قائد الطوفان قائد الطوفان

قالوا انه يعرقل المصالحة

محللون: بناء الفولاذ محاولة لـ"ترويض" حماس

غزة - ياسمين ساق الله

اتفق محللون سياسيون على أن مصر تحاول من خلال بناء الجدار فرض تصورها للمصالحة وتشديد الخناق على الشعب الفلسطيني المحاصر بغزة وفرض العقاب على حركة حماس لتقديم تنازلات ترضي الأطراف الخارجية.

وأشاروا إلى أن بناء الجانب المصري للجدار الفولاذي على الحدود المصرية الفلسطينية سيلقي بظلاله على ملف المصالحة الوطنية المجمد في هذه الآونة , مشددين في أحاديث منفصلة "للرسالة نت" على ضرورة إعادة النظر في ملف المصالحة والبحث عن قواسم مشتركة تضمن نجاحها.

نظرة سلبية

أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الهولندية بجنين د. أحمد قطامش أكد أن مسار عملية المصالحة الوطنية الفلسطينية وصل لطريق مسدود نتيجة استمرار التدخلات الخارجية الأمريكية والإسرائيلية.

وقال أن الخلل الذي يواجه المصالحة يتمثل في زاوية النظر والعقل القيادي الذي يفاوض, متهما إياهم بأنهم لا يبحثون عن قواسم مشتركة فهناك انقسام سياسي بالعمق , مشترطاً إعادة النظر في زاوية المصالحة نفسها لكي تنجح.

بينما اعتبر المحلل السياسي محمد الريفي أنه من المتوقع أن يصل ملف المصالحة لهذا التجميد بسبب التدخلات الأجنبية وابتزاز حماس وممارسة الضغوط عليها للقبول بشروط الرباعية وخاصة الاعتراف "بإسرائيل" ونبذ المقاومة, موضحا أن إقامة الجدار  الفولاذي خطوة من خطوات تضييق الخناق على حماس ومعاقبتها.

يذكر أن السلطات المصرية تقيم جدارا فولاذيا على عمق ما بين 20 و30 مترا تحت الأرض لمنع التهريب عبر الأنفاق .

منظار أمريكي

وقال قطامش أن مصر بتشييدها للجدار الفولاذي تفرض تصورها السياسي للحوار الفلسطيني وهو فرض مادي عقابي وليس معنويا، مؤكداً أن هذا لا يجوز سياسيا، وأضاف أن كون مصر وسيطا يفرض عليها الاهتمام باستمرار الحوار وهذا يتناقض مع إصرارها على بناء الجدار.

أما الريفي فقال:" بناء الجدار جاء لمحاصرة حماس وتشديد الخناق على القطاع بعد فشل الحصار الإسرائيلي في إخضاع الشعب الفلسطيني وتركيع حماس والمقاومة فبنائه كان متوقعا منذ انتهاء الحرب على غزة ", مؤكد على أن العلاقة بين مصر وحماس علاقة وسيط  للمصالحة وتمرير الإملاءات الأجنبية للأخيرة على حد قوله .

وكانت حماس قد أعلنت عن ملاحظات لها على الورقة المصرية التي قدمت للفصائل الفلسطينية ووقعت عليها حركة فتح, في الوقت الذي رفض المسؤولون المصريون إضافة أي تعديل على ورقتهم للمصالحة الفلسطينية, مؤكدين أن كافة التعديلات سيتم الأخذ بها وقت التنفيذ, كما وهددت فتح بسحب توقيعها في حال تم فتح الورقة المصرية.

عقاب جماعي

وأكد قطامش على أن خطوة بناء الفولاذ لا تساعد على خلق مناخات ايجابية لتحقيق ملف المصالحة الوطنية بل توتر الجانب الداخلي الفلسطيني , منوها إلى أن بناءه يمثل عقابا جماعيا للشعب الفلسطيني وخاصة حركة حماس كونها جزء لا يتجزأ منه.

لكن المحلل الريفي أشار إلى أن القيادة المصرية تتعامل مع حركة حماس كطرف سياسي يجب ترويضه وإخضاعه للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية , قائلا:" مع بناء الجدار ستتوتر العلاقة بين الشعب الفلسطيني عامة وحركة حماس حكومة وقيادة وبين مصر, مما سيلقي بظلاله على عملية المصالحة في ظل عزل وخنق غزة ".

وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق  شدد في تصريح صحفي  على أن حماس لن توقع على ورقة المصالحة ما لم يأخذ الجانب المصري أهمية ملاحظات الحركة، ورد على الامتعاض الذي يبديه بعض المصريين من عدم توقيع حماس على المصالحة.

 

 

البث المباشر