عباس زاد عدائية لحماس بعد فوزه بالتزكيه
عباس زاد عدائية لحماس بعد فوزه بالتزكيه
غزة- الرسالة نت "
استقل الوفد الأمني المصري قطاره منطلقا صوب الأراضي الفلسطينية في زيارة خاطفة ،لترطيب الأجواء الحارة بين حركتي فتح وحماس قبل انعقاد الجولة المقبلة من الحوار والتي طالبت فتح صباح اليوم تاجيلها بحجة انعقاد المجلس الوطني.
زيارة الوفد المصري التي استمرت يومين كانت اعتيادية، فهي لم تحقق أي تقدم ملموس يمكن أن يبعد الطرفان عن شفير الهاوية، ويعيد اللحمة إلى قطبي الوطن المتناحر في ظل تشبث الحركتان بمواقفهما.
فتح وتاجيل الحوار
ولعل ما يعرقل الجهود المصرية ما كشفت عنه مصادر مطلعة أن حركة فتح طلبت من الوفد الأمني تأجيل الجولة المقبلة إلى ما بعد اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني المقرر عقده قبل يوم واحد من موعد جلسة الحوار.
ويعد ذلك المطلب الثاني لحركة فتح في تأجيل تلك الجولة التي أرجأتها بسبب مؤتمرها السادس، لتتلاشى آمال البعض في التوقيع على اتفاق ينهي حالة الخصام.
ورغم اقتناع الوفد المصري بأن التأجيل سيعرقل الجهود الرامية للحلول، إلا أنه وعد فتح بطرح قضية التأجيل على قادة حماس التي اعتبرت سابقا ان انعقاد جلسة المجلس الوطني غير قانونية وستكرس الانقسام.
وكان عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية قال: إن الوفد الأمني المصري طرح مقترحات جديدة لتقريب وجهات النظر بين الحركتين سعيا لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وسيتوجه إلى دمشق للقاء قيادات حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية في محاولة لتسوية الخلافات حول القضايا العالقة ومنها تشكيل الحكومة والانتخابات والأوضاع الأمنية في قطاع غزة وكيفية إعادة بناء الأجهزة الأمنية.
اعتقالات مستمرة
غير أن ذلك التفاؤل بحاجة إلى عوامل تحفيزية على أرض الواقع، ففتح لا زالت تعتقل ما يزيد عن 1000 من أنصار حماس التي تطالب بشدة الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في سجون عباس المنتهية ولايته.
وقال الدكتور صلاح لبردويل القيادي في حركة حماس للرسالة نت : إن زيارة الوفد الامني المصري واجتماعه مع فصائل عديدة لم يسفر عن أية نتائج ملموسة، وأضاف في حديث "للرسالة" أن حركة فتح وعدت الوفد المصري بالإفراج عن معتقلين سياسيين دون الحديث عن فترة زمنية وآليات محددة، مؤكدا موقف حماس الثابت من الحوار باعتباره الخيار الوحيد لإنهاء الانقسام.
من جانبها حذرت الحكومة الفلسطينية في اجتماعها الأسبوعي من اتخاذ قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لخطوات خارج إطار ما اتفق عليه في حوارات القاهرة وعقد جلسات للمجلس الوطني دون توافق وطني، سيشكل عاملا جديدا من عوامل تكريس الانقسام الذي تقوم به القيادة المستنفذة في رام الله ويعطي دلائل جديدة على عدم الرغبة في إيجاد حلول توافقية تعيد الوحدة واللحمة لأبناء الشعب الواحد.
ويقول المحلل السياسي طلال عوكل :" من غير المحتمل توقيع اتفاق في الجلسة القادمة، فالوقت قصير، والجولات المكوكية بين رام الله ودمشق لا تعطي نتيجة كاللقاءات المباشرة.
وأضاف عوكل: حركة فتح بصدد مراجعة دواعي الاتفاق لقضايا الخلاف والمسائل المتفق عليها، مشيرا إلى أن التوتر تفاقم أثناء المؤتمر السادس واندلاع أحداث رفح، ما دعا فتح لطلب التأجيل.
وأكد أنه من غير الممكن إتمام الحوار فهو مرتبط باستحقاقات دولية، منوها ان الولايات المتحدة تحضر لخطة سلام مع الرئيس المصري حسني مبارك مقابل التطبيع العربي والتجميد المؤقت للاستيطان، وقد يأخذ ذلك وقت لتنفيذه.
