غزة – لمراسلنا- الرسالة نت
ارتدى بعض الصحفيين بدلات منمقة وربطات عنق وهم ذاهبون إلى مقر نقابتهم صباح أمس الأحد للإدلاء بأصواتهم في انتخابات ديمقراطية هي الأولى منذ نحو أحد عشر عاما في جو كان عارما بالفرحة.
ونعت الصحفيون يوم انتخاب مجلس إدارة نقابتهم بـ"العرس" وذلك تفاؤلا ببيت يجمع شمل الصحفيين المشتتين بفعل التجاذبات السياسية والتلاعبات الأمنية بأوراق النقابة الأولى.
وحضر العرس الذي بدأ في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا في فندق الكومودور بمدينة غزة عدد كبير من القيادات الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني والحقوقيين والنقابيين من مختلف النقابات الفلسطينية.
وقال الصحفي محمد أبو حية إنه توجه للانتخابات بقلب مفتوح، وذلك رغبة منه في المشاركة بهذا العرس الذي يتطلع إلى أن يحقق لهم ما يتمنونه بصفتهم صحفيين "مهمشين"، كما قال.
ويعمل أبو حية محررا في إذاعة صوت الأقصى منذ سبع سنوات لكنه لم يتمكن من الحصول على بطاقة عضوية في النقابة السابقة التي كانت تسيطر عليها حركة "فتح".
وأشار إلى أن فرحته بالانتخابات منقوصة، "لأنها لم تشمل الجسم الصحفي بالضفة الغربية"، قائلا: "للأسف لم يستجب صحفيو فتح لمبادرات إنهاء أزمة النقابة لذلك فالخيار كان صعبا في التوجه لانتخابات في قطاع غزة، ولكننا نتطلع إلى نقابة تجمع الجسم الصحفي وتخرج بصورة مشرفة أمام العالم".
وتمنى أن يفتح مجلس إدارة نقابة الصحفيين الجديد آفاقا جديدة لأعضاء النقابة، وأن يقوم على نسج علاقات مع نظرائهم العرب من أجل تطوير مهارات الصحفيين المحليين.
وقد ترشح إلى انتخابات نقابة الصحفيين 12 صُحفيا من أصل 22 كانوا قد ترشحوا سابقا وانسحب عشرة منهم.
وبلغ عدد أعضاء نقابة الصحفيين الحالية 430 عضوا شارك منهم 333 صحفيا في انتخاب مجلس إدارتهم المكون من تسعة أعضاء بينهم صحافيتان.
واعتلت ابتسامة عريضة شفتي الصحفي محمد بلور وهو يتجه إلى مقر نقابة الصحفيين بغزة، قائلا: "أخيرا سيصبح لدينا نقابة تعبر عنا".
وتمنى بلور أن تكون مشاركته في الانتخابات مساهمة في الحصول على حقوقه الصحفية أسوة ببقية المهن التي يقام لها نقابة خاصة تدافع عن حقوق أعضائها.ووجه بلور نداء إلى مجلس الإدارة الجديد بأن يساهم في الارتقاء بالجسم الصحفي في قطاع غزة وأن يعمل على تسهيل مهماته وأنشطته وأن يساعد في تأهيل الجيل الصحفي الناشئ.
ونافس في الانتخابات ثلاثة من الصحفيين المستقلين هم: (أحمد الزيتونية، وعبد الله التركماني، وعماد عفانة) فيما تقدم تسعة صحفيين آخرين كقائمة واحدة من توجهات سياسية مختلفة كان منهم: (وسام عفيفة، وياسر أبو هين، وسمير أبو محسن، وتوفيق السيد سليم، وأيمن دلول، وخالد صادق وأمية جحا، وأمل الحجار، ويوسف أبو كويك).
وينص النظام الداخلي لنقابة الصحفيين على وجود صحافيتين اثنتين في مجلس إدارة النقابة، لذلك فإن الصحافيتين (حجا والحجار) صعدتا تلقائيا.
ومن المقرر أن تسلم اليوم الإثنين لجنة تسيير الأعمال التي يقوم عليها نحو تسعة صحفيين النقابة لمجلس الإدارة الجديد.
وكان منتدى الاعلاميين الفلسطينيين قد دعا الصحفيين والصحفيات إلى المشاركة في الانتخابات التي وصفها بـ"انتخاب نقابة مهنية حرة" تعمل من أجل الكل الصحفي.
وتأتي انتخابات النقابة بغزة بعد أسبوع من انتخابات أجرتها نقابة رام الله التي تسيطر عليها حركة فتح.
يشار إلى أن المكتب الحركي للصحفيين التابع لحركة فتح أعاق مبادرة شبكة المنظمات الأهلية التي كانت تهدف لتوحيد النقابة في الضفة وغزة والقدس، وذلك بعد أن تقدم بجملة ملاحظات عقب الاتفاق النهائي بينه وبين كتلة الصحفي الفلسطيني.