جامعات مصر تتظاهر ضد الجدار الفولاذي

الرسالة نت /وكالات

انتفض طلاب الجامعات المصرية أمس اعتراضًا على بناء مصر جدارًا فولاذيًّا حائلاً بين الحدود المصرية والفلسطينية؛ بحجة الحفاظ على الأمن المصري؛ حيث نظَّم طلاب الإخوان بجامعتي عين شمس والمنصورة مظاهرات حاشدة ضد التواطؤ المصري الصهيوني، بينما أصدر الطلاب بجامعة الفيوم بيانًا يُدِينُ هذا الجدار.

ففي جامعة عين شمس، انطلقت مسيرة حاشدة للتنديد بالجدار الفولاذي، مطالبين الحكومة المصرية بمساعدة إخواننا الفلسطينيين وليس محاربتهم، مرددين هتافات منددة بما يدور.

وطافت المظاهرة أرجاء الجامعة، ورفع الطلاب فيها لافتاتٍ تندِّد بالجدار الفولاذي.

وانتهت المسيرة بمؤتمر حاشد اتصل فيه الطلاب بالنائب محمد شهاب عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، والذي أكَّد أن مثل هذا الجدار يُمَثِّل ضربة للمقاومة الفلسطينية، وزيادة للحصار على أهالي قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 3 سنوات.

ووزَّع الطلاب بيانًا تحت اسم "يا طلاب مصر أنتم الأمل المرتجى"، ناشدهم بوجوب رفض كل دعوات التخاذل والخوف، مشدِّدًا على أنه من العار علينا كعرب ومسلمين هذا الصمت على ذبح مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة على يد الكيان الصهيوني، ومساعدة الأنظمة العربية التي ترفض وقف تصدير الغاز للكيان رغم الحكم القضائي؛ بينما تسمح بقطع الكهرباء والغاز عن أهالي غزة!!.

ووجَّه البيان خطابه لطلاب الجامعة: "يا طلاب مصر إذا لم تتحركوا فمن يتحرك؟ اخرجوا بدءًا من اليوم في مظاهرات حاشدة، واخرجوا من أسوار الجامعة إلى قلب العاصمة والمدن الرئيسيَّة، وأضْرِبُوا عن الدراسة".

وفي جامعة المنصورة، نظَّم طلاب الإخوان المسلمين مسيرة حاشدة ضمت أكثر من 4000 طالب وطالبة، أعلنوا فيها رفضهم بناء هذا الجدار والمطالبة بوقفه، وجددوا تأييدهم للمقاومة الفلسطينية الباسلة على أرض غزة.

رفع الطلاب لافتات تستنكر الصمت الإسلامي والعربي والدولي إزاء هذا الجدار الذي يزيد من التضييق والحصار على أهل غزة منها: "لا لبناء الجدار الفولاذي المميت"، "لو بنوا ألف جدار.. جند غزة هم الأحرار".

وطافت المسيرة الحاشدة أنحاء جامعة المنصورة بمشاركة طلاب وطالبات الكليات المختلفة، بالإضافة إلى نخبة من أعضاء هيئة التدريس بكليات الطب والعلوم والهندسة.

وهتف الطلاب خلال مسيرتهم بالعديد من الهتافات المنددة بالجدار الفولاذي العازل.

واختُتمت المسيرة بمؤتمر تجمَّع فيه مئات الطلاب أمام بوابة الجلاء، وبدأ بكلمة لأعضاء هيئة التدريس ألقاها الدكتور إبراهيم العراقي الأستاذ بكلية الطب، والذي استنكر ما يحدث من بناء الجدار وتضييق وخنق لأهل قطاع غزة، وتساءل من يهدد أمن مصر القومي؟ ومن هو عدونا؛ أهم أهل غزة الأبرياء أم هم الصهاينة المجرمون؟!.

واختتم كلمته بتوجيه رسالة إلى الطلاب المشاركين بمواصلة جهودهم الداعمة لأهل غزة، ونشر قضيتهم ومواصلة الدعاء لهم حتى يأتي النصر.

وأوضح المتحدث الإعلامي باسم طلاب الإخوان المسلمين موقف طلاب الجامعة الرافض لبناء الجدار، وكيف أن الأولى بالنِّظام أن يبني جدارًا على الحدود مع كيان الاحتلال بطول سيناء، واستنكر موقف النظام المصري قائلاً: "في الذكرى الأولى لحرب الفرقان مصر تهدي غزَّة جدارًا فولاذيًّا لزيادة حصارها".

وأضاف أن فعاليات طلاب الإخوان مستمرة وبشدة لنُصرة أهل غزة، رغم ما يلاقونه من تعنُّت أمني كبير من تفتيش متكرر ومنع وفصل وتحقيقات ومجالس تأديب، مؤكدًا مضَّيهم قدمًا في طريق نُصرة المسجد الأقصى، ورفض التضييق والحصار على أهل فلسطين.

في الوقت نفسه، أصدر طلاب الإخوان بجامعة الفيوم بيانًا استنكروا فيه الجدار الفولاذي الذي يتم بناؤه على الحدود المصرية الفلسطينية، ووصفوه بجدار العار الذي يمثل جريمة بكل معاني الإنسانية؛ حيث تتمثل في العقوبة الجماعية لأهل القطاع بحرمانهم من الغذاء والدواء، وخطيئة شرعية تتمثل في مناصرة المحتلين الظالمين المجرمين وخذلان المقاومين المجاهدين.

وقال الطلاب في بيانهم : إن فريضة الوقت بالنسبة لهم الآن هي المذاكرة والتفوق، ولكن حصار إخواننا في غزة هو جريمة لا تُغتفر، وفعل لا ولن يمكننا السكوت عنه، مطالبين الحكومة المصرية بالتوقف عن بناء الجدار العازل.

وأضاف البيان: "أن جدار العار لن يحميكم من الملاحقة القانونية التي بدأت من قِبل المنظمات الحقوقية في العالم كله لدوركم المخزي في هذه الجريمة الشنيعة، ولن يحميكم من التاريخ الذي لن ينسى لكم جرائمكم في حق الوطن والأمة".

وقالوا: إن الواجب الشرعي والقومي والإنساني والقانوني يفرض علينا أن نهبَّ لنصرة إخواننا المستضعفين المحاصرين، وأن قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين جميعًا، والقدس من أقدس البقاع لدينا، والمليون ونصف المليون الذين يعيشون في غزة إخواننا، وهم على الأقل بشر يَحْرُم حصارهم وإيذاؤهم، فضلاً عن تجويعهم وخنقهم، وخصوصًا بعد التدمير الرهيب الذي لحق بالقطاع؛ نتيجة الحرب الجائرة التي شنَّها عليهم الصهاينة في العام الماضي، وتركهم يبحثون عن المأوى والعلاج والدواء والطعام.

 

 

 

البث المباشر