الرسالة نت – أحمد الكومي
نظمت الإدارة العامة للإرشاد والتنمية الريفية بوزارة الزراعة، صباح الأربعاء، يوماً حقلياً لتقليم العنب البذري بطريقة التربية على المعرشات.
وحضر اليوم الحقلي، الذي نُظِّم بأرض المزارع "أبو وائل بدوي" في منطقة "تل الإسلام" بغزة، د. إبراهيم القدرة وكيل وزارة الزراعة، وثُلة من المزارعين وأصحاب الحقول الزراعية، وجموع الإعلاميين الذين توافدوا لتغطية الفعالية الزراعية.
واستهلت الزراعة يومها بتقديم إرشادات للمزارعين حول طرق تقليم العنب، وأهم الآفات والأمراض التي تغزو الشجرة وتحول دون قدرتها على الإنتاج وعدم صلاحية ثمارها للتسويق.
وشهد اليوم الحقلي مشاركة واسعة من شريحة المزارعين، الذين ما فتئوا يطرحون تساؤلاتهم على مهندسي وخبراء وزارة الزارعة، كي ينهلوا بمعلومات وإرشادات قد تهدي إلى ضالتهم في الحصول على إنتاج وفير من محصول العنب، يُدر عليهم دخلاً مالياً مناسباً.
ويعتبر محصول العنب "الأول" من بين محاصيل الفاكهة من حيث الإنتاج العالمي، ويزرع في معظم الدول العربية، ومنها في فلسطين، حيث تبلغ المساحة في الضفة المحتلة أكثر من 70 ألف دونم، وفي قطاع غزة أكثر من 5 آلاف دونهم.
محاصيل استراتيجية
وفي السياق ذاته؛ أكد د. إبراهيم القدرة وكيل وزارة الزراعة، تركيز وزارته على المحاصيل الإستراتيجية في قطاع غزة، ومنها محصول العنب، بغرض سد الفجوة الغذائية، وصولاً لتحقيق إنتاج ذاتي.
وقال إن الزراعة بغزة أولت عناية خاصة بمحصول العنب، عبر برنامج مكثف يقوم على التقليم والتوريق، لتبعث برسالة واضحة لمزارعي القطاع بأن الوزارة لم تألوا جهداً في مساعدتهم وتأمين كل ما يحتاجونه في سبل إحقاق تنمية زراعية مستدامة.
وذكر القدرة بأن الزراعة نجحت العام الماضي في إنتاج أكثر من 4200 طن من محصول العنب، متوقعاً زيادة هذه الكمية العام الحالي لتصل إلى 6 آلاف طن، أي بزيادة مئوية تقدر بـ30%.
وأشار إلى أن نسبة المساحات المزروعة بمحصول العنب في قطاع غزة تقدر بـ6400 دونم، مشدداً حرص الوزارة في الآونة الأخيرة على تقليص فجوة الإنتاج عن الأعوام الماضية.
التقليم وأهميته
وفي لمحة سريعة حول طرق وأهمية تقليم العنب في الحقول الزراعية، فإن التقليم يعرف بأنه فن وعلم، يقصد به إزالة أجزاء خضرية من الشجيرات، سواء كان ذلك قصبات أو دوابر أو أوراق، وفي العادة يزال عند التقليم حوالي 50-90% من النموات عمر السنة.
وتكمن أهمية التقليم بالمساعدة في تكوين شكل الشجرة، والمحافظة عليها، لتسهيل العمليات الزراعية الخاصة بها، إضافة إلى التوزيع الجيد لوحدات الإثمار على الشجيرات لضمان إنتاج محصول عالي الجودة وذو مواصفات مرغوبة.
ويهدف التقليم أيضاً إلى تنظيم نمو الشجرة بإحداث توازن بين مجموعها الخضري والجذري، بحيث تكون قادرة على تغذية نفسها بشكل جيد وإعطاء محصول منتظم سنوياً.
وتجدر الإشارة إلى أن القائم على عملية التقليم ينبغي أن يكون على دراية تامة بطبيعة الحمل في شجيرة العنب، وموقع البراعم الخصبة، التي ستعطي إثماراً جيداً.
والجدير ذكره؛ أن العنب اعتبر من المحاصيل المقاومة؛ نظراً لإمكانية الوصول به إلى الاكتفاء الذاتي، ولأن طريقة زراعته وتكاثره وخدمته ميسرة، علاوة على أن احتياجاته لمستلزمات الإنتاج قليلة والعائد المادي جيد.
وقد تعرضت شجرة العنب في قطاع غزة لاعتداءات وتجريف من قبل قوات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى وحرب الفرقان، وجرى تجريف أكثر من 3 آلاف دونم.