قائد الطوفان قائد الطوفان

جولة هنية.. أصابت الهدف بدقة !

رفح – جمال عدوان

لم يدرك المثبطون لجولة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية, أن مساعيهم ستبوء بالفشل حين بذلوا كل جهدهم لإسقاط نجاحها منذ بدايتها من القاهرة واستمرارها في عدة دول عربية وإسلامية إلى حين انتهائها.

وسعى هؤلاء إلى بث الكذب واصطياد الهفوات والأخطاء التي من الممكن أن تحدث مع هنية ووفده المرافق له, والتركيز على الأموال التي ستُصرف خلال الجولة وحاجة الشعب لها, بالإضافة إلى التشكيك في أهدافها والتعامل معها كجولة لقيادة حماس لا كقيادة للحكومة الفلسطينية, مسخرين امكانيات مادية كبيرة للعمل على فشلها سياسياً وإعلامياً.

قادة وبرلمانيون ومحللون لوَّنوا خارطة النجاح التي رسمها هنية خلال زيارته للدول العربية والإسلامية, حيث أجزموا بأن الجولة حققت نجاحاً سياسياً واقتصادياً وتاريخياً على الصعيد الفلسطيني, دون منازع.

جولة تاريخية..

النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر، وصف الجولة بـ "التاريخية التي أوجدت عمقاً جديداً للقضية الفلسطينية على خارطة الشعوب العربية والإسلامية, وسعت لتحقيق نجاح سياسي بامتياز".

وأشاد بحر، خلال حديثه لـ "الرسالة نت" بالاستقبال الرسمي والشعبي لرئيس الوزراء في الدول التي زارها، مؤكداً أن ذلك "خير دليل على كسر الحصار السياسي, وإشارة واضحة للالتفاف العربي للحكومة الشرعية بغزة".

كسر الحصار السياسي يحمل تبعات إيجابية حقيقية "قريبة" للحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي من خلال علاقات بين البرلمانات العربية, حيث أكد بحر أن المرحلةً المقبلة ستعضد هذه العلاقات.

وقال: "كل البرلمانات التي وجهت دعوة لنا، أتت لغزة واستقبلناها والعلاقات بيننا وبينهم موجودة؛ لكن جولة هنية ستفتح أفقاً جديداً من العلاقات، من خلال مركزية القضية الفلسطينية".

الكيان "مُستفَز"

وعلى الصعيد الإسرائيلي، فقد تابع قادة الإحتلال جولة رئيس الوزراء على مدار أسبوعين, ما أثار غضباً كامناً في نفوسهم واستياءً واضحاً في الوسط السياسي نتيجة ما ستحققه هذه الجولة من مكاسب.

المحلل والكاتب السياسي في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة، أرجع استفزاز قادة الاحتلال من الجولة، إلى أنها تجاوزت إرادته في المنطقة.

وأكد البطة لـ "الرسالة نت" أن هنية من خلال جولته حقق مكاسب سياسية واقتصادية كبيرة, عملت على إحداث ثقب كبير وواسع في الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ تسلم حماس للحكومة عبر الانتخابات البرلمانية.

وما أشعل النار في قلوب قادة الكيان أيضاً الحفاوة التي استقبل بها هنية وسط العواصم العربية والإسلامية, الأمر الذي أحدث إرباكاً حقيقياً في النظرة الإسرائيلية للواقع الاستراتيجي في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي.

ووصف البطة جولة هنية بأنها "ناجحة جداً بكيفها وحجمها السياسي", حيث عملت على كسر المقولة القائلة "أن المنطقة تحت إمرة وأجندة الكيان الإسرائيلي, وسيطرته على المنطقة أصبحت من الماضي".

وتوافق حديث البطة مع تصريحات الناطق باسم حماس فوزي برهوم حيث أكد أن الجولة شكلت صدمةً لـ "إسرائيل" التي وضع ميزانيات ضخمة لتشويهها، مشدداً على تحطم كل المؤامرات المعادية على صخرة التعاطف الشعبي الكبير مع غزة وفلسطين.

وبعيداً عن رفض الحكومة المصرية ومجلسها العسكري استقبال هنية، استجابة لضغوط خارجية، فما حققته الحكومة الفلسطينية -وفق مراقبين وخبراء- هو نجاح سياسي بامتياز وبكل المقاييس, لم يترك مجالاً للحديث عن حقيقة الشرعية التي تمتلكها الحكومة.

جولة مثمرة بالخير..

وبدت تصريحات المحللين تتوافق مع تصريحات القادة السياسيين حول الحصاد المثمر الذي جنته هذه الجولة على الصعيد العربي السياسي, الأمر الذي ظهر جلياً من خلال حديث رئيس الوزراء هنية حين وصوله القطاع، بأن الجولة جاءت بالخير الكثير لغزة.

ورافق هنية عدد من الوزراء، يتقدمهم وزير الاقتصاد والتعليم والصحة، بهدف فتح ملفات فنية وتوقيع اتفاقيات تفاهم وبروتوكولات تعاون مع الدول المجاورة, حيث أكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور يوسف رزقة أنهم وقعوا عدة اتفاقيات خلال جولتهم.

وأوضح رزقة لـ "الرسالة نت" أن الاتفاقيات شملت ملف الإعمار والتعليم والاقتصاد والتعاون المشترك فيما بينهم, الأمر الذي أعطي دافعاً أكبر لرئيس الوزراء للإعلان عن جولة جديدة بصدد تنظيمها لعدد من الدول العربية والإسلامية، استجابة لدعوات منها لزيارتها.

كما وصف وزير الثقافة والشباب د. محمد المدهون في تصريحات إعلامية، الجولة بالمثمرة بامتياز لغزة وللشعوب العربية, ما يؤكد أن غزة لازالت كبيرة في قلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية، و مصدر إلهام للصمود أمام رياح الشر العاتية.

وقد وصل رئيس الوزراء إسماعيل هنية، إلى قطاع غزة، مساء الثلاثاء، بعد جولة خارجية شملت دولاً عربية وإسلامية, حققت خلالها الحكومة الفلسطينية أهدافها الإستراتيجية للمرحلة القادمة.

البث المباشر