غزة- الرسالة نت
طالبت اللجنة الوطنية لتقييم الأثر البيئي للعدوان الإسرائيلي على غزة بتشكيل لجنة من الخبراء الدوليين لمتابعة إجراء الفحوصات على عيِّنات من التربة والسكان المحليين لتحديد آثار وتداعيات الحرب، داعية خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم الخميس إلى تحرك سريع لإعادة بناء البنية الاقتصادية التي دمرها الاحتلال، وإعادة بناء وترميم البيوت المدمرة.
وقد أعدت اللجنة تقرير وطني لتقييم الأثر البيئي للعدوان الأخير بعد سلسلة من التقارير المحلية والإقليمية والدولية التي صدرت حول الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة خلال الفترة من 27/12/2008 إلى 18/01/2009. جميع هذه التقارير اتفقت في حكمها على مدى بشاعة وهمجية هذه الحرب وآثارها القاسية والمدمرة على كافة عناصر البيئة الفلسطينية, حيث دعا التقرير إلي وقف الاعتماد على الخزان الجوفي للمياه نتيجة لتلويثه أثناء الحرب, بالإضافة إلي تجريف مساحة 18250 دونم من الأراضي المزروعة أو ما يعادل 17% من الأراضي المزروعة واقتلاع حوالي 410000 شجرة.
خسائر بشرية
وقالت اللجنة: "إن الاحتلال استخدم ما يزيد عن 3 ملايين كيلو جرام من الذخائر، بمعدل 2 كيلو جرام لكل مواطن"، مؤكدة أن معظم هذه الذخائر من المحرمة دولياً كالدايم والفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب".
كما أكدت على ضرورة زيادة أعداد غرف العمليات وأسِرة العناية المركزة وتطوير الخدمات المخبرية في مستشفيات ومؤسسات قطاع غزة الصحية، لمواجهة أزمات صحية مشابهة للحرب على غزة.
وذكر التقرير أن عدد الشهداء بلغ عشية وقف إطلاق النار 1455 شهيداً 82% من المدنيين و35% من النساء والأطفال، 16 من الطواقم الطبية, و5303 جريحاً 49% من النساء والأطفال و38 من الطواقم الطبية, هذا عدا تعرض 15 مستشفى لأضرار بالغة، وتدمير 43 مركزاً من مراكز الرعاية الصحية الأولية وإغلاق 24 مركزاً صحياً.
البيئة الاقتصادية
وأما فيما يتعلق بخسائر الاقتصاد الفلسطيني فقد قدرت بحوالي 4 مليار دولار, حيث تم تدمير 14% من المباني في قطاع غزة, وبلغ إجمالي الخسائر المباشرة للقطاع الزراعي ما يزيد على 173 مليون دولار، وفي مجال البيئة الاجتماعية فقدت حوالي 1700أسرة لعائلها بسبب الوفاة أو الإصابة الناجمة عن الهجمات, بالإضافة إلي تشريد نحو 100ألف فلسطيني من بيوتهم أثناء الحرب، لازال 20ألف منهم لا يجد المأوى البديل, وتدمير نحو 5 ألاف وحدة سكنية تدميراً كاملاً بالإضافة إلى تدمير جزئي لحوالي 50 ألف وحدة سكنية، 10% منها أصحبت غير أهلة للسكن.
وأكد التقرير على أن العدوان الأخير أدي إلي تدمير 18 مدرسة تدميراً كاملاً وتضرر ما لا يقل عن 280 مدرسة وروضة أطفال بأضرار متوسطة أو شديدة، وتدمير 45 مسجداً تدميراً كاملاً و55 مسجداً تدميراً جزئياً.
وطالبت اللجنة بتدريب وتنمية قدرات طواقم المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بالأسلحة والنفايات الصلبة، للتعامل السليم مع مخلفات الذخائر والأسلحة وكيفية إزالتها وإبطال مفعولها.
كما دعت إلى إعادة تأهيل وإصلاح شبكات الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية والدينية، وتطويرها وتنميتها، مشددة على ضرورة تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني والأهلي في تقديم الخدمات الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى تطوير إمكانيات ومرافق التعامل مع النفايات بشكل عام، والخطرة بشكل خاص.
وأكدت اللجنة على أهمية تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وتشكيل لجنة وطنية تشمل تخصصات ومرجعيات مختلفة ومتنوعة تتولى متابعة توثيق جرائم الاحتلال.