قائد الطوفان قائد الطوفان

بدعم وإشراف من وزارة الزراعة

"الزراعة العضوية"..غذاء صحي آمن خال من المبيدات

الزراعة العضوية في قطاع غزة
الزراعة العضوية في قطاع غزة

البنا : 2010 عام التحول من الزراعة التقليدية إلى "العضوية"

الجعيدي:استحسان كبير لدى المزارعين من السماد العضوي

السقا: نصف مليون شتلة يتم توزيعها على الراغبين فيها

 غزة ـ الرسالة نت

شرعت وزارة الزراعة  بتمويل من الحكومة الفلسطينية  بدعم المزارعين الراغبين في استخدام الزراعة العضوية "كغذاء صحي آمن"، وذلك من خلال الإرشاد والتوجيه المستمر ودعمهم  ببعض النباتات الطبية والعطرية و الكومبست مجاناً.

وروجت الوزارة ضمن حملة توعوية  لمنتجات الزراعة العضوية من خلال وسائل التوجيه والإرشاد الميداني للمزارعين داخل أراضيهم ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة و وإصدار المطبوعات المختلفة لشرح أهمية الزراعة العضوية وفوائدها المتعددة.

مفهوم الزراعة العضوية

وأوضح م . محمود البنا مدير الإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة، مفهوم المنتجات العضوية قائلاً:" هي منتجات غذائية ( نباتية و حيوانية ) تنتج بطريقة آمنة لصحة وسلامة الإنسان و البيئة بحيث تخضع هذه المنتجات لمجموعة من القوانين و لنظام متابعة و مراقبة بما يضمن عدم استخدام أي مواد كيماوية ضارة سواء كانت أسمدة أو مبيدات أو هرمونات أو مواد حافظة".

وأضاف البنا:" يعتمد هذا النظام على إنتاج الغذاء بالطرق العضوية مثل استخدام الأسمدة العضوية ووسائل المكافحة الطبيعية و الإنتاج العضوي  للحصول على منتج غذائي آمن للمستهلك و يأخذ هذا النظام في الحسبان المحافظة على صحة المستهلك، وصحة العاملين ، و سلامة و جودة المنتج والمحافظة علي البيئة والموارد الطبيعية" .

 وأكد  أن مزارعي قطاع غزة بدأوا فعلياً بإنتاج بعضاً من هذه المنتجات مثل" البندورة ،الفلفل، الخيار، والزهرة والملفوف والعديد من النباتات الطبية والعطرية".

رواجاً في السوق

 وأشار البنا الى أن الكثير من المزارعين في قطاع غزة تحولوا من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية ضمن الخطة الإستراتيجية التي تطبقها الوزارة في تغيير النمط الزراعي الخاطئ الذي كان سائداً في السابق، علي اعتبار أنه غذاء صحي آمن في ظل الاستخدام المفرط للمبيدات الكيماوية و الأسمدة المعدنية التي تسبب الإصابة بالسرطان و الفشل الكلوي  ... إلخ.

وبين مدير الإدارة العامة للإرشاد أن المنتج الزراعي الفلسطيني يلقى رواجاً في السوق المحلي وينافس في جودته منتجات كثيرة كان التجار يستوردوها من الخارج مثل "البصل، البطيخ، الشمام، الخوخ ، المشمش وغيرها " ، مشيداً بسرعة استجابة المزارع الفلسطيني لخطة الوزارة  في تغيير النمط الزراعي  .

وشدد البنا علي ضرورة جعل الزراعة العضوية نمطاً زراعياً وهوية للمنتجات الزراعية الفلسطينية و ضرورة تعريف المستهلكين بمزايا منتجات الزراعة العضوية.

 وأضاف : " إن التحول إلى الزراعة العضوية يحتاج إلى تغيير أنماط ممارساتنا وأسلوبنا في العمل وذلك يتطلب وقتاً وجهداً و كذلك يتطلب تعزيز الشراكة بين المؤسسات المعنية في هذا المجال"، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي في المجمل هو خدمة المزارع وتحسين وضعه المعيشي وفي الوقت نفسه توفير منتجات صحية للمواطنين.

و أوضح م.البنا أن وزارة الزراعة بدأت تتبني نظام الزراعة العضوية كجزء من الخطة الإستراتجية للوزارة، حيث كانت قد أعلنت "أن عام 2010 هو عام التحول للزراعة العضوية".

