قائد الطوفان قائد الطوفان

محطات الوقود.. وحكايات انتظار لتر سولار !

الرسالة نت – أحمد طلبة

على محطة "بهلول" للوقود غرب مدينة غزة, يجلس أيمن بصحبة رفاقه الثلاثة, تتوسطهم "أرجيلة" اتخذوها وسيلة يشغلون بها وقت فراغهم، دخانها أخذ يعج في المكان، ليلخص حكاية انتظار لأكثر من 12 ساعة يومياً.

"الرسالة نت" شاركت الشباب ساعات الجلوس الطويلة أمام محطات الوقود؛ لتقص حكايات الانتظار, في رحلة البحث على "لتر سولار".

الشاب أيمن صاحب الـ 26 عاماً, لم يجد سوى وسيلة يملأ فيها ساعات فراغه الطويلة بصحبة رفاقه, أملاً في الحصول على كمية من الوقود, ليسد رمق سيارته المتعطشة لرائحة السولار في ظل الأزمة الخانقة.

ومنذ أكثر من شهرين يعاني القطاع المحاصر من أزمة وقود حادة بعد أن شددت مصر إجراءات دخول المحروقات عبر الأنفاق الأرضية التي حفرها الغزيون لمواجهة الحصار (الإسرائيلي) المستمر منذ خمس سنوات.

وفي قطاع غزة نحو ستين ألف مركبة تحتاج إلى نحو ثلاثمائة ألف لتر من البنزين والسولار لتعمل بالحد الأدنى يوميا.

تبدأ من المساء

أيمن الذي يمتلك سيارة أجرة, يعمل من خلالها على خط نقل الركاب لكسب قوت يومه, وبعد الانتهاء من عمله, تبدأ فصول البحث عن تذكرة حجز على إحدى محطات الوقود, في محاولةً للظفر بكمية من السولار تكفيه لممارسة عمله في اليوم التالي.

رويتن الانتظار ورحلة الحصول على السولار تبدأ مع اقتراب ساعات المساء, بعد اتصال من أحد أصدقائه يفيد بأن المحطة "الفلانية" يتوفر لديها السولار, فيذهب مسرعاً بصحبة رفاقه؛ ليبدأوا سوياً مشوار الساعات الطويلة الذي يستمر حتى طلوع الفجر.

علامات الضجر واليأس بدت واضحة على ايمن ، فقد ينتظر ساعات طوال ليظفر أحياناً بالكمية المطلوبة من الوقود, في حين تأتي أوقات يعجز فيها الحصول ولو على لتر واحد من الوقود, الأمر الذي يثير غضبه.

يشغله بالدردشة

محمد أبو علبة -24عاماً- يشغل وقت الانتظار أمام محطات الوقود, بالحديث والدردشة مع الناس المتواجدين, الذين يقتربون من سنه؛ لإمكانية إيجاد فرصة للكلام في موضوع من ذات الأهمية المشتركة.

دردشات ومواضيع تمتد لساعات ما قبل الفجر أو بعده أحياناً, تتمحور غالباً عن مواضيع تمس صالح الشباب من عمره, ولا تكاد تخلو أحاديثهم من فصول المعاناة والأزمات التي يعيشها قطاع غزة, من قطع للكهرباء والوقود.

شحنة من الأمل ارتسمت في عيني أبو علبة بأن تنتهي أزمتي الكهرباء والوقود, لكي تزول مشاهد الانتظار أمام المحطات بحثاً عن السولار, مناشداً الجهات المختصة للتدخل العاجل والفوري لإنقاذ القطاع من كوارث حقيقة قد تحدث نتيجة الوضع السيء.

انتظار "ع الفاضي"

"على بخت الحزينة, سكرت المدينة" ..مثل شعبي لخص حال الحاج أبو رياض في حديثه –الممزوج بالسخرية والتهكم- عن مشوار الساعات الطويلة, ففي إحدى المرات جلس ينتظر من الساعة السابعة مساءً حتى آذان الفجر, أملاً في الحصول على ما يلبي رغبته.

وبسبب نفاد السولار, توقفت سيارة أبو رياض عن العمل تماماً, الأمر الذي استدعى الاستعانة بالشباب المتواجدين لسحبها نحو المكان المخصص للتعبئة, وما إن وصلت حتى بدأ يندب حظه؛ لأن الماكينة بدأت بضخ الهواء, في إشارة منها إلى انتهاء موعد عملها.

ولكن ما باليد حيلة .. لم يكن من أبو رياض إلا استدعاء الشباب مرة أخرى, لإبعاد سيارته عن مجرى السير داخل المحطة, ويجلس منتظراً بداخلها حتى بدأ الحركة في الشوارع, وشفتاه ترددان "اللي ما الو بخت لا يتعب ولا يشقى".

بدوره، أكد وزير النقل والمواصلات في الحكومة الفلسطينية د. أسامة العيسوي أن قطاع النقل من أكثر القطاعات تأثرا بأزمة الوقود التي يمر بها القطاع، مؤكدا أن الأزمة أثرت على تنقل الطلاب وعلى نقل البضائع ووصولها للمستهلكين.

 

البث المباشر