أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. محمود الزهار، أن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية ستؤثر بشكل كبير على القضية الفلسطينية.
وأوضح الزهار في حوار نشرته شبكة "إسلام اليوم"، الأحد، أن تأجيل مباحثات تشكيل حكومة الوفاق الوطني إلى ما بعد الانتخابات المصرية، يعود إلى "وجود معطيات جديدة على الساحة، ونحن نتحرك في بيئة عربية من حولنا، هذه البيئة كانت معادية سابقا لبرنامج المقاومة".
وتوقع أن تظهر نتائج الانتخابات المصرية بيئة مختلفة، "لذلك طالبتُ بأن نتريث قليلا حتى نرى ما سوف تُفضي إليه الانتخابات المصرية وما ستفرزه من نتائج نتعرف حينها على هذه البيئة الجديدة وكيف سيكون تعاطيها مع القضية الفلسطينية، خاصة أن مصر واحدة من أهم الدول الأساسية في إتمام برنامج المصالحة".
وفيما يتعلق بملف المصالحة؛ قال الزهار: "إن مفهوم المصالحة لدينا لا يعني بأننا سنكون نسخة ثانية من حركة فتح أو أننا سنسير وفق برنامجها السياسي، بل نريد أن نرسخ مفهوم التعايش بين البرامج المختلفة إلى أن يحكم الشعب بنفسه على هذه البرامج وفق انتخابات حرة ونزيهة".
وأشار إلى أن حركة "حماس" لن تطبق أيا من التزاماتها التي نص عليها اتفاق المصالحة حتى تنفذ حركة فتح كل ما يتم الاتفاق عليه ومن بينها الحريات العامة وإنهاء التنسيق الأمني والاعتقال السياسي في الضفة الغربية.
وفي معرض حديثه عن التدخلات الخارجية؛ قال: "الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد هذه المصالحة لأنها بصريح العبارة لا تريد أن تفتح الطريق أمام حركة حماس لكسرها الحصار المفروض على قطاع غزة ، والذي من شأنه أن يرفع عنها كثيرا من الأعباء وسيعطيها مزيدا من الشعبية في الشارع ما يؤهلها للفوز بشكل أكبر في أي انتخابات لاحقة".
ولفت النظر إلى أن الاحتلال (الإسرائيلي) أيضا هو أحد هذه الأطراف الخارجية التي تضغط في اتجاه تعطيل المصالحة، عازيًا ذلك إلى أن (إسرائيل) ترى أنها بذلك ستقطع حبل التواصل بينها وبين سلطة رام الله وبأجهزتها الأمنية التي تمارس التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال.
وأضاف: "حركة حماس كان يجب أن تحكم في الضفة الغربية كما في غزة منذ عام 2006 لأن هذا هو الواقع الذي أفرزته الانتخابات التشريعية، فنحن حصلنا على أغلبية برلمانية في المجلس التشريعي ومن حقنا تشكيل الحكومة وتحديد رئاسة التشريعي وغيرها من الصلاحيات".
"لكن حركة فتح - بحسب الزهار- ما لبثت أن انقلبت على نتائج هذه الانتخابات في الضفة الغربية وأرادت أن تنقلب على غزة أيضا بقوة السلاح، لكنها فشلت في ذلك بعدما حدثت بينها وبين حركة حماس مواجهة عسكرية أدت إلى هزيمتها ومن ثم هربها من غزة".
وحمل حركة فتح المسؤولية عن حرمان "حماس" من حقها القانوني والشرعي في الحكم سواء كان في قطاع غزة أو الضفة الغربية، أو القدس على حد سواء، لأن هذه هي نتائج الانتخابات.
وتابع: "وفي نفس التوقيت هذا لا ينفي أهمية الوحدة، لذلك هناك دعوات لأن يكون هناك تعايش سلمي بين البرنامجين السياسيين لحركتي فتح وحماس يكون مبنيا على نظام انتخابي يتلاشى التزوير وترضى به كل الأطراف أيا كانت النتيجة".