وأضاف:" نقوم بتقديم محاضرات تدريبية للمزارعين و العاملين في الزراعة العضوية والعمل على إدخال الزراعة العضوية ضمن القانون الزراعي الفلسطيني، و التجهيز لمعهد فلسطيني للزراعة العضوية ".

إنتاج الكومبوست

من جانبه قال م. يوسف الجعيدي المشرف علي  محطة إنتاج الكومبوست في محررة  القسطل التابعة لوزارة الزراعة، أن محطته أنشأت لتقوم بإنتاج سماد عضوي وتوزيعه على مزارعي الزراعة العضوية،  موضحاً أن الكومبوست يتم إعداده من خلال العملية البيولوجية والتي تعتمد على البكتيريا في عملية  التخمير الهوائي للمواد العضوية.

وشدد الجعيدي علي ضرورة نشر ثقافة الزراعة العضوية لدى المزارعين والمستهلكين  باعتباره غذاء صحيا آمنا، مشيراً أن الزراعة العضوية هي الزراعة التي لا تستخدم أي مركب كيميائي غير طبيعي وتعتمد بالأساس على التسميد العضوي والوقاية من الأمراض ومنع حدوثها .

وبين أن ذلك من شأنه إحلال الواردات من خلال تصنيع الأسمدة العضوية و  خلق فرص عمل من خلال تشغيل الأيدي العاملة ، عوضاً عن التخلص من استخدام مخلفات الأسواق في عملية التصنيع.

وعن انطباع المزارعين ومتابعة وزارة الزراعة لهم أكد م.الجعيدي، أنه من خلال متابعة آراء المزارعين الذين قاموا بتجربة استخدام الكومبوست فقد لوحظ  استحسان كبير لدى المزارعين من  المنتج المقدم  ورغبة المزارعين في  تعلم أفضل الطرق العملية لتصنيع الكومبوست. 

النباتات الطبية والعطرية

وكانت وزارة الزراعة شرعت بتوزيع أكثر من 30 ألف شتلة زعتر على المزارعين والمهتمين، من خلال مشروع الزراعة النموذجية للنباتات الطبية والعطرية، وذلك بمحررة العاشر من رمضان، ضمن مشروع الزراعة العضوية .

وقال م. رائد السقا المشرف علي مشروع النباتات الطبية والعطرية بالوزارة: "إن مشروع الزراعة النموذجية بدأ تنفيذه من خلال توزيع أشتال نبات الزعتر علي المزارعين والمهتمين بهدف تشجيع الزراعة العضوية بدلاً من استخدام الكيماويات".

وأوضح السقا أن الوزارة زرعت الزعتر في محررة "العاشر من رمضان" (جديد سابقاً) في خان يونس، بهدف توزيعه على المزارعين مجاناً، مشيراً أن أولى مراحل عملية توزيع الأشتال بدأت في محافظة الوسطي، حيث تم توزيع 30 ألف شتلة علي المزارعين. 

وبين السقا أهمية زراعة النباتات الطبية والعطرية خاصة أنها قليلة في استهلاك المياه وتدخل في الكثير من الصناعات سواء الصناعات الغذائية أو الصناعات الدوائية، بالإضافة إلى أنها مقاومة لظروف البيئة وتتحمل الجفاف، كما أن هذه النباتات تدخل في النمط الحديث للزراعة العضوية، عوضاً عن ارتفاع العائد المادي لمنتجات النباتات الطبية.

وقال السقا أن إجمالي الأشتال في محررة العاشر من رمضان تبلغ "نصف مليون شتلة"، سيتم توزيعها على الراغبين في نهج الزراعة العضوية، وذلك بعد أن يتم تسجيلهم في مديريات الزراعة في محافظات غزة.

 وأضاف "إن الزعتر والمرمية يُعتبران من النباتات المحمية، ونظراً لمنعها بفعل إغلاق المعابر واستمرار الحصار الصهيوني، تم التفكير بتطبيق سياسة إحلال الواردات وإلي خلق اقتصاد زراعي مقاوم"، مؤكداً أن الوزارة بدأت باستخدام الزراعة العضوية لتقليل استهلاك المياه والأسمدة و أن عام 2010 سيكون عاما للزراعة العضوية.  

 

 

البث المباشر