خطف يونس بلهندة النجم المغربي في صفوف بطل الدوري الفرنسي مونبيليه، الأضواء بشكل واضح, الأمر الذي جعل معظم كبار أوروبا أن يرسلوا كشافتهم لمشاهدة صانع الألعاب المبدع ومتعدد المراكز والأفكار وأحد أسرار مفاجأة الموسم الفرنسي.

المهتمون كثر؛ فالقائمة وحسب تقارير إخبارية منذ بداية هذا العام ضمت عمالقة مثل بايرن ميونخ ومانشستر سيتي وريال مدريد، كما أنها ضمت فرقاً طموحة مثل باريس سان جيرمان وتوتنهام، لكن السؤال أين يجب أن يذهب النجم المغربي؟.

بداية يجب أن نفهم أن دور يونس حيوي جداً في عالم كرة القدم، فهو صانع الألعاب والعقل المفكر ويتميز بأنه جيد من ناحية الضغط على الخصم عند الدفاع، لمساته قاتلة وسرعته جيدة ومهارته ملفتة للنظر، هذا كله يجعل ابن الـ 22 عاماً موهبة قادرة على خلق الفارق أينما حلت.

أين يجب أن يذهب؟

يونس في هذا السن يحتاج لفريق يعطيه مكاناً أساسياً منذ اليوم الأول وبنفس الوقت يصبر عليه لو لم يحالفه التوفيق في البدايات، لذلك يجب عليه تجنب الكبار جداً المنافسين على الألقاب في البطولات الكبرى, لأنهم لن يصبروا على ضياع نقطة واحدة وقد يجد نفسه في ورطة سريعة تقضي على موهبته.

التجنب الآن لا يعني بأن ينسى حلمه وإنما أن ينتظره قليلاً، فقد لاحظنا تطور إدين هازارد تكتيكياً وفنياً وذهنياً بسبب استمراره مع ليل موسماً أخرا وهو الآن يبدو جاهزاً لأي تحدٍ جديد، لذلك فإن خيار البقاء مع مونبيليه ليس بالسيء لموسم واحد خصوصاً أنه يسهل رحيله بعد ذلك بدلاً من الانتقال لفريق أخر من ثم ينتقل، هذا الخيار من شأنه منح يونس مزيداً من الخبرة حيث سيلعب في دوري الأبطال وتجربة اللعب تحت الضغط لسببين؛ لأنه الآن يلعب مع الفريق حامل اللقب ولأنه الآن بات نجماً مطالباً بلعب كل مباراة بشكل جيد، هذه التجربة مهمة جداً قبل الانتقال للمرحلة التالية لذلك عليه أن يحاول الاقتداء بإدين هازارد وعدم الاستعجال، فالموضوع ذكاء وليس عناد ومكابرة.

ويملك يونس خياراً آخرا وهو الانتقال لفريق في دوري قليل الضغط ليلعب مع فريق أكبر من الحالي، حيث يمكنه اللعب مع باريس سان جيرمان وهو فريق طموح قادر على المنافسة أكثر في أوروبا وهناك يكون الصبر ممكناً عليه لو حصلت أية مفاجأة.

ما سبق لا يقلل من قيمة يونس، وإنما يشرح الطريق السليم في بناء مسيرة احترافية صحيحة تخلو من المفاجآت السلبية، فهو لاعب يملك موهبة فذة وانتظاره عاماً لا يقلل من شأنه أبداً وإنما سيأتي له بفوائد أكبر ويكفي أن نعرف بأن زين الدين زيدان غادر بوردو عندما كان عمره 24 عاماً أي أكبر من يونس حالياً بعامين.