قائد الطوفان قائد الطوفان

في ظل انقطاع الكهرباء

باختفاء الكاز.. بماذا تنار قناديل غزة؟!

الرسالة نت – مؤمن الخالدي

وضع الحاج الستيني أبو محمد عبد القادر كفه على خده، وهو يجلس أمام بيته شمال القطاع، وينتظر أن يأتي الفرج بقدوم الكهرباء التي أضحت "بعيدة المنال"، حسب قوله.

ويعاني أهالي قطاع غزة من العديد من الأزمات، ابتداء بانقطاع الكهرباء المتواصل، مرورا بالحصار(الإسرائيلي)، وليس انتهاء بأزمة اختفاء الكاز الأبيض من المحطات بشكل كامل، الأمر الذي زاد من معاناة فقراء غزة نظرا لأنه أنيسهم الوحيد في ظل عجزهم شراء مولدات كهربائية.

وبينما كان يرتشف رشفة من فنجان "شاي النار" يقول عبد القادر "مش قادرين نقعد في بيوتنا، فهي مظلمة كالقبور بعدما اختفى الكاز الأبيض من المحطات"، مبينا أنه لا يستطيع شراء الشمع بشكل يومي نظرا لتكلفته.

ولم يجد أبناء الحاج أبو محمد سوى التجمع أمام "كانون الحطب"، الشيء الوحيد المضيء في بيتهم حسب ما وصفهم، معتبرين أن الكهرباء أصبحت كابوسا يلاحقهم.

أزمة كبيرة

وأعرب المواطن أبو خالد حسن (43 عاما) عن استيائه الشديد من اختفاء الكاز الأبيض، تزامنا مع انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وانخفاض المستوى المعيشي للناس.

وأشار ابو خالد في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى اقتراب موعد الامتحانات النهائية لأبنائه، مما يفرض عليهم  توفير  الأجواء المناسبة لهم  لإحراز التقدم العلمي رغم المعاناة.

وناشد المسؤولين لإنهاء الأزمة في أسرع وقت، مثمنا جهود الحكومة بقطاع غزة المبذولة في سبيل رفع معاناة الناس.

أسباب اختفاؤه

وأكد د. محمد الشوا رئيس جمعية محطات البترول في قطاع غزة  أن سبب اختفاء الكاز الأبيض من القطاع يعود لتوقف دخوله من الجانب المصري عبر الأنفاق في الآونة الاخيرة.

وقال في تصريح لـ" الرسالة نت" أن الجانب المصري يعتمد على الغاز لتوفره ولرخص ثمنه، ولذلك هم لا يستخدمونه بكثرة، وهذا ما أثر على المصادر التي توفره للقطاع.

وبدوره ذكر عاطف أبو دحروج صاحب محطة أبو قمر للبترول أن الكاز الأبيض لم يدخل محطته منذ أكثر من ثلاثة أشهر ماضية لتوقف ضخه عبر الأنفاق جنوب القطاع.

وأعرب أبو دحروج عن أمله في دخول الكاز للقطاع حتى يجري توفيره للأسر الفقيرة نظرا لمناسبة أسعاره دخل الفقراء، مطالبا المسئولين لبذل كافة الجهود لإدخاله.

واضاف :" العائلات الفقيرة بحاجة ماسة للكاز في ظل انقطاع الكهرباء بالإضافة للكم الكبير من التعداد السكاني  بغزة، مما يؤدي لمعاناة نسبة كبيرة منهم".

وأما المحاسب في محطة بئر السبع رسمي عطا الله  فأوضح أن الخزان الأرضي للمحطة يتسع لـ 20 ألف لتر من البنزين، ولا يمكن حجز ألف لتر من الكاز بداخله لعدم الإقبال عليه بنسب البنزين والسولار.

وقال "جرى وضع الكاز في خزانات صغيرة فوق الأرض، ولكن جرى منعنا من قبل الحكومة بسبب المخاطر التي قد تجري من اشتعاله"، مبينا أن الكاز المصري رديء للغاية وغير مجدي في الإنارة.

البث المباشر