موَّلها البنك الإسلامي للتنمية

أسر في غزة تُودِّع الفقر بمشاريع صغيرة

غزة - الرسالة

في إحدى أسواق مدينة غزة تعمل المواطنة الفلسطينية ريم صالح إلى جانب أبنائها في محل للمجمدات "لحوم وأسماك وخضراوات" تمكنت من افتتاحه مؤخرًا بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتنفيذ الإغاثة الإسلامية.

وتشعر صالح بسعادة وراحة بال بعد افتتاح المشروع الذي كانت بـأمس الحاجة إليه لأنها أرملة تعيل 11 شخصًا من بينهم ابنان متزوجان يعيشان في المنزل نفسه، وتنتظر حفيدين خلال الأشهر القادمة.

وتستذكر وهي من سكان حي الشيخ رضوان وضعها الصعب قبل المشروع قائلة: "الوضع المادي للبيت كان صعبًا جدا قبل تمويل هذا المشروع، مما كان يؤثر سلبيا على نفسية الأطفال".

وتستدرك: "بعدما تم تمويل مشروع محل المجمدات أصبح الوضع أفضل بكثير مما كان عليه سابقًا، وتحسن مستوى الأطفال في المدرسة، كما تحسنت نفسياتهم بعد الألعاب والملابس الجديدة التي وفرتها لهم من أرباح المشروع".

أطفال المواطنة الغزية كانوا سابقًا يطلبون الألعاب واحتياجات خاصة بالمدرسة، فتقف الأم عاجزة حزينة لأنها لم تكن تستطيع توفير احتياجاتهم.

وتشكر صالح الجهات الممولة على ما تقدمه من خدمات تحسن وضع الأسر الاقتصادي ويعود بالخير عليها وعلى أطفالها ليصبحوا مثل بقية أطفال العالم.

وليس بعيدًا عن السوق تقف المواطنة الفلسطينية ماجدة أبو شعبان وسط محل لملابس الأطفال والنساء في أحد شوارع منطقة الصبرة -من المناطق المكتظة بالسكان في مدينة غزة- مستقبلة الزبائن بوجه بشوش.

وأبو شعبان أرملة تعيل 11 شخصًا جميعهم يعتمدون بصورة أساسية عليها، وتقول: "ساعدني المحل في الاعتماد على نفسي ودعم أسرتي بدلا من طلب المساعدة من الآخرين"، مؤكدة أن المشروع الصغير ساهم في تحسين ظروف حياتها.

وتتابع: "لا يوجد الآن علي ديون مثلما كانت الحال في السابق، فقد كنت أتوجه للأقرباء لآخذ منهم المال لإعالة أسرتي وأشتري الدواء لي ولأمي والغذاء للأطفال".

وتعاني الأرملة من عدة مشكلات صحية منها مشكلات في السمع وضعف الدم، وكذلك تعاني ابنة أختها نفسيا بعد الحرب في 2009.

وتضيف أبو شعبان: "لقد ساعدتني منحة البنك الإسلامي كثيرًا لأطور محلي وأشتري البضاعة، وكلما تبضعت أكثر يزداد عدد الزبائن ويزداد الربح (...) شكرًا لكل من ساهم في دعمي لأعيل أسرتي بكرامة دون الحاجة للديون".

وقد موَّل مشروع تمكين الأسر اقتصاديا إنشاء مطبخ للمأكولات الشرقية في مدينة غزة يملكه المواطن يحيى شلدان الذي يعمل فيه مع أربعة من أبنائه.

وكان شلدان يعاني من حالة نفسية لعدم مقدرته على سداد ديونه وعدم تلبية رغبات أبنائه التسعة، وخصوصا أن خمسة منهم يدرسون في الجامعات ولم يكن بمقدرته توفير مصاريف دراستهم الجامعية، مما جعل وضعه الاقتصادي صعب جدًا.

ويقول الرجل: "قبل أن يمول مشروعي كان وضعنا الاقتصادي متدنيا جدا، وأعاني من ديون كثيرة لعدم مقدرتي على تعليم أبنائي وتوفير قوت يومهم، ولكن بعد تمويلي لفتح مطبخ للمأكولات تحسن وضعنا، وبدأت بسداد الديون وتلبية رغبات أبنائي والصرف على دراستهم".

ويطالب شلدان الجهات الداعمة بالاستمرار في تخفيف معاناة الفقراء في قطاع غزة عبر تمويل المشاريع الصغيرة للأسر المحتاجة.

ويفيد البنك الإسلامي للتنمية أنه تم التعاقد مع ثلاث جهات -برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، والهلال الأحمر القطري، والإغاثة الإسلامية- لتنفيذ مشاريع تشمل التمكين الاقتصادي والاجتماعي للشباب والأسر الفقيرة، وكذلك تأهيل المعوقين والمؤسسات التي تعمل في المجال.

وقد تم جلب تمويل إضافي لمشروع التمكين الاقتصادي للأسر الفلسطينية، فقد شاركت الحكومة اليابانية بمبلغ 2,6 مليون لعمل مشاريع تمكين اقتصادي للشرائح المتضررة من الحرب يستفيد منها 200 امرأة (ربة أسرة) و200 مسن وقادر على إدارة مشروع و200 من ذوي الاحتياجات الخاصة والقادرين على إدارة مشاريع صغيرة.

البث المباشر