غزة /لميس الهمص
مع تواصل الحصار الإسرائيلي على غزة، يحاول سكان القطاع تنفيذ مشاريع متعددة تحت عنوان تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، فخصصت الحكومة مساحات واسعة من الأراضي الحكومية لزراعة أشجار الفواكه والخضراوات، إضافة إلى مشاريع الاستزراع السمكي والإنتاج الحيواني وغيرها، كل ذلك مواجهة للحصار وللتخفيف من آثاره.
تشجيع الزراعة
وخطت الحكومة في مجال الاعتماد على النفس في شتى المجالات بحسب وزير الاقتصاد المهندس زياد الظاظا حيث حاولت إيجاد مرتكزات للرؤية الاقتصادية أهمها الاعتماد على النفس والإمكانات المحدودة في غزة .
وقال " استطعنا خلال الفترة السابقة أن نزرع أكثر من 400 ألف شجرة مثمرة زيتون وحمضيات ، ونعد لزراعة مليون شجرة زيتون ، ربما نزرع نصفها أواخر الشتاء الحالي ، كما نعد لزراعة مليون شجرة نخيل" .
من جانبه تحدث د. إبراهيم القدرة الوكيل المساعد في وزارة الزراعة أن وزارته تسعى للاكتفاء الذاتي سواء بمشاريع ظهرت نتائجها أو بأخرى على المدى الطويل أو المتوسط على صعيد المنتجات الزراعية والسمكية ، موضحا أن النتائج ظهرت في العديد من أصناف الخضروات والبصل وكذلك البطيخ والشمام الذي لم تستورد منه أي كميات لهذا العام.
وذكر أن سياسة الوزارة تعتمد على حماية المنتج المحلي ومنع استيراده في أوقات الذروة لدعم المزارع، علاوة على تكفل الوزارة بنصف تكاليف الإنتاج كما حصل مع مزارعين البصل الذين قدمت لهم الوزارة نصف تكاليف إنتاج الدونم الواحد.
وبحسب القدرة فإن وزارته لم تستورد هذا العام البطيخ والشمام ، متوقعا أن يزداد الإنتاج للعام المقبل مما سيؤثر على انخفاض الأسعار وزيادة الأرباح للوصول للاكتفاء في جميع أنواع الفواكه وخوصا ما هو موجود من حمضيات وعنب من خلال الحفاظ عليه وزيادة إنتاجه.
وعلى صعيد أشجار الزيتون أشار إلى أنهم تعهدوا للمزارعين بزرع شجرة مقابل كل شجرة قامت بتجريفها قوات الاحتلال فعملوا على تجهيز مشتل ضم مليون شتله زيتون سيتم زراعتها في موسمها ، مبينا أن ذات الأمر يجري مع النخيل فزرعت آلاف من الأشبال سيتم توزيعها على المزارعين المتضررين كونها شجرة مثمرة ولا تحتاج كميات كبيرة من المياه.
الوصول للاكتفاء
وأكد الظاظا على أنهم يحاولون بناء حزام اخضر لغزة من جديد وإنتاج أشجار مثمرة بكل أنواعها ، فالعنب سيكون بشهر ابريل ، كما أننا لن نستورد الشمام والبطيخ والبصل ، مبينا أنهم سيبدءون بجني الخوخ والتفاح في العام القادم والأعوام التي تليه ، والزيتون كذلك .
ولفت إلى مشاريع الاستزراع السمكي والتربية الحيوانية ، جاءت من أجل اعتماد المواطن على إمكانياته الذاتية لاسيما أن قطاع غزة يستورد مائة طن يوميا من الفواكه ، وهناك عجز 1600 طن سنويا من الزيت ، وعجز في الحمضيات.
وتعمل وزارة الزراعة على توفير النباتات العطرية التي يقبل عليها سكان القطاع كالزعتر والميرامية وتستورد من الضفة الغربية ، فعملت الوزارة على توزيع نصف مليون شتلة من النبتتين على المزارعين.
وعلى صعيد الاستزراع السمكي بين القدرة أن الوزارة لديها العديد من الخطط للاستزراع السمكي فهي توفر بذرة الأسماك التي تصلح في المياه العذبة والمالحة وتوزعها مجانا على أصحاب المشاريع ، كما تدعم القطاع الخاص بالتوجه لتلك المشاريع التي لها مستقبل جيد .
وتعمل وزارة الزراعة على توفير السماد العضوي على المزارعين بدون مواد كيمائية ، فوزعته على عينة من المزارعين في عدد من المناطق وبدأ الإنتاج به ، لكن يحتاج لمراكز خاصة لبيع منتجاته لتعريف المستهلك به .
وأشار الظاظا أنهم يبحثون عن قطاع خاص يستكمل مشروع السماد العضوي بعدما أخرجت وزارة الزراعة العينة الأولى ، وكذلك على صعيد الاستزراع.
ويؤكد أنه بعد عامين من الآن لخمسة أعوام ستقوم صناعات غذائية على المنتجات الزراعية ، لاسيما وأن القطاع سيصل لشبه اكتفاء ذاتي في الزيتون .
ارتفاع الأسعار
وحول ارتفاع الأسعار الذي يسببه منع الاستيراد قال القدرة:" الوزارة تعمل على الموازنة بين المزارع والمستهلك فيكون ارتفاع الأسعار لفترة محدودة".
وتوقع أن تنزل الأسعار في العام القادم بعد دعم المنتج من قبل الحكومة وزيادة المساحات المزروعة ، منوها أن الحكومة تتدخل بالاستيراد أو تخفيض الأسعار عند الحاجة.
وأوضح أن المشاريع متوسطة المدى ستظهر نتائجها خلال الثلاثة أعوام القادمة وذلك على صعيد النخيل والزيتون والخضروات والفواكه ، لافتا إلى أن المشاريع طويلة المدى تهدف لتغير النمط الزراعي بالكلية وجعله مقاوم يتجاوب مع كل التغيرات ويتحمل أي نوع وكمية من المياه .
وأكد على أن جميع المشاريع التي نفذها الوزارة كانت في ظل الحصار، ووجدت لمقاومته ولن تتأثر بأي تشديد له.