ومع ذلك يمكن أن تنحرف البوصلة اتجاه القاهرة، إذا ما أفرجت سلطة عباس عن معتقلين سياسيين في الضفة الغربية كالخطوة التي أقرتها حكومة غزة بالإفراج عن 50 معتقلا من فتح.
عباس عدو لحماس
وأثيرت في الآونة الأخيرة وخاصة بعد فوز عباس برئاسة فتح العديد من التساؤلات ، فهل سيصبح عباس صديقا أم سيزاد عدائية لحركة حماس ؟ ومدى تأثير ذلك على جولة الحوار الوطني .
المحلل السياسي أمين دبور ذكر أن محمود عباس سيبقى عدوا لحركة حماس لكنه بعد المؤتمر السادس لحركة فتح زاد عدائية ، لاسيما انه أصبح أمام مهمات رئاسية بشكل اكبر، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني بات يعيش الآن في المرحلة العباسية.
وأضاف دبور في تصريح للرسالة نت أن عباس خلال بقائه وثباته بمنهجه السياسي الحالي سيعمل على حجب عمل حماس من اجل تحقيق مصالحه ونجاحه .
ووافقه الرأي المحلل السياسي نعيم بارود قائلا:"عباس لم يكن يوما صديقاً لحماس بل على العكس هو من كان يقف دائما ضد الحركة من اجل إفشال مشروعها لحل القضية الفلسطينية".
وطالب بارود عباس بأن يقف على مسافة واحدة مع جميع الفصائل الفلسطينية كونه يمثل الأطراف الفلسطينية باعتباره رئيس الدولة، مضيفا أنه ملزم أيضا بالتقرب من حماس وبدعم مشروعها لمواجهة العدو الصهيوني.
*** مهرجان برتوكولي
وحول المؤتمر وتأثيره على جوالات الحوار في القاهرة قال بارود بأنه لا يعتقد بأن مؤتمر فتح السادس سيكون له الأثر في جولات الحوار ، مرجعا ذلك إلى أن المؤتمر لم يبرز قيادة فلسطينية تسهر على راحة الشعب الفلسطيني من اجل أن يصلوا بالقضية لبر الأمان.
وأوضح بارود للرسالة نت أن مؤتمر فتح كان بمثابة مهرجان برتوكولي قامت به حركة فتح لإقناع الإعلام وليس دعما للقضية والمقاومة الفلسطينية.
في حين أشار دبور إلى أن الأمور أصبحت الآن أكثر تعقيدا لان من نجح بمؤتمر فتح هم من كانوا يعيقون عملية الحوار سابقا ، موضحا أن مراكزهم بعد المؤتمر كثرت وأصبحوا في دائرة صناع القرار لأنهم أصبحوا "شرعيين".
وقال:"لا أرى أفقا للحوار لأن قيادات فتح لم تستجب لمطالب حماس ، وان حماس لن تذهب إلى الحوار طالما عناصرها مازالت متواجدة في سجون الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية".
وحول المصالحة بين فتح وحماس بواسطة مصر كما جاء في تصريحات عباس خلال جلسة عقدها قبل أيام المجلس الثوري لحركة فتح واللجنة المركزية للحركة في رام الله.
واعتبر دبور أن فتح مع التيار المسئول عن عملية الحصار وتجويع القطاع فمن الصعوبة إيجاد أفق سياسية قد توصل إلى ذلك ، لافتا إلى أن ذلك يمكن حدوثه في الوقت الذي تعمل فيه فتح على تنقية الأجواء وعلى رأسها قضية عناصر حماس المتواجدة في سجون الأجهزة الأمنية ، مبينا أن ذلك مستحيل على فتح لأنها مرتبطة بالمشروع الأمريكي.
وذكر دبور أن عباس خلال المؤتمر كان توتريا وليس توحيديا كما يجب أن يكون، مرجعا ذلك لان عباس في بوتق صغير وهو بوتق التنفيذ.
وختم بارود حديثه بأنه لا يمكن اعتبار أقوال عباس بالجدية لأنها عبارة عن روشتات إعلامية ، لافتا إلى أن عباس أوراقه ضعيفة ولا يملك القوة اللازمة لإنهاء الصراع لأنه احد ركائز تعزيز الانقسام لأغراض يريدها.