثار الاشكاليات التي واكبت جولة رئيس الوزراء، ابرزها استقباله كرئيس وزراء او كقيادي حمساوي, وهو ما القى بظلاله على عدد البلدان, معتبرا ان الجولة اثارت سوء فهم من البعض لأنها تأتي متأخرة وبالتزامن مع المصالحة وخطوات الوحدة.

شريك السياسة

ويرى الكثيرون بان الزيارة تهدف إلى الحصول على دعم مادي لإعادة اعمار القطاع، والاعتراف بحركة حماس كشريك في العملية السياسية على الصعيد الفلسطيني والعربي نتيجة للتطورات القائمة الآن.

وفي هذا الصدد، اعتبر البسوس ان التنسيق مع مصر والسودان وتركيا كان مسبقاً وكان هناك ترحيب واضح لزيارة هنية لهذه الدول, أما قطر فالتنسيق ما زال جاريا لتشملها الجولة.

كما ذكر شاهين انه من المشروع لحركة حماس ان تحاول توظيف الربيع العربي لخدمة مواقفها السياسية, مبيناً انه يجب خدمة القضية الفلسطينية والاستفادة من حالة النهوض العربي سواء افرزت قوى اسلامية او غيرها لان المهم هو ان هذه القوى تكن العداء لـ(إسرائيل).

(إسرائيل) بدورها، لم تر بان الجولة عادية فقد عبرت عن قلقها إزاءها حيث قالت صحيفة (جيروزاليم بوست) إن الحكومة (الإسرائيلية) تشعر بالقلق من قيام هنية بزيارة الدول العربية والإسلامية، باعتبار أن هذه الزيارة تعزز المخاوف (الإسرائيلية) من النتائج السلبية لثورات "الربيع العربي", وهنا شدد شاهين على ان (إسرائيل) ستقلق من اي تحرك فلسطيني، وذلك لرغبتها في  قطع الطريق على السياسة الفلسطينية التي تحاول رفع الحصار عن قطاع غزة واعادة اعمارها.

من جانبه ذكر البسوس بان قلق (إسرائيل) من زيارة هنية واضح، لان الزيارة تؤكد بان حكومة غزة ما زالت تعمل وان تمت اقالتها فهي حكومة تسيير اعمال, قائلاً " الزيارة تؤكد ان حكومة هنية ما زالت شرعية ، فـ(إسرائيل) تخشى الاعتراف بحماس وفتح ابواب جديدة امامها خاصة على مستوى العمل السياسي والاقتصادي".

واعتبر البسوس ان القلق (الإسرائيلي) يتزايد بعد الانتخابات العربية التي افرزت قوى اسلامية وهو ما قد يوحد العمل السياسي مع حماس.

البث المباشر