وسط الحشود التي حضرت حفل افتتاح رفُع الستار عن أكبر خارطة لفلسطين التاريخية، وارتفعت أعين الحاضرين تلمع من بينها عين عبد الله بشير حمد -صاحب الفكرة لتلك الخريطة التي صممها حمد بمساحة (200 متر مربع) لينطلق بها من حصار غزة إلى العالم ويدخل بها موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية العالمية.
و ينحدر حمد من قرية "سمسم" المهجر أهلها، وهو السبب الرئيسي الذي دعاه للانطلاق بفكرته أملا في العودة والتصدي لكل محاولات الإحتلال التزوير والتضليل للتاريخ والهوية الفلسطينية.
وأوضح حمد لـ"الرسالة نت" أنه كان بصدد صناعة خارطة بمساحة (712 متر مربع) إلا أن عدم توفر المبنى الضخم ومحدودية الإمكانيات حالت دون ذلك، لافتاً إلى أن الفكرة تولدت عنده منذ ثلاثة أعوام ونيف حاول خلالها اللجوء لكافة الجهات الرسمية والحكومية لتبني فكرته إلا أن بعضاً من المعوقات كانت السبب في تأخره.
وعن العراقيل التي واجهته منذ البدء في صناعة الخارطة قال: "كانت صعوبات مادية وسياسية كون أن خريطة فلسطين تتعارض مع مخططات العدو الصهيوني والسياسات الأخرى".
واستدرك: "إلا أن دعم رئيس الوزراء الفلسطيني لي والتشجيع الأكبر من والدي أعطاني دافعا كبيرا للانطلاق بها"، موجهاً شكره لدائرة شئون اللاجئين التابعة لحركة حماس كونها الممول الأساس للمشروع، بالإضافة إلا أصحاب الفضل عليه –وفق قوله- الأشخاص الثلاثة الذين عملوا على صناعتها ليل نهار، والخبراء الجغرافيين والمصممين والمنتجين الذين سعوا جاهدين لإظهار خارطة فلسطين بأبهى صورة.
وبخصوص التواصل مع لجنة غينيس، ذكر اللاجئ الفلسطيني أنه تم عن طريق التواصل من قِبَل والده مع مندوبها في غزة، حيث أوضح لهم الفكرة وحجم الخارطة حتى توصلوا من خلال دراساتهم وتحقيقاتهم إلى أنها الأكبر عالمياً كون أن الخريطة التي سبقتها كانت في كرواتيا وهي بمساحة (66 متر مربع)، كما قال.
ولم يستطع الشاب عبد الله إخفاء شعوره قائلاً: " أفتخر بوطنيتي وبمساهمتي في أن تظل الخارطة مرسومة في ذاكرة أطفال ورجال ونساء فلسطين"، موجهاً رسالته للعدو الصهيوني بـ"أن فلسطين باقية لا محالة، وأنها للفلسطينيين رغم أنف المعتدين".
وأثناء تجوال "الرسالة نت" بين ذوي حمد والحاضرين الذين جاءوا لتشجيعه ، قال شقيه "عبيدة" "أفتخر بصناعة أخي لخارطة فلسطين وسوف أغرسها في قلبي"، أما استاذ الجغزافيا "بشير " الشقيق الأكبر لحمد فتمنى أن تكون هذه فاتحة خير لجسر العودة إلى القرى والبلدات التي هجر أهلها قسراً عام 48.
بدوره، وجه وزير الأسرى عطا الله أبو السبح –والذي تحدث نيابة عن رئيس الوزراء - رسالة إلى كل التربويين مفادها "أن تكون خارطة فلسطين حاضرة في المدارس والجامعات كافة سعياً لترسيخها وغرسها في عقول ومبادئ الجيل القادم، الذي وصفه بـ"جيل النصر والفتح".
من جهته، اعتبر مصطفى الصواف –وكيل وزارة الثقافة- اطلاق أكبر خارطة لفلسطين في العالم تأكيداً على بقاء الحق الفلسطيني ليس فقط على الخارطة أو الجدران إنما في داخل القلوب، وليبطل مقولة العدو الصهيوني التي تقول بأن "الكبار يموتون والصغار ينسون" فجاءت هذه الخارطة لتقول "بأن الصغار أكثر تمسكاً بفلسطين من الكبار".
في نفس السياق، تحدث عصام عدوان – رئيس دائرة شئون اللاجئين- بصفته الجهة الحاضنة لهذه الفكرة بأن انطلاق هذه الخارطة جاء تزامنا مع ذكرى النكبة في الخامس عشر من مايو الحالي، وبمناسبة هذه الذكرى كان هذا العرض بصقته عملاً رمزياً ليدلل على أننا متمسكون بكامل فلسطين وبكل ذرة تراب منها، ولترسيخ مبدأ أساسي بـ"أن فلسطين كاملة غير منقوصة هي ملك الشعب الفلسطيني".
وأفاد أن الخارطة ستبقى معروضة طوال شهر مايو الجاري، مبيناً نيتهم إظهارها في كل ذكرى سنوية؛ ليتمكن كل الشعب الفلسطيني من الاطلاع على قراهم التي هجر أجدادهم منها قصرا لتغرس في قلوبهم.
ونوه إلى أن دائرة شئون اللاجئين تكفلت براعية وانشاء الخارطة وتصنيعها، مشيداً بجهود صاحب الفكرة ومنفذها وقال "اليوم نعرضها صورة وغداّ سنراها عياناً بإذن الله".
وبدخول خارطة فلسطين موسوعة غينيس، يعلوا الصوت الفلسطيني الذي دائماً ما يصدح بحقه في وطنه وأرضه وأنه "لن يضيع حقُ وراءه مطالب" .