رغم إعلان جماعة مرتبطة بـتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن تفجير صنعاء الذي وقع الاثنين بمقر أمني في العاصمة اليمنية وراح ضحيته نحو مائة قتيل فضلا عن مئات الجرحى، إلا أن ضابطا يمنيا يعتقد أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأقاربه الذين ما زالوا يسيطرون على مفاصل الجيش وقوات الأمن، ليسوا بمنأى عن هذا الحادث.
وخلال زيارة يقوم بها حاليا للعاصمة المصرية القاهرة، قال المقدم صادق العبدي إنه يعتقد أن بقايا نظام صالح الذي تنحى عن السلطة بمقتضى المبادرة الخليجية التي طرحت بعد أشهر من ثورة الشباب اليمني في الساحات المختلفة، هم المسؤولون الحقيقيون وراء هذا التفجير وذلك بهدف إثارة القلاقل وإفساد فرحة اليمنيين برحيل صالح.
ويقول العبدي إن تفجير الأمس يتضمن رسالة ذات شقين أحدهما موجه إلى الشعب اليمني من أجل إثارة الرعب والقلاقل ومحاولة الإيحاء لليمنيين بأن زمن الرئيس المخلوع أفضل من غيره، في حين تستهدف الرسالة الأخرى الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي وتريد إخباره بأن أنصار صالح لا يزال بإمكانهم فعل الكثير.
وفي محاولة للتدليل على مصداقية تحليله، يوضح العبدي -الذي سبق له الانشقاق عن نظام صالح إبان الثورة- أن منطقة السبعين التي وقع فيها التفجير هي منطقة مغلقة بشكل تام وتقع تحت سيطرة الحرس الجمهوري والأمن المركزي وعليها حراسات مشددة من الجهتين، وبالتالي من شبه المستحيل أن تنجح عناصر خارجية في اختراقها.
شيء مريب
ويضيف العبدي أن التفجير وقع بعد يوم من إعلان دخول صالح إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج، مشيرا إلى أن كثيرا من اليمنيين توقعوا أن يكون ذلك مقدمة لشيء مريب يتم الترتيب له، مشيرا إلى أن أحد الكتاب اليمنيين كتب حول هذا المعنى بالفعل قبل ساعات من التفجير.
كما يستبعد الضابط اليمني أن تكون لدى تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به في اليمن قدرة على ترتيب تفجير مثل هذا، خاصة أن القاعدة تتعرض حاليا لضربات شديدة من القوات اليمنية في كل من أبين وشبوة، كما أن القاعدة ليست بالقوة التي يحاول البعض تصويرها بها على الدوام.
وأشار العبدي إلى أنه رغم مرور أسابيع على تخلي صالح عن السلطة، إلا أن أقاربه ما زالوا يسيطرون على مفاصل الجيش، وفي مقدمتهم نجله أحمد الذي يرأس قوات الحرس الجمهوري والتي تتكون من 37 لواء لديها أفضل أنواع التسليح بشكل يفوق الجيش اليمني نفسه.
ويعتقد العبدي أن الرئيس هادي يتقدم بثبات نحو سحب البساط من تحت أقدام عائلة صالح، لكنه لا يزال يواجه الكثير من الصعوبات بسبب تغلغلهم حتى في مستوى القيادات الوسيطة سواء في الجيش أو الشرطة.