قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد جمود مشاورات الحكومة.. المصالحة تقف عند التوقيع

غزة- شيماء مرزوق

انتهت العاصفة الثلجية التي ضربت الاراضي الفلسطينية والمنطقة في الاسبوع الماضي,  لكن اثارها ما زالت باقية, فالجمود انعكس على كل شيء حتى ملفات المصالحة، "اللقاءات والزيارات والمشاورات", لتعود الاتهامات المتبادلة بين الاطراف عن المتسبب في هذا الجمود.

وعلى الرغم من أن الانقسام الفلسطيني أصبح حالة معقدة ومركبة، وتحول الى نوع من الخلافات البنيوية، إلا أنه ليس من الصعب تجاوز كل المعوقات وصولا الى مرحلة التوحد السياسي, ولا بد من اعتماد المرحلية في انهاء الانقسام حتى يبنى على اسس ومقومات ثابتة بحسب الخبراء, وعليه فالمصالحة أبعد بكثير من التوقيع على أوراق واتفاقيات لا تستطيع ان تشق طريقها على الارض.

التوقيع الاسهل

وفي هذا السياق اكد د. هاني البسوس المحلل السياسي ان اشكالية المصالحة تكمن في تنفيذ البنود المتفق عليها والتي تواجه الكثير من العقبات الداخلية والخارجية, معتبرا ان التوقيع هو أسهل ما في الامر, والصعوبة تكمن في التطبيق على ارض الواقع.

ولفت الى ان العقبات التي تعيق التنفيذ كثيرة اهمها اختلاف التوجهات العامة بين أطراف الخلاف وعدم وجود ثقة, بالإضافة الى المعيقات التي يضعها الاحتلال واخرها رفضه اجراء الانتخابات في الضفة الغربية والقدس المحتلة وهو ما يعيق تشكيل حكومة التوافق, الى جانب الضغوط الدولية المستمرة حتى الآن.

واعتبر البسوس ان التوقيع على الاتفاق يؤكد وجود نوايا حسنة وان كانت بشكل جزئي, موضحا انه بعد اتفاق الدوحة ساد التفاؤل واعتقد الجميع ان تشكيل الحكومة سيكون خلال ايام, الا ان تبادل الاتهامات بين الطرفين عاد ليؤكد بان تنفيذ أي خطوة في المصالحة سيواجه صعوبات كبيرة.

وأشار الى ان كل ما تم الاتفاق عليه بين فتح وحماس لم ينفذ منه الا القليل، فلجان المصالحة خلال الاشهر الماضية لم تطبق قراراتها على ارض الواقع, وهو ما يزيد من التشاؤم في الشارع الفلسطيني, مؤكداً ان الحكومة هي اسهل الخطوات في المصالحة, فهناك ملفات معقدة للغاية لم يجر الخوض بها بعد.

بدوره قال المحلل السياسي خليل شاهين أنه توجد عوامل كثيرة تؤثر على المصالحة أهمها الضغوط الخارجية التي ما زالت تؤثر على الحالة الفلسطينية في ظل ضعفها وانقسامها", متابعاً "فتح والرئاسة لديها رهانات على أقطاب دولية والعملية التفاوضية وتحاول دائماً التأجيل الى حين الرد على رسائل لم ترسل بعد".

وأضاف بأنه لدى حماس الميل نحو انتظار التطورات العربية وخاصة انتخابات الرئاسة المصرية, الى جانب ما تطالب به من ضمانات تتعلق بالانتخابات, موضحاً انه لهذه الاسباب لا يبدو الطرفان في عجلة من امرهما في تشكيل حكومة التوافق والتي مهمتها الاساسية الانتخابات واعادة الاعمار خاصة ان هاتين القضيتين متعلقتان بالجهات الدولية.

وعن اسباب تأخر تطبيق المصالحة على الرغم من الاتفاق على اسم رئيس الوزراء والذي كان عقدة المصالحة طوال الأشهر الماضية، يرى شاهين ان اسم رئيس الوزراء كان وما زال مشكلة في المصالحة، قائلا:" عباس تولى رئاسة الحكومة لعدم التوافق على برنامج سياسي موحد".

وأضاف شاهين "هناك من يعتقد في حماس انه يمكن الالتفاف على الشروط الدولية من خلال تولي عباس لرئاسة الحكومة, وهو خطأ فادح لان الاضرار الناجمة عن تركيز الصلاحيات بيد شخص واحد أكثر من الاضرار التي قد تنتج عن التوافق على برنامج سياسي واحد يواجه كل التحديات الدولية".

واستطرد" الفصائل امام خيارات صعبة اما ان يبقى الانقسام على حاله ويدخلوا في مرحلة ادارة هذا الانقسام أو تشكيل حكومة عباس التي تستجيب للضغوط والشروط الدولية, موضحاً ان المخرج هو التوافق على برنامج سياسي وان تترأس الحكومة شخصية مستقلة, وبعدها يتم الشروع في انجاز باقي الملفات.

وذكر أنه من الخطأ ان تنحصر مهام الحكومة في الانتخابات والاعمار لان الموقف (الاسرائيلي) قد يعيق اجراء الانتخابات خلال الشهور المقبلة, لذلك قد تدوم هذه الحكومة أكثر مما يعتقد البعض.

اما البسوس فلفت الى ان حماس دخلت المصالحة بنية صادقة في انهاء الانقسام, أما فتح فلديها مزاجية في التعامل مع هذا الملف, الى جانب القوى والاطراف المتصارعة داخلها والتي تمنع تنفيذ الاتفاق.

واعتبر ان مزاجية قيادة حركة فتح انسحبت على تشكيل الحكومة وعملية السلام والمفاوضات والبدائل التي تتحدث عنها باستمرار وهو ما جعل تنفيذ المصالحة بعيد المنال, قائلاً "برغم كل الاشكاليات والعقبات والضغوط الدولية و(الاسرائيلية) الا ان القرار النهائي بيد فتح وحماس".

البث المباشر